أكد أيمن الجمال سفير مصر في جمهورية جنوب السودان حرص مصر علي دعم العلاقات مع دولة جنوب السودان مشيراً إلي الاتصال الهاتفي الذي تم بين وزيرالخارجية المصري نبيل فهمي ونظيره الجنوب سوداني منذ أيام والذي قدم فيه فهمي التهنئة للوزير الجديد. شدد وزير خارجية جنوب السودان علي قيمة مصر الكبيرة بالنسبة لبلاده واهتمامهم بدفع العلاقات معها وتطلعهم لتبادل الزيارات بين القاهرةوجوبا في المستقبل القريب. قال ان وفداً مصرياً برئاسة السفير علي الحفني نائب وزير الخارجية للشئون الافريقية كان قد زار جوبا مؤخراً وتم خلالها التحضير لزيارة الرئيس سلفاكير للقاهرة. أوضح انه يجري الاعداد للدورة الأولي للجنة العليا المشتركة بين البلدين لتعقد في القاهرة والاتفاق علي الخطوات النهائية لافتتاح عيادتين مصريتين جديدتين في كل من ولايتي "بور" و"اكون" والبحث عن تنفيذ أكبر برنامج متكامل طموح لبناء وتعزيز القدرات ورفع كفاءة وتدريب كوادر الحكومة الجنوبية ويتضمن البرنامج 1350 فرصة تدريبية علي مدار 3 سنوات في مجالات حل النزاعات وبناء السلام وترسيخ مبدأ ثقافة السلام والتفاوض وإدارة الأزمات. أشار الجمال إلي ان وفداً من مركز القاهرة الاقليمي للتدريب علي فض وتسوية المنازعات وحفظ السلام في افريقيا برئاسة السفير ايهاب بدوي وهو تابع لوزارة الخارجية المصرية وسوف تبدأ تنفيذ البرنامج أوائل سبتمبر القادم لتدريب مائة متدرب من مفوضية جنوب السودان للسلم والمصالحة ومن ولايات جنوب السودان العشرة حيث سيتم تقسيمهم إلي 4 دورات تدريبية خلال الستة شهور الأولي من البرنامج. قال ان المرحلة القادمة ستشهد تبادل زيارات بين المسئولين في البلدين لعقد الدورة الأولي لاجتماعات اللجنة العليا بالقاهرة برئاسة د. حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء بينما يرأس الجانب الجنوبي نائب رئيس الجمهورية وذلك بهدف متابعة المشروعات المصرية التي يتم تنفيذها حالياً في جنوب السودان وتخطي أية عقبات تواجه تنفيذ هذه المشروعات وهناك عدد كبيرمن مشروعات البنية التحتية حيث تقوم مصر منذ توقيع السودان وجنوب السودان علي اتفاقية السلام عام 2005 فان التوجه المصري هو تقديم الدعم لجنوب السودان خاصة في مشروعات البنية التحتية والتعليم حيث قدمت مصر لجنوب السودان 1000 منحة تعليمية ولذلك نجد ان أكثر من 60% من أعضاء مجلس الوزراء من خريجي جامعات مصرية بجانب ذلك اقامت مصر 4 محطات كهرباء في أربع مدن فضلاً عن بناء 4 مدارس و3 عيادات وتقديم دعم في مجالات الري بقيمة 189 مليون جنيه مصري في شكل مشروعات للري منها مشروع لحفر 30 بئرا موزعة علي الولايات العشرة التي تشكل جمهورية جنوب السودان. أكد السفير أيمن الجمال ان هذا الدعم والمنح مستمرة فمصر حتي الآن تقدم منحاً دراسية وصل عددها العام الماضي إلي 500 منحة دراسية بالاضافة إلي 235 منحة مقدمة من الأزهر علي مدار السنوات الثلاثة الماضية. دور القطاع الخاص وحول دور القطاع الخاص المصري في المشاركة في عمليات انشاء المطارات والمقاولات؟؟ قال السفير المصري انه بالنسبة للمشروعات التي تمت في جنوب السودان شيدت من قبل شركة المقاولين العرب التي ساهمت في بناء المدارس والعيادات بالاضافة إلي شركة مصر للأسمنت المسلح والتي ساهمت في بناء بعض المشروعات المصرية. أضاف انه بعد استقلال جنوب السودان بدأ الاهتمام من رجال الأعمال للدخول في سوق جنوب السودان والآن هناك شركة السويدي مقدمة تمويل لجنوب السودان يتراوح ما بين 200. 250 مليون دولار لتمويل مشروعات مصرية في البنية التحتية الخاصة بالكهرباء حيث سيتم تنفيذ شبكة كهرباء جوبا بالاضافة إلي تطويرها حيث سيتم خلال السنتين القادمتين اضاءة مدينة جوبا العاصمة بالكامل نتيجة المشروع المقدم من السويدي بأيد مصرية وهناك ايضاً شركة عبدالعظيم ؟ التي تقدمت بمشروع لبناء محطة تنقيب مياه بالاضافة إلي انشاء شبكات المياه والصرف الصحي في مدينة جوبا. وحول أهمية وجود خط طيران مباشر للشركة الوطنية مصر للطيران يربط القاهرة بالعاصمة جوبا قال السفيرالمصري ان الخط المباشر يساهم في تعريف الجنوبيين بالمنتجات المتوفرة في مصر وخاصة منتجات الملابس والجلود وتدرس مصر للطيران حالياً القيام بتطوير مطار جوبا بحيث يتم التغلب علي بعض المشاكل الفنية الخاصة بتوفير الأجهزة اللازمة للتفريغ والشحن بمطار جوبا حتي يتمكن من استقبال طائرات "الكارجو" لزيادة التبادل التجاري وخفض سعر الشحن. وحول مسألة المصالحة المصرية في مياه النيل قال السفير الجمال ان وزير الاعلام المتحدث باسم حكومة جنوب السودان أكد أن جوبا لا يمكن ان تضر بالمصالح المصرية في مياه النيل وأشار إلي أهمية تنسيق المواقف بين البلدين وبخاصة في ظل رسالة جنوب السودان للمجلس الوزاري لمبادرة جوبا اعتباراً من يونيو الماضي ولمدة عام. خط ملاحي وحول مشروع ربط الملاحة في نهر النيل بداية من بحيرة فكتوريا وحتي البحر المتوسط أكد الجمال ان تشغيل هذا الخط يستلزم تطهير المجاري المائية وبالفعل تتولي وزارة المصرية حالياً عملية تطهير 100 كيلومتر في بحر الغزال وتم بالفعل نقل جزء من المعدات ومن المنتظر ان يصل الجزء المتبقي قريباً للبدء في عملية التطهير. أيضاً هناك فرصة أمام شركات المقاولات والانشاءات المصرية المتخصصة في البنية التحتية خاصة مع عودة الدخل النقدي من ضخ البترول والذي سيتم توجيه جزء كبير منه للصرف علي مشروعات البنية التحتية في مجالات الكهرباء والمياه خاصة وان صافي الدخل المتوقع حوالي 7 مليارات دولار سنوياً. تم التوقيع مؤخراً علي عقد تنفيذي بين مصر وجنوب السودان لانشاء مزرعة سمكية واستزراع سمكي بتكلفة خمسة ملايين جنيه مصري لانتاج 500 طن سمك سنوياً ويستمر المشروع لمدة خمس سنوات وبعدها يصبح المشروع جنوبياً بالكامل علي ان تقوم مصر بتدريب الكوادر الجنوبية علي هذه التقنية لنشرها بالبلاد لتوفير البروتين من السمك بالاضافة إلي بناء مصنع لتصنيع العلف من الاسماك. وفي اطار مبادرة حوض النيل هناك تعاون ثلاثي بين مصر وصناديق التنمية الخليجية لدول الكويت والامارات وقطر لاقامة مشروعات لصالح جنوب السودان مرتبطة أيضاً بالبنية التحتية.