شهدت الدراما المصرية في عام 2012 نجاحات لبعض أعمالها واخفاقات للبعض الآخر وتوقف للبعض وتأجيل لأعمال أخري وأعمال تعرضت لظلم وأخري لم تحقق نسب مشاهدة تذكر وميزانيات ضخمة وعودة نجوم السينما للتليفزيون. ولا ننكر ان الدراما المصرية استطاعت عام 2012 ان تتواجد بقوة علي الشاشات المصرية والعربية.. ورغم ضخامة الانتاج وكثرته إلا أن هذه الأعمال ارتبطت ارتباطا وثيقاً بالأحداث الجارية التي كان لها تأثير سلبي علي التسويق وبيع هذه الأعمال للفضائيات والتليفزيونات بعد تراجع نسب الإعلان علي هذه الشاشات.. ويذكر ان التليفزيون المصري تعاقد علي غالبية أعمال النجوم للعرض علي شاشاته في رمضان مقابل 50% من الإعلان ولم يحقق إعلانات تذكر بسبب وجود الخريطة الرمضانية علي مكتب رئيس الاتحاد حتي اليوم الأول من رمضان. اتسمت دراما هذا العام بزيادة نسبة العنف والمشاهد الدموية بها خاصة في المسلسلات التي اختصت بسرد قصص البلطجية في مصر حيث شهد هذا العام تبريراً ودفاعاً عن حياة البلطجي والذي شوهته الظروف المحيطة به. وان كان هناك هدف آخر لابراز دور الطرف الثالث وكشف الفساد من خلال عالم البطلجة. وكان علي رأس هذه الأعمال مسلسل "البلطجي" لآسر ياسين و"طرف تالت" للثلاثي أمير كرارة ومحمود عبد المغني وعمرو يوسف. بالاضافة ل"ابن موت" بطولة خالد النبوي و"خرم ابرة" لعمرو سعد. ورغم الأحداث الجارية علي الساحة والآثار السلبية لثورة 25 يناير والتي خلفت أحداث عنف وسطو وسرقة بالاكراه إلا أن البعض استاء من تواجد مشاهد تعتبر الأكثر دموية وجرأة في تاريخ الدراما المصرية مثل الذبح أو الطعن والتي طالب بعضهم ضرورة التنبيه قبل عرض هذه المشاهد حرصا علي نفسية الاطفال. وكان أشهرها مسلسل "مع سبق الاصرار" لغادة عبد الرازق خاصة مشهد ذبحها لزوج ابنتها وكذلك مسلسل "خطوط حمراء" من خلال مشهد ذبح يسرا اللوزي. بالاضافة لبعض المشاهد الدموية الاخري في مسلسلات مثل "سر علني" و"فرتيجو" و"رقم مجهول". إلا أن هناك أعمالاً كانت مؤجلة وكان يتم تصويرها وتم عرضها في 2012 منها مسلسل الزعيم عادل إمام فرقة ناجي عطا الله وهناك أعمال لنجوم كبار منهم مسلسل الخواجة عبد القادر ليحيي الفخراني وعبد الرحيم كمال ومسلسل عرفة البحر لنور الشريف. من جانب آخر شهدت دراما 2012 المصرية عودة كبار نجوم السينما لها من جديد وعلي رأسهم الزعيم عادل إمام والذي عاد بعد غياب 25 عاماً بفرقة ناجي عطا الله وكذلك عودة النجمة نبيلة عبيد بعد غياب 3 أعوام بمسلسل كيد النسا 2 والنجم محمود عبد العزيز بعد غياب ثمانية أعوام بمسلسل باب الخلق بالاضافة الي عودة شرين رضا بعد غياب 20 عاماً في مسلسل الصفعة كما تواجد في هذا العام عدد من نجوم السينما الذين عادوا للتليفزيون بعد سنوات من الانقطاع ومنهم أحمد السقا وكريم عبد العزيز ومحمد سعد وآسر ياسين. عاشت الدراما المصرية خلال عام 2012 واحداً من أفضل أعوامها علي الإطلاق. ليس فقط لضخامة المشاريع الانتاجية التي شرع فيها وعرضت غالبيتها. ولكن لتميز العام بتنوع النجو المشاركين فيها. حيث وفد إليها عدد كبير من نجوم السينما في مقدمتهم كريم عبد العزيز وأحمد السقا ومحمد سعد وذلك بعد التعثر الذي مرت به صناعة السينما. ومزجت الدراما