مطلوب من جميع القوي السياسية أن تجتمع فوراً وتتفق. بعد أن أوشكت سفينة الوطن أن تغرق أو تحترق. حجبت سحب الشك والغموض شمسه من أن تشرق وتتألق. ولاحت مقدمة محنة كبري في الأفق فالأوطان تبني بالآراء والكلمات لا بالركلات واللكمات.. بغرس الأشجار لا بقذف الأحجار. بالعمل والبناء لا بالخرطوش وسفك الدماء.. بوحدة الصف والقوة والرباط لا بحصار المنشآت أو العدوان علي المقرات بالاستعانة بأهل الذكر والعلم والفكر لا بأهل الثقة وذوي القربي بالاجتهاد والاخذ بالأسباب لا بتبادل الشتائم والسباب لو نظر اللاعبون علي الساحة السياسية بشئ من العمق والتأمل لادركوا حقيقة المشهد. وهو أن الوطن يمضي إلي حافة الهاوية. تمضي معظم القوي السياسية في طريق الأثرة. وتترك طريق الايثار. تحكم حركتها مصالح شخصية أو أهواء حزبية أو حتي نظرة سطحية تفتقر إلي الحكمة والموضوعية. تمضي سفينة الوطن في هذه الأيام في بحر محيط بعيد الشاطئ متلاطم الأمواج وتحتاج إلي حكمة الحكماء للوصول بها إلي بر الأمان. أخشي أن يأتي علينا الصباح في يوم قريب. فلا نجد كسرة خبز لإفطارنا أو ملعقة أرز لأطفالنا. أو حبة دواء لمرضانا. فتعم الفوضي وتتحول الساحة المصرية الطيبة إلي غابة تمرح فيها الثعالب والذئاب وينتشر فيها الدمار والخراب علي جميع القوي السياسية. وأصحاب المطالب الطائفية أو الفردية أن يتوقفوا فورا عن الاعتصامات وقطع الطرق والمواصلات وإشعال الحرائق وقذف الاحجار وحصار الهيئات والمقرات. وأن يقتصر الأمر علي التعبير عن الرأي بصورة حضارية محترمة في ميادين التحرير والثورة في عموم المحافظات يرفعون اللافتات ويرددون الهتافات بأدب وموضوعية ويعلنون علي الملأ مطالبهم وكل شيء سليم مستقر ضد إرادة الشعب. ويدخل حيز التنفيذ والتطبيق بإذن الله. علينا أن نسعي لاستكمال سلطات الدولة لنبدأ مسابقة دوري الوطنية والبناء ولا خوف من عودة الدكتاتورية لأن زمانها مضي وانقضي ولن تعود العجلة إلي الخلف. بل تتقدم إلي الأمام. ستبني الثورة المصرية قواعد البناء الديمقراطي الذي انتظرناه طويلا لآلاف السنين ولا بديل عنه نختار من يمثلنا بكامل إرادتنا. ونعيد انتخابه إذا أحسن ونجح. ونختار غيره إذا قصر أو لم ينجح. وعلينا أن نحترم كل القوي الوطنية التي تعمل علي الساحة المصرية ويعترف كل منها بالقوي الأخري وتدخل كلها في سباق شريف للبناء وتعمير الوطن. ورفع راية التقدم علي ضفاف النيل وفي ارجاء الوطن المصري من شرقه إلي غربه. ومن شماله إلي جنوبه والفائز في دوري الوطنية والبناء سنعيد انتخابه. ونقدم له درع التفوق والنجاح. علي ما بذله من اجل الوطن والمواطن. المواطن المصري الذي احترق بلهيب الأسعار ويعيش في عذاب شديد لا يعلمه إلا الله الذي ندعوه عز وجل أن يهدينا جميعا سواء السبيل.