تهدد المشاكل المنطقة الصناعية بكوم أوشيم بالفيوم بتوقف مصانعها تماما عن العمل بعد شهرين. وقد زادت المشاكل تعقيدا مع ظهور "مشكلات فنية" وعيوب في تصميم محطة مياه الشرب العملاقة شرق الفيوم التي تغذي المنطقة باحتياجاتها من المياه وتهدد بتوقفها عن العمل في يونيو القادم. وهذه المياه تقدم بأسعار متباينة بين المصانع وبعضها البعض. وتزيد بفارق كبير عن مثيلاتها بأكتوبر والعاشر من رمضان وبني سويف وغيرها من المناطق الصناعية. ويزاد عليها خدمة الصرف الصحي التي تفتقدها بعض المصانع وتدفع الخدمة مضطرة خوفا من قطع المياه عنها!! تأتي هذه المشكلة المستعصية إلي جانب مشاكل السولار والغاز. حيث فوجئ بعض أصحاب المصانع بمطالبتهم بزيادة قيمة استهلاك الغاز بأثر رجعي مما رفع مديونياتهم لملايين الجنيهات. هذه الحقائق المرة والمفزعة كشف عنها اجتماع مجلس إدارة المنطقة الاخير برئاسة المحافظ المهندس أحمد علي وحضور اللواء محمد حسن حمودة سكرتير عام مساعد المحافظة. يقول عصام أبوالقاسم أمين صندوق جمعية المستثمرين بالفيوم إن المنطقة الصناعية بكوم أوشيم تضم 245 مصنعا يعمل منها حوالي 90 فقط ويعمل من بينهم 40 بكامل طاقتهم والبقية تعمل علي فترات متقطعة أو بطاقات متفاوتة بسبب مشاكل السولار أو تعقيدات الاجهزة الحكومية للمستثمرين وأصحاب المصانع فإذا أراد تغيير نشاطه أو إضافة نشاط آخر فلابد له من دفع رسوم تصل إلي 7% من قيمة المصنع وإذا أراد التنازل لآخر فإنه يدفع حوالي 50% من القيمة. ويقول ان المشكلة الاكبر التي تواجهنا حاليا هي الحصول علي السولار لتشغيل سيارات التوزيع والنقل لمنتجات المصانع وكنا نحصل علي تصاريح سولار إلا انه بعد الازمة تم منعها وتوجهنا إلي وزارة البترول التي طلبت منا اشتراطات بإقامة خزانات بشروط معينة تتطلب الموافقات علي إقامتها فترة تزيد علي ستة أشهر واضطررنا إلي الحصول عليه من السوق السوداء ب50 و60 جنيها للصفيحة. وشكا أمين صندوق جمعية المستثمرين من انعدام الامن تماما في المنطقة الصناعية مما عرض الكثير من المصانع للسرقات بل إنه تم سرقة مبني التأمينات الاجتماعية بالمنطقة وحتي خطوط التليفونات لم تسلم هي الاخري من السرقة. والغريب انه رغم انقطاع الحرارة عن الكثير من المصانع إلا ان فواتير التليفونات تصلهم بانتظام!! * ويقول محمود جمعة مدير إداري مصنع السيراميك بالمنطقة إن ما يقرب من 5500 عامل في المصنع ومثلهم تقريبا من المتعاملين من خارج المصنع أصبحوا مهددين بالتوقف عن العمل في أي وقت بعد ان هددت شركة الغاز بقطع الخدمة عن المصنع. ويضيف إن شركة الغاز أرسلت إلينا في يوليو الماضي خطابا بزيادة اسعار الغاز "بأثر رجعي" اعتبارا من بداية العام الماضي مما أدي لوجود مديونية علينا تصل إلي 7 ملايين جنيه. * تأتي هذه الزيادة بالاثر الرجعي تنفيذا لقرار مجلس الوزراء في جلسته رقم 37 بتاريخ 27 نوفمبر 2012 ويحمل القرار رقم 37/11/11/04 والذي سينص علي رفع اسعار الغاز للصناعات كثيفة الاستهلاك مثل الحديد- الالومنيوم- النحاس- الاسمنت- البتروكمياويات لتصبح 4 دولارات للمليون وحدة حرارية بدلا من 3 دولارات. ورفع سعر الغاز للصناعات الاقل كثافة في استخدام الغاز مثل السيراميك والبورسلين والزجاج المسطح لتصبح 3 دولاارات بدلا من 2.3 دولار للمليون وحدة حرارية. "زيادة بأثر رجعي" * وطرح المستثمر محمد فوزي علي الاجتماع سؤالا يقول لماذا تم زيادة الاسعار بأثر رجعي؟ وهل سنطالب عملاءنا بفارق الاسعار. وأكد ان الشركة ترفض الحوار أو حتي جدولة هذه الديون التي لانعترف بها. ويصلنا تهديدات من الشركة بقطع الغاز عن المصنع دون أدني مسئولية عما يحدث جراء هذا العمل. وقال إن البعض لجأ للقضاء للفصل في قانونية تحصيل قيمة الاستهلاك بأثر رجعي. * وقد أجري محافظ الفيوم اتصالا فوريا برئيس شركة غاز الفيوم لمناقشة المشكلة وتقديم التيسيرات الممكنة لاصحاب المصانع والمستثمرين. وطرح محمد فوزي وعبدالمقصود خليفة وغيرهما من المستثمرين بالاجتماع المشكلة الكبري التي تواجه المنطقة الصناعية بالفيوم وهي مشاكل محطة مياه الشرب العملاقة الجديدة شرق الفيوم المهددة بالتوقف تماما عن العمل في يونيو القادم بسبب مشاكل فنية في التنفيذ والتصميم خصوصا في مأخذ المحطة بجرزا علي نهر النيل. ووجود خلافات بين الشركة المنفذة والمقاولين والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي والتي أدت لعدم تسليم المحطة حتي الآن. تساءل المستثمرون عن أسباب ارتفاع سعر متر المياه المكعب الذي يبلغ في جميع المناطق الصناعية الاخري 185 قرشا بينما سعره في المنطقة الصناعية بالفيوم المتر ب423 قرشاً وتقوم الشركة بتحميل خدمة صرف صحي عليه بالرغم من عدم وجود هذه الخدمة في بعض المصانع التي قامت بعضها مثل مصنع السيراميك بعمل محطة صرف صناعي مغلقة وتركيب 7 عدادات لمياه الصرف. طالب محافظ الفيوم بإعداد تقرير مفصل عن مشكلة المياه والمحطة لرفعه لكل من رئيس الوزراء ووزير الاسكان والمرافق ورئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي. أثار المستثمرون مشكلات الكهرباء من حيث الجهد المختلف والتيار المتذبذب مما يكبدهم خسائر طائلة بسبب احتراق الموتورات والاجهزة. وأن المصانع تلقت مؤخرا خطابات من الكهرباء بأن التيار سينقطع في أشهر الصيف لمدة تصل إلي 3 ساعات بعد المغرب. وبععد صلاة التراويح في رمضان من دون تحديد واضح مما سيؤدي إلي تحمل المصانع خسائر فادحة. رغم كل هذه المشاكل اتخذ مجلس إدارة المنطقة الصناعية بكوم أوشيم بالفيوم قرارا بزيادة حافز إقامة المشروع في العام الاول من تخصيص الارض من 10 إلي 15% وفي العام الثاني من 5.7 إلي 10% وفي العام الثالث من 5 إلي 7% كما تقرر تشكيل لجنة فنية قانونية لدراسة موقف المشروعات المتعثرة والمتوقفة والنظر في التظلمات المقدمة من بعض المشروعات.