بين نجوم السينما والتليفزيون. والي جانب أعمال نجوم السينما. تابعنا نجوم التليفزيون المعتادين والذين عاد عدد كبير منهم الي الشاشة مرة أخري بعد غياب اضطراري لظروف الثورة المصرية التي اوقفت غالبية المشاريع الدرامية ليعرض خلال عام حصاد عامين متتاليين تقريباً. وعلي الرغم من تخوف بعض المنتجين من ظروف سوق الإعلان إلا أن أعمالهم اتسمت بالميزانيات المرتفعة فمسلسل الفنان عادل إمام "فرقة ناجي عطا الله" تجاوزت ميزانيته 94 مليون جنيه. بينما تجاوز ميزانية مسلسل "الهروب" للفنان كريم عبد العزيز 30 مليون جنيه وهو نفس تكلفة مسلسل "شمس الانصاري" الذي قدمه محمد سعد بينما تجاوزت ميزانية "مسلسل خطوط حمراء" 40 مليون جنيه. وتراوحت ميزانيات غالبية الأعمال بين 10 ملايين و25 مليوناً في المتوسط. وأعلي ميزانية مسلسل ناجي عطالله 94 مليون جنيه .وفقاً لأجور الفنانين التي التهمت أكثر من 25% أحياناً من ميزانيات الأعمال. في مقدمتها "شربات لوز" الذي قدمته يسرا و"قضية معالي الوزير" الذي قدمته إلهام شاهين. بينما راهنت أعمال أخري علي قصتها علي الرغم من عدم ضمها لأسماء فنانين كبار وحققت بعضها نجاحاً كبيراً من بينهم "طرف ثالث" الذي عاد من خلال أبطاله "المواطن إكس" مرة أخري "ورقم مجهول". أيضاً قدمت وللمرة الأولي أعمال درامية مصرية طويلة. حيث أشرف المخرج حاتم علي اخراج مسلسل "المنتقم" وقدم يوسف شعبان ودرة مسلسل "زي الورد" في جزءين مدة كل منهما 60 حلقة في تجرب لمحاكاة الدراما التركية التي غزت المحطات الفضائية. وفي عمل عربي مميز قدم المخرج شوقي الماجري مسلسل "نابيلون والمحروسة" الذي شارك فيه عدد من الفنانين المصريين الي جوار جنسيات آخري شارك أصحابها في العمل. حيث تناول المسلسل جانباً من الحملة الفرنسية علي مصر. مركزاً علي الطابع الاجتماعي للمجتمع المصري في تلك الفترة.. وتأثرت خريطة النجوم كثيراً بالدراما هذا العام فالفنانة غادة عبد الرازق قدمت واحداً من أفضل أدوارها في مسلسل "مع سبق الاصرار" لتعيد تقديم نفسها للجمهور بشكل مختلف. نفس الأمر بالنسبة للفنان يحيي الفخراني الذي قدم مسلسل "الخواجة عبد القادر" ويوسف الشريف من خلل مسلسل "رقم مجهول" ومنذر ريحانة الذي عرفه الجمهور المصري من خلال دوره في مسلسل "خطوط حمراء". عدد من المواهب الفنية كشفت عنها الدراما الرمضانية أيضاً ورشحوا ليكونوا نجوم صف أول خلال الفترة القليلة المقبلة. منهم دينا الشربيني التي أكدت وجودها وموهبتها. وحورية فرغلي التي قدمت دور البطولة النسائية في مسلسل "سيدنا السيد" وريهام حجاج عن دوريها في مسلسلي "رقم مجهول" و"شربات لوز" والفنان الشاب رامز أمير وصبا مبارك. وكما شهدت الدراما في 2012 نجاحات للبعض شهدت اخفاقات للبعض الآخر. فمسلسل "فرقة ناجي عطا الله" لم يأت علي المستوي المأمول علي الرغم من ضخامته والوقت الطويل الذي استغرقه. كذلك تعرض مسلسل "عرفة البحر" للمط علي العكس حققت أعمال أخري نجاحات غير متوقعة من بينها "الزوجة الرابعة" الذي قام ببطولته مصطفي شعبان واتهم باقتباسه من مسلسل "عائلة الحاج متولي" الذي قدمه الفنان نور الشريف. كذلك حقق مسلسل "رقم مجهول" نجاحاً غير متوقع نظراً لطابع الإثارة الذي غلب علي أحداثه.