** كفي ما أهدرناه جميعاً علي كافة الأصعدة من وقت طويل ثمين وطاقات هائلة.. في مسيرة تقدمنا فيها للخلف وبخطي يحسدنا عليها العالم بأسره.. كفي يا سادة ولنركز كل وقتنا وطاقاتنا.. لتحقيق الأهداف الرئيسية لثورتي شعب مصر في 25 يناير 2011 و30 يونيو ..2013 بمعني لابد أن نستفيد من الأخطاء الكبري التي وقعت خلال المرحلة التي أعقبت تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك وحتي تنحية الرئيس السابق محمد مرسي.. ولكي يكون العلاج سليماً.. لابد أن نفرق بين أسباب المرض أو الفشل وبين الأعراض.. بمعني أن جيش مصر انتصر لإرادة شعب مصر "الأغلبية".. وهو يقوم الآن بواجبه الوطني علي خير وجه بالفعل في تأمين البلاد والعباد لتنفيذ خريطة الطريق للمرحلة الانتقالية.. وذلك بعد أن رفض الرئيس السابق مطلب الأغلبية بالاحتكام للأعراف الديمقراطية عندما تئول الأوضاع إلي ما آلت إليه قبل 30 يونيو الماضي "إجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو حتي استفتاء حول استمراره من عدمه".. المهم أن الكرة الآن في ملعب الشعب "أفراداً وأحزاباً وأطيافاً وطوائف".. وأيضاً في ملعب الرئيس المستشار عدلي منصور باعتبار أنه وفي هذه المرحلة الانتقالية.. يتمتع بالصلاحيات التشريعية لحين انتخاب البرلمان كما أنه في الوقت نفسه يرأس السلطة التنفيذية.. حيث أدت حكومة د.حازم الببلاوي اليمين مؤخراً وبدأت في مباشرة مسئولياتها.. والكرة أيضاً وبالطبع في ملعب السلطة القضائية وأيضاً الإعلام "الخاص أو العام علي حد سواء". ** بداية.. لا يختلف اثنان علي أن الأجواء والملابسات التي أحاطت بتشكيل الحكومة الانتقالية واختيار رئيسها ومعظم أعضائها.. تعكس حصانة وحكمة وترو في اتخاذ القرارات.. دون أن يعني ذلك تأخير أو تباطؤ وتردد في الحسم.. نفس الشيء بالنسبة لمراجعة التحفظات حول الإعلان الدستوري المؤقت وتشكيل لجنة متخصصة لإصدار إعلان جديد.. وماسبق يبشر بإدارة إيجابية للمرحلة الانتقالية من جانب مؤسسة الرئاسة والحكومة.. ولكن المسئولية الكبري تقع علي عاتقنا كأفراد وتنظيمات سياسية بشكل عام.. وبصفة خاصة الشباب والنخب بكافة مسمياتها.. وبدءاً بالقيادات والنخب الإعلامية والمؤثرة اللامعة علي الصعيد القومي.. وانتهاء بمستوي الأسرة والأصدقاء والزملاء.. لابد أن نطوي صفحة الماضي وتبادل القصف بأجندات التخوين والتشكيك لخ.. ولنسع بكل قوتنا لجهاد النفس ومصالحها وأهوائها.. ورغم أن ذلك أمر عسير.. لكن لابد أن نثق في أننا قادرون ونستطيع كبح جماح أنفسنا.. وبالتالي قادرون علي تعويض ما فاتنا علي صعيد الثورة والحضارة.. ولا بديل من قبول التعايش مع الآخر.. والحل هو المشاركة الحقيقية وليس الإقصاء.. فمهما طال التهميش.. فإنه كحقل الألغام سينفجر يوماً ما.. وفي هذا السياق.. اننا بالفعل بحاجة إلي ثورة شاملة.. تصل إلي كافة نجوع مصر وعشوائياتها.. اننا بحاجة إلي تبصير الكتلة التصويتية الهائلة في هذه المناطق.. أولاً بأن الديمقراطية ليست ترفاً أو بذخاً يهم الناس "الرايقة أو الفايقة". بل إنها أساس تحسين أوضاعهم المعيشية.. من خلال المساءلة وحماية أموال وممتلكات الشعب.. فضلاً عن التوزيع العادل لعائد هذه الثروات "العدالة الاجتماعية الحقيقية.. وأولها وليس آخرها تنفيذ الحد الأقصي والأدني للأجور".. لابد أن يفهم المواطن "غير المسيس".. أن الديمقراطية والحرية.. وكمثال من أمثلة وانطباعات خاطئة عديدة.. ليست مجموعة من "الباكوات" ظهر في التليفزيون و"هات يا كلام وخناقات وتبادل للاتهامات والسباب علي الشاشات أو الضرب بالشوم في الشوارع".. بالتأكيد للحديث بقية إن كان في العمر بقية.. لكننا وفي إيجاز شديد.. نقول إن هناك حاجة ماسة وعاجلة لحملات شاملة وفورية "إعلامية وميدانية شبابية" لانتشال العقول من ظلام الجهل والتضليل.. وأيضاً من قسوة الفقر وضيق ذات اليد.. وما لا يدرك كله لا يترك كله.. والمهم أن نبدأ وفوراً.. والله المستعان.