كان الرومان يتناولون الطعام بشراهة . لا نظير لها في التاريخ . حتي أن الأثرياء كانوا يتكئون علي جنوبهم في نواديهم . بينما العبيد ينقلون لهم مالذ وطاب من أصناف الطعام والفاكهة . فيملأون بطونهم حتي تكاد تنفجر. ثم يتعمدون تقيؤ ما أكلوه . ليأكلوا مجددا. وكان الإمبراطور الروماني ¢ فيتيليوس¢ ينفق علي طعامه يوميا مايعادل ¢375¢ ألف دولار بعملة زماننا .. ولذلك اعتبره المؤرخون أكثر البشر شراهة في التاريخ. فقد أنفق حوالي ¢90¢ مليون دولار علي طعامه في ثمانية أشهر. هي كل مدة حكمه . حتي أنه كان يلتهم ألف محارة في اليوم. وتدفعه شهوة الطعام لتناول كل غريب.. مثل نخاع الطاووس. وألسنة البلابل.. ومن العجيب أن هذا الإمبراطور ترك أمه تموت جوعا. لتحقيق نبوءة تقول أن مدة حكمه ستطول . إذا ماتت أمه قبله.. وبالطبع كذب المنجمون!! أما السلطان العثماني ¢عبد العزيز¢ 1861. 1876 فكان يبدأ إفطاره بتناول 60 بيضة مسلوقة.. أما الملك ¢ فاروق¢ الذي كان معروفا بشراهته . فقد توفي بعد تناول وجبة ضخمة ¢ كبست علي نًَفًسىه¢ . في المطعم الذي كان يرتاده في روما. هذا ¢ النهم ¢ ليس له علاقة بنداء الجوع . الذي يجعل المعدة تصدر أصواتا يسمعها الجائع . ونصفها بأن ¢عصافير البطن بتصوصو¢.. فبطون البعض لاتتوقف عن ¢الصوصوه¢ . حتي لو إلتهمت خروفا مشويا علي العشاء . لأن أصحابها مصابون بالمرض المعروف ب ¢البوليميا¢ الشره للطعام . وهي كلمة لاتينية ترجمتها الحرفية ¢جوع الثيران¢ . وهي لعنة .. و¢إسم علي مسمّي¢. .. و¢البوليميين¢ لا يشعرون بلذة ما يأكلون . ويستمرون في الأكل بدون مضغ أو تلذذ بنكهة ما ¢ يلهطون ¢ إلي حد التخمة .. ومع ذلك غالبيتهم نحاف الجسم . لأنهم يعانون من فوبيا ¢السمنة¢ . فيلجأون إلي تقيؤ ما أكلوه بشكل متكرر . لدرجة قد تصيب معها جدار المريء أو المعدة بالانفجار. والحقيقة أن ¢البوليميا¢ مرض وليست ¢طفاسة¢ . يعاني منه الأشخاص المصابون بالإكتئاب الشديد . ويندفعون برغبة قهرية لملء المعدة علي أخرها عدة مرات يوميا . ومن بين أشهر مرضاه الأميرة الراحلة ديانا . ونجوم الفن الأشهر جين فوندا . وجوان ريفرز والمطرب ألتون جون . ولاعبة الجمباز العالمية ناديا كومانشي . ** لكن هناك من غير ¢البوليميين¢ . من يزدرد الطعام أكثر مما يحتاج . حتي يصاب بالسمنة المفرطة . ويضطر لشفط الدهون . بينما جاره جائع .. تقول الأبحاث الطبية لهؤلاء : شراهة الأكل تسبب العقم !!