* عودة د. ايناس عبدالدايم لمنصبها كرئيس لدار الأوبرا المصرية هي عودة الحق لأصحابه بعد أن كادت يغتالها ظلم حكم الإخوان والذي انتهي بلا رجعة وهي عودة رد الاعتبار والشرف في اتهامات باطلة لوزير لا يملك من أمره شيئا سوي تنفيذ أجندة أسياده فحمل سيفه وهو معمي البصر والبصيرة يغتال من يصادفه حاملا شعار تطهير الوزارة من "الشرفاء" حتي أطاحت به ومن ورائه ثورة "النبلاء"!! * كادت د. ايناس عبدالدايم أن تنفذ قرار الوزير السابق في صمت.. ولكنها فوجئت برفض العاملين والفنانين والموظفين لهذا القرار لتجد نفسها تنضم للاعتصام الرافض لقرارات الوزير المجحفة والتي بدأها مع سلسلة القيادات حتي وصلت اليها.. وكان قرار إقالة د. ايناس من منصبها هو القشة التي قصمت ظهر البعير.. فانضم كل المثقفين معها رافضين القرار الأهوج ومطالبين بعودتها هي وزملاؤها لمناصبهم!! * وجاءت وقفة المثقفين واعتصامهم في مكتب وزير الثقافة امتداد لوقفة الفنانين بدار الأوبرا والذين انضموا اليهم لتتضافر القوي الثورية ليرتفع سقف المطالب بإقالة الوزير نفسه والذي امتطي جوادا أصم لا يسمع ولا يعي أصوات الآخرين.. وهو المبدأ الذي كان يعمل به الخونة في حكمهم لمصر.. ينفذون مخططاتهم فقط بدون النظر للآخر يسيرون علي مبدأ "أنا ومن بعدي الطوفان".. ولكن هذا التجاهل انقلب عليهم عندما زاد الطوفان عن الحد فأغرقهم وقضي علي حكمهم الذي جاء في غفلة من الزمان!! * جاء أول قرار لوزير الثقافة د. محمد صابر عرب العائد لعرينه بعودة د. ايناس لمنصبها والذي أتمني أن يمتد لكل القيادات التي ظلمت في الفترة السابقة ودخلت ايناس دار الأوبرا في زفة حب تعانق فيها الجميع حتي المختلفون معها لأن د. ايناس في النهاية هي ابنة المكان ولم تأت لهذا المنصب إلا بعد سنوات خبرة.. فالحياة مراحل وهي ابنة تلك المرحلة التي وصلت اليها بعد عناء العمل والسنين!! * عندما بدأ الاخوان يتسيدون مشهد اعتلاء السلطة سألت د. ايناس عبدالدايم لو طالت دار الأوبرا إحدي شطحاتهم وألغوا فنونها فماذا تفعل فقالت ضاحكة سنذهب إلي ميدان التحرير ونعتصم.. ولم يمض العام حتي حدث ما كانت تتنبأ به فاعتصمت في التحرير ومكتب وزير الثقافة مع المئات والعشرات والآلاف وسبحان الله تحول المشهد من اعتصام إلي مكان للفرحة والبهجة عندما تسابق فنانو الأوبرا في تقديم فنونهم للجميع فتحول المكان إلي كرنفال شعبي بتأييد سكان العمارات المجاورة!! * لقد عاشت د. ايناس تجربة عصيبة ولكنها تجربة جميلة وتكونت صداقات مع شخصيات غير مألوفة في حياتها.. واقتربت كثيرا من زملاء المهنة لم تر معدنهم من قبل.. وهذا كله ليس من أجل ايناس فقط ولكن من أجل مصر التي كادت تضيع وتتصحر من ثقافتها وفنها!! * هناك فنان أنحني له بالعرفان والتقدير هو د. رضا الوكيل ورئيس البيت الفني عندما منحه الوزير السابق رئاسة الأوبرا فكان رفضه وقودا لزيادة الرفض الجماعي وارتفاع حدة الاعتصام.. ولم ينتهز الفرصة ويجلس علي المقعد.. فقد كان الوزير مثل الأفعي حاول اقصاء ايناس بإحضار أقرب شخصية للمنصب.. ولكنه لا يعلم ان هناك كيمياء خاصة في العمل بين أبناء الأوبرا.. وان هناك حالة تفاهم وتكامل بين د. ايناس ود. رضا الوكيل والأمر ليس منصبا فهناك مناصب تنادي أصحابها في الوقت المناسب وهناك البعض يسعي للمنصب فيقع علي جذور أعناقه!! * وإذا كان منصب وزير الثقافة قد ابتعد عن د. ايناس عبدالدايم لأسباب معلومة وأخري غير معلومة فإن حالة الحب التي عاشتها مع زملائها يجعلها ترتفع عن منصب الوزير.. ويكفي عبارات الحب والثناء التي سوف تلاحقها عندما تغادر المكان مقارنة بالوزير الذي غادر المكان وتلاحقه اللعنات فلم يجد مكانا يأوي اليه سوي اشارة مرور رابعة ولتطوي صفحة سوداء إلي الأبد!!