عندما بلغ الفيلسوف اليوناني ¢هرقليز¢ عامه الستين. حدثته نفسه بأن ليالي العمر باتت ¢معدودة¢. فقرر أن يقضيها وهو كفيف. ليجرب التفكير في هدوء وصفاء . بدون أي شيء يشوش علي عقله . فسمل عينيه بالحديد الساخن . ثم اعتزل الناس وعاش كفيفا وحيدا مع خادمه فوق الجبل . لكن العمر امتد به 20 عاما أخري . أبدع خلالها ذخيرة رائعة من الفكر . لم يكن لينتجها وهو مبصر . في حين أن الفيلسوف الألماني ¢ المبصر ¢ فردريك نيتشه ¢ . كان أول ¢ ملحد ¢ في التاريخ . ¢عمي القلوب¢ ليس في البشر فقط . ولكن في كل المخلوقات . ففي عالم النبات هناك أشجار محتالة . و¢ناكرة للجميل¢ . لأنها تقتل مربيتها وتأخذ مكانها.. هذه القصة الحزينة تكثر بين أشجار التين . حيث تلتف شجرة شابة حول جذع احدي الأشجار الباسقة . وعندما تبلغ القمة تخنقها بكتلة من البذور والأوراق حتي تموت. وعندما ترتكب جريمة القتل الشنيعة . تأخذ مكان من تعبت في تربيتها .. لكن الجزاء من جنس العمل . لأنها عندما تكبر . تجد من يسقيها من نفس الكأس . ويفعل بها مثل ما صنعته في شبابها !! وفي كهوف ومغارات جزيرة سقطري اليمنية . اكتشف العلماء حشرة عمياء . لا وجود لها في أي مكان آخر في العالم .. وكان من المعتقد أنها انقرضت منذ مئات السنين .. هذا الكائن العجيب يموت فور تعرضه للضوء . وكأنه يفضل الحياة في الظلام مع الجن . عن الخروج إلي دنيا البشر . وقصص الجن الذي يسكن تلك المغارات . تتردد في الروايات التي يتناقلها أبناء الجزيرة عن الأجداد . الذين تحدثوا عن قبيلة من الجن تسكن هذه المغارات . وربما تخيلوا ذلك من جراء صدي صوت تساقط قطرات الماء من السقف . داخل فضاء المغارات . التي تشكلت فيها أعمدة كلسية برءوس حادة مدببة . ومعلقة من أعلي سطوح الكهوف . أشبه بحراب ورماح طويلة مخيفة . أما صحراء ¢ كاليهاري ¢ الشهيرة . فهي إحدي الأمثلة الصارخة . لظلم الإنسان لأخيه الإنسان . فعندما استوطن البيض جنوب افريقيا . سحقوا قبائل السان ¢ البوشمن ¢ سكانها الأصليين . وطردوهم من كل بقعة بها ماء وعشب . حتي لم يجدوا لهم مكانا سوي تلك الصحراء القاحلة . التي لا تهطل عليها قطرات من المطر إلا كل بضع سنوات . وبرغم أن كاليهاري شديدة القسوة . فإن ¢ البوشمن ¢ قهرتها . وتكيفوا مع تلك الظروف المرعبة . وعاشوا جنباً إلي جنب مع الحيوانات المتوحشة . بل وتوغلوا في مناطق أكثر عمقا في الصحراء القاحلة. ولأنهم أحبوا الطبيعة . فقد كافأتهم بثروة عظيمة . لكن أصحاب القلوب العمياء سرقوها أيضا .. لاحظ العلماء أن البوشمن يستخدمون نوعا من الصبار . يعرف باسم ¢ الهوديا ¢ . لإسكات شهيتهم للطعام الشحيح . أثناء خروجهم في رحلات الصيد الطويلة. عبر صحراء كاليهاري الحارقة .. وبعد دراسته نجحوا معمليا في عزل المادة الفعالة في النبات . التي تتسبب في إفقاد الشهية . وأطلقوا عليها اسم ¢ P57" . وقاموا بتحويله إلي دواء للحمية . لأنه يقلل من الرغبة في الطعام . يدر مئات الملايين من الدولارات!!