كشف السفير المصري لدي جنوب السودان ايمن الجمال أن مصر تولي ملف المصالحة بين السودان والجنوب السوداني اهتماما خاصا وان هناك مبادرة مصرية للمصالحة بين البلدين لتقريب وجهات النظر وحل الخلافات الحالية . واكد ان الاربعة سدود المائية الجديدة المزمع اقامتها في بحر الجبل علي النيل الابيض بجنوب السودان في مناطق لاكي وبدين وشوكولي وفولا هي سدود صغيرة لتوليد طاقة كهرومائية تمت دراستها والاتفاق علي اقامتها بين مصر والسودان وذلك قبل استقلال الجنوب. واوضح ان المشكلة التي تواجه هذه السدود هي مشكلة التمويل فقط كما ان وزارة الري قامت بتقديم منحة بحوالي مليون دولار لاعداد دراسات لاقامة سد صغير متعدد الاغراض بمدينة واو وهذا ضمن المشاريع المتفق عليها والتي تسهم مصر في تكلفة الدراسات الخاصة بها . وأكد السفير ايمن الجمال في تصريحات خاصة أن جنوب السودان يري أن انضمامه لاتفاقية عنتيبي سيمكنه من لعب دور الوسيط علي نحو أفضل لكن مصر تري أنه في حال توقيعه علي الاتفاقية يصعب عليهم القيام بدور الوسيط. وأكد أن البعثة الدبلوماسية في جوبا تعمل علي توضيح الموقف المصري بشكل متكامل لجنوب السودان لأن بعض الإجراءات التي قد تتخذها مصر تكون أحيانا في ظاهرها تتعارض مع مواقف جنوب السودان لكن في واقعها ليست ضده وإنما هي إجراءات متخذة في إطار الاتفاقية ودعم التعاون معها لحين التفاوض علي النقاط الخلافية. وحول الاجراءات التي قامت بها السفارة المصرية لاعادة مقر بعثة الري بجوبا الذي تم الاستيلاء عليه أكد السفير انه بعد مرور أكثر من عام تم تدارك الموقف وتم اعداد وتحرير المستندات الدالة علي ملكية الري لقطعة الارض وتم ارساله الي وزارة العدل وبناء عليه سيتم رفع قضية لاعادة قطعة الارض . قناة جونجلي وعن قناة جونجلي أحد الحلول المطروحة لاستقطاب الفواقد المائية بالنيل الابيض قال السفير أيمن الجمال إن منطقة جونجلي مازالت من أكثر مناطق الصراعات في جنوب السودان وبالتالي من الصعب للغاية اتخاذ أي مبادرات حيالها حتي الآن ولدينا توجه بإجراء دراسة بيئية جديدة بالتنسيق مع جنوب السودان .. وأوضح أن جنوب السودان لا يوجد لديها مشكلة مياه وبالتالي لاتفكر في المشروع علي الاطلاق ، لافتا ان هناك مشروع الباروأكوبي الذي يوفر لمصر حوالي 4 مليارات متر مكعب من المياه .. وقال انه بالرغم ان بيئة جنوب السودان صالحة للاستثمار الجديد والواعد الا انه مازالت هناك بعض الصعوبات التي تواجه المشروعات الاستثمارية الكبري .. وقال أن مصر كانت ومازالت تولي جنوب السودان اهتماما كبيرا من أجل تنمية البلاد ومساعدتها في النهوض قدر الاستطاعة وفي هذا الإطار تم تنفيذ مشروعات استثمارية مصرية بالجنوب في عدة مجالات صناعية بحوالي 500 مليون دولار منها مشروعات سياحية وفي مجالات المياه والصرف الصحي. وأوضح السفير أن مصر وقعت مع جنوب السودان في نهاية شهر مايو الماضي عقد تنفيذ مشروع مزرعة سمكية نموذجية هي الأولي من نوعها في جنوب السودان وتعد البداية لمشروعات أخري بمجالي الثروة السمكية والحيوانية . وفي مجال الزراعة هناك شركة مصرية استأجرت مساحة 220 ألف فدان في ولاية الوحدة لإقامة مشروعات زراعية. استثمارات مصرية وأشار الجمال إلي أن هناك اهتماما كبيرا من جانب رجال الأعمال المصريين للاستثمار