وسط حالة الحزن واليأس التي سيطرت علي الشارع المصري بعد ¢فضيحة كوماسي¢ التي سقط فيها منتخبنا الوطني والأمل الذي يتمسك به قليلون في حدوث المعجزة والتأهل لمونديال 2014 علي حساب النجوم السوداء. جاءت تصريحات اثنين من كبار مسؤولي كرة القدم في العالم لتحول دفة التفكير والتركيز من الموقعة الفاصلة مع غانا إلي التفكير في المستقبل. كعادته دائما. فجر السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" مفاجأة عندما اعترف قبل أيام بأن عدد المقاعد المخصصة للقارة الأفريقية ونظيرتها الأسيوية في بطولات كأس العالم للكبار لا يرتقي لمستوي اللعب في كل منهما حاليا وأنهما تستحقان تمثيلا أفضل في إشارة إلي أحقية القارتين بزيادة حصتهما من مقاعد المونديال. بالطبع لم يقدم بلاتر التفسير أو الحل المنطقي من وجهة نظره لمنح أفريقيا وآسيا التمثيل المستحق لهما في المونديال ليفتح الباب علي مصراعيه أمام التكهنات علي أرض الفراعنة مثلما هو الحال في بلدان أخري كثيرة بالقارتين الأفريقية والأسيوية.. وتباينت الآراء بين إمكانية تقليص عدد مقاعد قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية لصالح القارتين الأسيوية والأفريقية أو زيادة عدد المنتخبات المشاركة في المونديال. لكن أسطورة كرة الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة "يويفا" كان أكثر وضوحا ووضع بعض النقاط علي الحروف عندما أعلن تأييده لوجهة نظر بلاتر وأكد أنه مع زيادة عدد فرق آسيا وأوروبا في المونديال من خلال زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات إلي 40 منتخبا. ربما تحمل تصريحات بلاتيني وبلاتر بارقة أمل لمنتخبنا الوطني في المستقبل لأن زيادة عدد مقاعد القارة الأفريقية قد يزيد من فرص الفراعنة في التأهل للمونديال وهو أمر منطقي يؤكده الخبراء رغم ما يحمله تاريخ مشاركات الفراعنة في تصفيات المونديال من دلائل علي أن زيادة عدد الفرق قد يلعب دورا لكنه ليس الدور الأكبر والأبرز في مسيرة منتخبنا بالتصفيات المؤهلة للمونديال.. فالمتتبع لمسيرة منتخبنا الوطني في تصفيات معظم بطولات كأس العالم السابقة يدرك تماما أن العامل الأكبر في حسم مصير منتخبنا لا يتعلق بعدد مقاعد أفريقيا في المونديال وليس أدل علي ذلك من وصول المنتخب للمونديال في 1990 رغم اقتصار نصيب أفريقيا علي مقعدين فقط من 24 مقعدا في النهائيات بينما فشل منتخبنا في بلوغ النهائيات بعد زيادة نصيب أفريقيا إلي ثلاثة ثم إلي خمسة مقاعد بل وفشل أيضا عندما زاد عدد المقاعد إلي ستة في مونديال 2010 لحصول جنوب أفريقيا علي مقعد مباشر بدون تصفيات بصفتها الدولة المضيفة. ¢الجمهورية ¢استطلعت آراء بعض الخبراء والمسؤولين والمدربين حول هذه القضية.. قال شوقي غريب. المدرب العام السابق لمنتخبنا الوطني والمدير الفني الحالي لفريق الإسماعيلي. إن زيادة عدد مقاعد أفريقيا بالمونديال يساهم بالتأكيد في مضاعفة فرص مصر في بلوغ النهائيات. كما أكد غريب أن زيادة عدد الفرق المشاركة في المونديال إلي 40 منتخبا أمر ممكن وأن تصريحات بلاتر عن أحقية أفريقيا وآسيا في تمثيل أكبر بالمونديال لم تأت من فراغ وإنما نتجت عن التطور الهائل في مستوي الكرة بالقارتين وأن الدليل علي هذا يأتي من ارتفاع أعداد المحترفين من دول القارتين في الأندية الأوروبية علما بأن هذا يعود بالنفع علي منتخبات الدول الأفريقية حيث يساهم في ارتقاء المنافسة وارتفاع مستوي التصفيات المؤهلة لبطولات كأس العالم. اتفق فاروق جعفر المدير الفني السابق لمنتخبنا الوطني والمدير الفني الحالي لغزل المحلة مع غريب فيما يخص زيادة فرص منتخبنا في بلوغ النهائيات ولكنه أشار في الوقت نفسه إلي أنه بغض النظر عن هذا فإن الاستعداد لتصفيات مونديال 2018 يحتاج لجيل جديد من اللاعبين بعدما أدي الجيل الحالي ما عليه من خلال الفوز باللقب الأفريقي ثلاث مرات وإن فشل في بلوغ كأس العالم. رغم هذا اعترف جعفر بأن الكرة في أوروبا وأمريكا الجنوبية ما زالت أفضل كثيرا في المستوي من نظيرتها بقارتي أفريقيا وآسيا معربا عن شكوكه في تنفيذ بلاتر لما أشار إليه في التصريحات بشأن زيادة التمثيل الأفريقي والأسيوي في المونديال لأن أوروبا وأمريكا الجنوبية لن يسمحا بتقليص حصتهما من مقاعد المونديال. وعن زيادة عدد المقاعد في المونديال إلي 40. قال جعفر ¢أعتقد أن أوروبا وأمريكا سيرفضان هذا. إنه قرار مستحيل¢. كما أكد خالد لطيف عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة أن أية زيادة في عدد مقاعد أفريقيا بالمونديال سواء علي حساب أي قارة أخري أو من خلال زيادة عدد المشاركين في المونديال سيكون لصالح منتخبنا مثل غيره من المنتخبات بزيادة الفرص المتاحة. أضاف لطيف :¢لا أتوقع معارضة أوروبية لزيادة تمثيل أفريقيا وآسيا خاصة بعد تقدم كرة القدم بأفريقيا وهو ما يساعد بلاتر والفيفا في اتخاذ هذا القرار¢. أما إسماعيل يوسف "تيجانا" المدير الفني لفريق الإنتاج الحربي وأحد نجوم منتخبنا الوطني الذي شارك في مونديال 1990 بإيطاليا فقال إن زيادة حصة أفريقيا في المونديال ستعزز بالتأكيد فرص مصر في التأهل ولكنه يتوقع وجود معوقات تحول دون تنفيذ القرار لأن الزيادة في نصيب أفريقيا وأسيا من المقاعد ستتبعها بالتأكيد مطالبات أوروبية وأخري من الأمريكتين بزيادة حصتهم في المونديال أيضا. قال تيجانا ¢أتوقع أن تكون تصريحات بلاتر وبلاتيني بمثابة بالونة اختبار للتعرف علي ردود فعل الوسط الرياضي العالمي مثلما حدث فيما يتعلق بأزمة إقامة مونديال 2022 بقطر في فصل الصيف أو الشتاء.. وفي النهاية هذا كله ليس سوي اقتراحات قد يؤخذ بها أو لا يؤخذ¢.