بابتسامة عذبة يستقبلك.. بلا ساقين.. يتقدم نحوك.. وبدون كلام يصلك إصراره.. هو يوسف محمد أحمد "16 سنة" مشروع بطل في السباحة.. حكاية تسترعي الاهتمام.. وموهبة تحتاج رعاية. نبدأ من البداية عندما اكتشفت الأم شيماء أحمد "ربة منزل" ان ابنها مولود بلا ساقين وبأصبعين في كل ذراع عوضا عن اليدين.. غير انه يفتقد النطق والسمع.. ظن الاطباء هذه الحالة النادرة لن تعيش طويلا ولكن إرادة الحياة لدي يوسف كانت أقوي من توقعاتهم. كبر وبدأ الزحف وكان يمتاز بحركة زائدة وشقاوة فكان يقف علي يديه مثلا ليجذب انتباههم وشعر الجميع انه يحاول التعبير عن نفسه ولأن عمته "منال أحمد" كانت الاقرب إليه.. بدأت ترعاه وتفكر في الرياضة لاستثمار طاقته.. تقول منال: يوسف من صغر سنه جرئ ولا يعترف باعاقته الجسدية فيتحرك باستمرار ويعتمد علي نفسه في كل شيء وفي سن 8 سنوات اخذته إلي حمام السباحة بمركز التربية والتعليم وفوجئت به في زيارته الأولي يذهب إلي سلم القفز بحمام السباحة مما استوقف المدرب وقال أنه سيصبح بطلا.وبدأ يوسف ممارسة السباحة وشارك في مهرجان الكشافة وتم تكريمه وتم ضمه إلي نادي مدينة نصر ليتم اعداده للمشاركة في أولمبيات ريو دي جانيرو بالبرازيل في 2016 كما يأمل.ولا تخفي أسرة يوسف قلقها بسبب عدم مشاركة مصر في السباحة في أولمبياد ذوي الاعاقة من قبل مما قد يضيع فرصة يوسف. وبحماس يقول الأب محمد أحمد "صاحب محل قطع غيار سيارات" ان يوسف هو الابن الوحيد ولديه ابنتان رنا "17 سنة" ثانوية عامة ومنال "6 سنوات" ويعتمد الاب علي يوسف في مهام عديدة فهو الذي يقوم بفتح المحل صباحا ويجلس فيه لحين مجيء الأب. ويمتاز يوسف بسرعة البديهة وبشاشة الوجه. ويقوم بتصليح الدش والكمبيوتر كما يفك السلك ويبيعه خردة ليحقق دخلا خاصا به. وقد يحاول الوالدان مع حالة يوسف فقاموا بتركيب سماعات له ولكنها لم تعمل جيدا وقاموا بإلحاقه بمدارس ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن اختلاف الحالات عنه آخر تقدمه وحاولوا تعليمه لغة الاشارة بواسطة متخصص ولكن عدم وجود الاصابع كاملة حالت دون ذلك مع ذلك يستطيع توقيع كتابة اسمائهم جميعا ويخصص اشارة معينة لكل واحد منهم وهو قادر علي توصيل ما يريده للآخرين ولو بالرسم. ويعلق علي حالة يوسف مدربه د. جلال محمد جلال "المدير الفني للمنتخب القومي لسباحة المعاقين" موضحا انه شاهد يوسف للمرة الأولي بطولة بمديرية الشباب والرياضة وحاليا يتدرب معه في نادي مدينة نصر لتأهيله للأولمبياد القادمة السباحة "حرة وصدر" مؤكداً أنه أمامه عام علي الأقل للاعداد للأولمبياد لتحسين رقمه وزيادة تحمله.ويضيف أن حالة يوسف اعاقة مركبة تمثل تحديا بالنسبة له كمدرب فمن ناحية حوالي 40% من نجاح التدريب تعتمد علي تعبيرات الوجه باعتبارها طريقة التواصل مع الصم والبكم والباقي عبارة عن أحمال تدريبية.ويبدو المدرب متفائلا بمشاركة مصرية قادمة في منافسات السباحة في الدورة البارالمبية.