في جنوب السودان وتشجعهم الدولة علي الاستثمار هنا.. ومنهم علي سبيل المثال احدي الشركات المصرية العاملة في مجال الكهرباء التي أعربت عن استعدادها لتمويل مشروعات للكهرباء تقدر بنحو200 مليون دولار بالتعاون مع وزارة الكهرباء الجنوبية ومن المنتظر أن يعلن عن تفاصيل هذا المشروع قريبا فور التوقيع النهائي بين الجانبين. واضاف ان هناك مجموعة من المستثمرين يقيمون حاليا مشروعا لإنشاء منتجع سياحي وسوق تجاري تنفذه حاليا واخري تنشيء مصنعا لانتاج مواسير الصرف الصحي لبناء محطة لتنقية المياه بطاقة 250 ألف متر مكعب وتطوير شبكتي المياه والصرف الصحي في جوبا وهناك مشروعات لتصدير المنتجات المصرية لمستثمرين صغار في إطار ما يعرف بتجارة الحاويات أو كبار مثل شركة دولي التي تقوم بتصدير المكرونة والصلصة لجنوب السودان وتستحوذ علي حصة سوقية تتراوح ما بين 60 إلي 70٪ . وقال الجمال ان مصر تولي دولة جنوب السودان اهتماما منذ زمن والدليل علي ذلك ان مصر كانت تعطي منحا دراسية لهم منذ عام 1982 ونتيجة ذلك ان70٪ من المجلس الوزاري الحالي تخرج من الجامعة المصرية. كما ان مصر قامت ببناء 4 محطات كهرباء بجوبا بالاصافة الي 3 مدارس و3 عيادات طبية مشيرا الي انه سيتم انشاء فرع لجامعة الاسكندريةبجوبا وسيتم البدء بكليتين لحين استكمال باقي الكليات .. وقال السفير ان الحكومة المصرية وقعت عددا من اتفاقيات التعاون مع الجانب الجنوبي وكان آخر ثمار هذا التعاون هوتقديم مركز القاهرة الإقليمي منحا للتدريب علي تسوية المنازعات وحفظ السلام في إفريقيا ضمن برنامج لرفع الكفاءة والتدريب للحكومة الجنوبية. ويتضمن البرنامج 1350 فرصة تدريبية علي مدار 3 سنوات في مجالات حل النزاعات وبناء السلام والتفاوض وإدارة الأزمات. سد النهضة وردا علي سؤال حول سد النهضة الاثيوبي قال السفير ان زيارة وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الي اديس ابابا نزع فتيل الازمة الحالية وهي ازمة التصريحات التي اشعلت الموقف بين البلدين وفتح الطريق للخروج من هذه الازمة . وقال ان عملية التفاوض مع اثيوبيا ستكون صعبة للغاية وتحتاج الي تركيز كبير .. وقال ان هناك امورا كثيرة في التفاوض بين البلدين لابد ان تتم بعيدا عن اعين الاعلام لاعطاء فرصة للمفاوضين للجلوس مع بعضهم ويدرسوا تقرير اللجنة الفنية . فالرأي الفني مهم جدا مؤكدا ان الدراسات الفنية اخرجت اشياء كنا كسياسين لا علم لنا بها . واضاف ان المشكلة تتمثل في ان الاثيوبيين تعاملوا معنا بسياسة الامر الواقع لذلك يجب علينا ايجاد وسائل مناسبة للخروج من الازمة من خلال التوافق .. وحول مشروع ربط الملاحة في نهر النيل بداية من بحيرة فيكتوريا وحتي البحر المتوسط، أكد الجمال أن هذا الخط الملاحي سيساهم كثيرا في سهولة حركة نقل البضائع لاسيما أنه لا يتأثر بمواسم الأمطار التي يكون لها تأثيرات سلبية علي الطرق.. خاصة في جنوب السودان لأن غالبية طرقها طينية وتتوقف عملية نقل السلع الأساسية لحين انتهاء موسم الأمطار الذي يستمر لأكثر من 7 أشهر. وأضاف أن تشغيل هذا الخط الملاحي يستلزم تطهير المجاري المائية وبالفعل تتولي وزارة الري حاليا عملية تطهير 100 كيلومتر في بحر الغزال ونقلت جزءا من المعدات ومن المنتظر أن يصل المتبقي قريبا للبدء في عملية التطهير.