اشغالات قبيحة وبضاعة رديئة احتلت الارصفة. عربات فول وكبدة مبعثرة بشكل عشوائي. باعة جائلون وخرتيه أحكموا سيطرتهم علي الشوارع والميادين. سرطانات عشوائية وضوضاء. وتحرش جنسي وصل حد الاغتصاب. هذه ليست صورة لحال ميدان رمسيس أو العتبة أو الموسكي بالقاهرة إنما هو واقع مرير لشوارع وميادين سياحية شهيرة بمدن جنوبسيناء كانت ملء السمع والبصر أيام المخلوع. واقع يشي برائحة الفساد وعلامات الترهل للجهاز الاداري والتنفيذي بالمحافظة والذي يعمل منذ ثورة 25 يناير تحت ضغط وابتزاز شلة من المنتفعين والبلطجية فكانت النتيجة تشويه وتدمير أجمل منتجع سياحي في العالم. لتصبح تصريحات الحكومة عن عودة صناعة السياحة وتعافيها كلاما بلا معني ولا مضمون. في البداية يؤكد محمد سرحان خبير إدارة أن احتلال الارصفة بالبضائع يعيق حركة السائح في الاسواق السياحية خلال جولاته التسويقية لدرجة أن كثير من الشركات اضطرت إلي الغاء هذه الجولات التي كانت تحدث رواجا للمحال والمطاعم هربا من مضايقات الباعة الجائلين والخرتية وملاحقاتهم والحاحهم الامر الذي وصل حد الجذب من الملابس أو التحرش اللفظي أو الجسدي فتجار الشوارع من شباب غير متعلم ليس لديه خبرة ومعظمهم رفع شعار "اللي ما يشتري يتحرش به" وهو أمر خطير ويضيع مليارات تنفق في الترويج والدعاية لجذب السياح ثم بتصرفات وعشوائية الشارع وعدم انضباطه نطرد السياح. ووفقاً لإحصاء قامت به شركة سياحة عالمية أن اثنتين من كل خمس سائحات يتعرضن للتحرش الجنسي من قبل سائقي التاكسي والبائعين في البازارات والاسواق السياحية والفنادق والخرتية بالشوارع. شركات سياحية علي الارصفة ويقول ياسر عبدالوهاب من العاملين بإدارة الفنادق أن ارصفة الشوارع السياحية في خليج نعمة أو منطقة الخان مول بنبق وقعت منذ الثورة الاولي تحت رحمة تجار الشوارع والارصفة تم احتلالها بالبضائع وهو ما يجعل السياح يمشون في الشوارع وسط السيارات كما أن الباعة الجائلين والخرتية الذين يعملون بدون مرتبات ثابتة ويعتمدون في دخولهم علي العمولة التي يتحصلون عليها من جذب السياح من الشوارع لصالح المحال والبازارات واحيانا يقومون بالنصب علي السياح برحلات سياحية من خلال شركات الشارع الوهمية لتصبح النتيجة كوارث وحوادث وهو امر خطير لا يوجد في أي مدينة سياحية في العالم. حمل عبدالوهاب إدارة المحافظة ومجلس المدينة وشرطة السياحة مسئولية التخلص من كل مظاهر الانفلات وضبط المخالفين لان هناك خسائر فادحة يتكبدها القطاع السياحي ويتعرض لقضايا تعويضات من قبل السياح الذين يستغلون أي نقطة ضعف أو مظهر غير لائق في أي مكان بالمدينة التي باتت ميادينها تشبه الموسكي ورمسيس. وهاجم هشام جابر صاحب مشروع سياحي بمنطقة الهضبة فتور الجهاز الاداري بالمحافظة ومدينة شرم الشيخ في العمل وتقاعسهم في التصدي للعشوائيات التي يعج بها الشارع فضلا عن اطنان القمامة المنتشرة باحياء المدينة خاصة منطقة الهضبة والماركاتو وحي النور عكس ما كان يحدث ايام المخلوع فضلا عن تدني اعمال التشجير والتجميل بالطرق الرئيسية والميادين كما ان المحافظ ورؤساء المدن ليست لديهم رؤية شاملة ورؤساء الاحياء غير اكفاء كما ان سلوكيات العاملين والمواطنين تتسم بالعشوائية والانفلات. طالب جابر الشرطة والجيش في جنوبسيناء مواجهة بلطجية الارصفة وعشوائية البناء والبضائع التي تدمر سمعة مدينة تساهم في الدخل القومي بقدر ما تساهم قناة السويس بحسب الاحصاءات الرسمية. كتيبة المعاشات ندد محمد عبدالفتاح صاحب شركة سياحة وسيف الاسلام بحالة التراخي والعشوائية التي يتسم بها عمل الادارة المحلية في المدن السياحية بالمحافظة وارجعا ذلك إلي كتيبة المعاشات التي تسيطر علي المناصب القيادية بالمحافظة والمدن السياحية التي تحتاج إلي شباب يتصدون بحماسة إلي التعديات علي الشوارع وحالة الفوضي. وتعجبا من قرارات اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء بالتعاقد مع جميع القيادات التي تخرج إلي المعاش بعقود كمستشارين له رغم فشلهم وعجزهم الواضح في الوقت الذي لا يحظي الشباب عنده باي منصب قيادي وهو مخالفة لاهداف الثورة الاولي والثانية. ووصل الامر بالجهاز الاداري المترهل أن هناك عقود تجهز لجميع القيادات التي ستخرج بعد شهر لتزيد ضعف الادارة ضعفا وتساءل كيف يستطيع مسئول سبعيني لا يغادر مكتبه ان يتجول في الشوارع ويتصدي بنفسه وعلي رزس موظفيه بالاحياء إلي ازالة الاشغالات. وتساءل نشطاء عبر حملة تمرد ضد اللواء خالد فودة وطاقمة الاداري علي صفحات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" عن عدم تنفيذ أي نشاط ملموس للتصدي لانفلات الشارع وتدهور الخدمات رغم استعادة الدولة لهيبتها بعد 30 يونية واستعادة الشرطة لكامل عافيتها.