بسرعة البرق انتشرت أنواع جديدة من حضانات الأطفال تديرها مجموعة من الأسر غير المؤهلة علميا أو صحيا أو تربويا دون رقابة من وزارة الشئون الاجتماعية أو أي جهات أخري. الغريب أن تلك الحضانات التي هي عبارة عن غرفة مقتطعة من إحدي الشقق في المناطق الشعبية اتخذها أصحابها مصدرا للرزق أو وسيلة لتضييع الوقت دون أية اشتراطات صحية أو تربوية تتهافت عليها الأسر لحجز مكان لأبنائها حتي ولو علي سلم العقار. تقول صباح محمود- موظفة: في نهاية كل عام دراسي أبحث عن حضانة مناسبة لطفلتي التي تبلغ من العمر 5 سنوات فأفاجأ بأسعار خيالية تفوق راتبي لذا اضطر بإيداعها إحدي دور الحضانات الرخيصة حتي ولو كانت عديمة الخدمات. استضافة فقط مني عبدالعزيز- محاسبة تقول: لا أنظر إلي الحضانة كأنشطة ورحلات وتعليم خاصة فترة الصيف لأن معظم هذه الحضانات قد تصل رسومها إلي 500 جنيه وراتبي 750 فقط لذا أبحث عن حضانة بمبلغ زهيد كاستضافة فقط وبالرغم من ذلك يصل سعرها إلي 75 جنيها. تشير أمل محمد -محامية- إلي أن ابنها لم يتجاوز الرابعة من عمره إلا أنه تردد علي أربعة حضانات لعدم تأقلمه مع المسئولين في الحضانة وأخيرا استقام في إحدي دور التربية بعد دفع 50 جنيها للمربية كي تهتم به وبالفعل لاحظت فرقا كبيرا منذ التزامي بهذا المبلغ رغم شعوري بالذنب لأن اهتمامها بابني علي حساب أطفال آخرين ليس بمقدور أولياء أمورهم عمل ذلك. العدد أهم تضيف إيمان رأفت -موطفة- اضطررت لإيداع طفلي في حضانة قريبة من البيت حتي لا يخوض معارك يومية معي في المواصلات العامة ولكنني أجد يوميا كارثة به حيث تهتم الحضانة بزيادة عدد الأطفال وليس بتعليمهم أو رعايتهم كما أن المربيات يقمن بالاهتمام بالطفل قبل وصول ولي الأمر للحضانة بدقائق حتي يحصلوا علي البقشيش بالرغم من حصولهم علي راتب شهري من قبل الحضانة. أما محمود عبدالرحمن -موظف- فيقول: اضطر لترك ابنائي بالمنزل بالرغم من صغر سنهم لأن مواعيد عملي وزوجتي تجبرني علي التأخر علي تسلم أبنائي من الحضانة فتضطر المربية هي الأخري للجلوس معهم وإساءة معاملتهم لأنهم السبب الرئيسي في عدم انصرافها في الميعاد المحدد لها. أشارت سامية عبدالسلام -أحمد أولياء الأمور- إلي أنها رفضت إلحاق ابنها بمثل هذه الحضانات العشوائية التي تزيد بها كثافة الأطفال وفي مختلف الأعمار والكل يجلس في فصل واحد فأصبحت مكان لتجميع الأطفال وليس للتعليم في ظل عدم وجود مناهج متخصصه أو متابعة أو إشراف وفضلت أن يعاني معها رحلة الذهاب والعودة اليومية في المواصلات لتركه عند والدتها. طالبت إيمان رأفت بضرورة عدم إصدار تراخيص أو تصاريح لأي حضانة إلا بعد التأكد من توافر الاشتراطات اللازمة سواء الصحية أو الإمكانيات الفنية ومراقبة الأماكن الشعبية التي تكثر بها حضانات بير السلم. تحول المحلات لحضانات تؤكد ليلي محمد -صاحبة حضانة- بأنها اتجهت لهذا المشروع بعد وفاة زوجها وذلك بتحويل محل الملابس الخاص به إلي حضانة واستضافة أولاد السيدات العاملات بالشارع نظير مبلغ زهيد يساعدها في إعانة أولادها في مراحل التعليم المختلفة. وتضيف بأن الإجراءات الخاصة بهذا المشروع طويلة ومكلفة لذا لم تتوجه إلي الشئون لاستخراج التراخيص أو التصاريح اللازمة بل اعتمدت علي تبني السكان لهذه الفكرة.