** رغم أنه من المسلم به في كل الأحوال والأوضاع.. أن مستقبل مصر لا يقرره إلا الإرادة والمصالح العليا لشعب مصر.. ومع ذلك ومن قبيل الرصد الميداني للواقع الحقيقي لمن يريد أن يعرف الحقائق كما هي بدون تزييف أو تضليل.. خاصة في الخارج.. سواء من يشككون ويصرون مع سبق الإصرار والترصد علي التشكيك في ثورة 30 يونيو.. وايضا لمن سقطوا ضحايا حملات التشكيك في الخارج.. لأنهم يستقون معلوماتهم عن الشارع المصري في أعماق البلاد من مصادر أحادية الهوي والهوية.. وهي مصادر تصول وتجول في الساحات الخارجية كما يحلو لها.. هؤلاء الضحايا ربما قرأوا عن هموم ومشاكل المصريين البسطاء في نجوع مصر وعشوائياتها.. لكنهم لم يعيشوا معهم ليعرفوا حجم معاناتهم ومرارة ظروفهم المعيشية.. تلك التي تفاقمت بشكل متصاعد وهائل بعد ثورة يناير.. وحتي بلغت ذروتها كماً وكيفاً في السنة الأخيرة بعد تولي الرئيس المعزول محمد مرسي.. وإذا كان ضحايا حملات التشكيك والتضليل تصلهم ولا يرون في الخارج إلا الصورة المشوهة المبتورة لثورة 30 يونيو.. فإنهم لا يعلمون ما يجب عليهم أن يعلموه جيداً وعن يقين.. وهو أن أغلبية المصريين بكافة طبقاتهم ومستوياتهم المعيشية.. يشعرون بتحسن ملموس في مجمل الأوضاع الحياتية بعد 30 يونيو.. فضلاً عن ارتياح وتفاؤل وإحساس بأن الوضع الحالي والقادم أفضل.. وذلك علي كافة الأصعدة.. عكس ما كانت عليه الأوضاع المتردية والحال المائل قبل 30 يونيو.. ناهيك عن الغموض والهلع من المجهول.. "خاصة شبح الحرب الأهلية".. كان ذلك هو الكابوس المسيطر علي الشارع المصري.. كما أن تدني الأوضاع المعيشية وصل إلي مستوي مخيف فوق طاقة البشر.. ولا يمكن تحمله لأسابيع.. فما بالك ب 3 سنوات "بقية فترة الرئاسة". ** عموماً.. وأيا كانت الأطراف المسئولة عن التردي المتصاعد للأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية.. فإن أغلبية المصريين هم من كانوا يدفعون الثمن الباهظ للخصومات السياسية لنظام الإخوان المعزول "القديم منها والمستجد".. انهم الضحايا في صراع حول مصالح حزبية وشخصية.. حولت حياتهم إلي جحيم.. فما ذنب الشعب ليدفع هذه الفاتورة من هذا العقاب الجماعي المرير؟.. طالما أن حكم الإخوان فاشل.. علي مدي عام في السيطرة علي الأوضاع وتحسينها بكافة الآليات "علي سبيل المثال المصالحة والمشاركة الحقيقية لكافة التيارات".. بل ازداد التدهور تدهوراً وبشكل متصاعد إلي أسفل دائماً.. وثبت لغالبية المصريين.. أن النظام السابق يتخبط ويقود البلاد إلي الوراء بخطي غير مسبوقة يحسد عليها.. بل هذا النظام يصب دائماً الزيت فوق النار.. بقرارات صادمة تؤكد أن النظام والرئيس المعزول.. لا يصلحون لإدارة مدرسة ابتدائية وليس دولة في حجم مصر.. وبالتالي لم يكن هناك خيار أمام الشعب.. إلا المطالبة بالاحتكام من جديد إلي الصندوق.. بعدما ثبت أن أوضاع ما قبل 30 يونيو لا يمكن تحملها حتي ولو لبضعة أشهر.. وذلك في حال استمرار حكم الرئيس السابق.. ومن هنا كانت إرادة وثورة الشعب التي ساندها جيش الشعب.. بعدما تأكد بشكل قاطع من أن أغلبية المصريين تؤيد العودة إلي الصندوق "انتخابات مبكرة أو اقتراع ثقة شعبي في صورة استفتاء".. كما يحدث في العديد من الدول الديمقراطية.. وكل ما سبق للعلم فقط.. ولمن يريد أن يعلم الحقيقة ومن أعماق أعماق مصر.