الله سبحانه وتعالي هو الذي يحدد الأيام ويعتمد النتائج وفق حكمته ومشيئته لأنه السلطان الأوحد وخالق هذا الكون منذ أن أوجد الدنيا من العدم وحدد فيها أرزاق العباد وآجالهم وهو القائل في كتابه الكريم "قسمنا بينهم معيشتهم - وقدر فيها أقواتها" وهو الذي انفرد بعلم الغيب لأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ولا يستطيع أي مخلوق أن يتنبأ بالذي يحدث بعد لحظة لأن الغيب من اختصاص الله وحده ومصر الآن تعيش في فتنة داخلية كبري انقسم بها الشعب إلي فريقين بين مؤيد ومعارض ولكل فريق عنده ما يبرر به موقفه فالمعارضون حددوا يوم 30 يونيو موعداً للخلاص دون أن يدركوا مشيئة الله في ذلك اليوم الذي استبقوا فيه النتائج واعطوا أنفسهم الحق في تقرير المصير وكأنهم واثقون من البقاء حتي ذلك اليوم وكأنهم الغوا كل شيء محتمل يفرضه الله بقدرته في غمضة عين. أما الفريق الآخر فقد أكدوا أن ذلك اليوم سيكون برداً وسلاماً علي مصر وشعبها لأن مصر يحميها الجيش والشرطة من المخربين والمأجورين الذين قد يندسون في المظاهرات السلمية ويضربون ضربتهم بالتدمير والتخريب واشعال نيران الفتنة بين أبناء الوطن الواحد فكل المنشآت الحيوية قد تم تأمينها بالكامل انطلاقاً من المسئولية الوطنية التي تفرض علي الجيش والشرطة لحماية الدولة من الانهيار وبذلك الوضع الخطير خلقوا التوتر والقلق والهلع في نفوس الناس جميعاً وبالغوا كثيراً بالتهويل وتضخيم الأمور وكأن القيامة ستقوم في ذلك اليوم فاعطوا أعداء الوطن الضوء الأخضر ليتحركوا بتنفيذ مخططهم الإجرامي ولكن مصر المحروسة التي ذكرها الله في القرآن الكريم باسمها الصريح فالله قادر علي حمايتها من كل سوء من أجل أولياء الله الصالحين الذين دفنوا في أرضها ومن أجل شعبها الطيب الذي طحنته الأزمات والمصائب والحروب منذ قديم الزمان فالله قادر أن يعطي الحكمة لأحد الفريقين فيتنازل عن موقفه حقناً للدماء فيكون هو الفائز الحقيقي في هذا الصراع وينال احترام المصريين جميعاً وكذلك احترام شعوب العالم فكل شيء جائز بقدرة الله وحكمته فاليوم المنتظر سيكون برداً وسلاماً علي الشعب المصري بكل طوائفه فيا شعب مصر العظيم يا من علمتم شعوب العالم معني الحضارة وقيمة الإنسانية أصبحتم اليوم سخرية من العالم بهذا الانقسام الخطير فاثبتوا وجودكم بالوحدة الوطنية وبالتضحية من أجل مصر وبالتسامح بينكم وكونوا نعم القدوة المثلي لكل الشعوب وكل شيء سيكون بخير وألف خير.