اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الإدارة الأمريكية بالتدخل في شئون السودان الداخلية باسم تحسين العلاقات بين البلدين. وأكد رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني ابراهيم غندور حرص السودان علي علاقات طبيعية مع أمريكا مبنية علي الاحترام المتبادل. وأضاف "لكن هذا لا يعني أن الخرطوم ستبكي علي اللبن المسكوب إذا اصرت واشنطن علي موقفها" في اشارة إلي تصريحات مبعوث أوباما المستقيل بريستون ليمان بأن بلاده لن تطبع العلاقات مع الخرطوم إلا بعد حل قضية دارفور. وكانت واشنطن قد أعلنت عن خارطة طريق لتطبيع العلاقات مع الخرطوم ضمنتها السماح بإدخال المساعدات إلي جبال النوبة التي يسيطر عليها مقاتلو الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بالإضافة إلي حل المسائل العالقة مع جنوب السودان وانهاء النزاع في دارفور. وأكد غندور أن هذه القضايا تعتبر مسائل داخلية تحرص الحكومة علي معالجتها أكثر من حرص الولاياتالمتحدةالأمريكية. حذر وزير الخارجية السوداني علي كرتي. من أن احالة ملف ابيي إلي مجلس الأمن الدولي سيعقد الأمر وينذر باندلاع نزاع جديد حول المنطقة. مؤكداً أن الخرطوم لن تقبل علي الاطلاق فرض حل عليها لا يحقق المصالح الوطنية ومصالح الشعب. وقال كرتي بعد لقائه السفير الصيني بالخرطوم. أن قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي امهل الطرفين ستة أسابيع للوصول لحل أو احالة الملف لمجلس الأمن. واصفاً ذلك بمجافاة أسس الحل الذي اعتمده المجتمع الدولي سابقاً في بروتوكول المنطقة. ونقل كرتي للسفير الصيني بالخرطوم أمس. رغبة الخرطوم في بقاء موضوع الخلاف حول أبيي والحدود في الاطار الأفريقي. مؤكداً أن احالة الملف إلي مجلس الأمن من شأنه أن يعقد الأمر وينذر باندلاع نزاع جديد في المنطقة. من جهته اعتبر السفير العبيد أحمد مروح المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية اعتماد حكومة الجنوب علي الضغوط المجتمع الدولي لتسوية الخلافات بين السودان وجمهورية جنوب السودان أمراً غير ذوي جدوي. وأشار إلي أن فرضية تعثر الوصول إلي اتفاق بشأن تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك بين البلدين قد يكون بسبب تلك الضغوط واضاف إن السودان حريص علي الوصول إلي حلول نهائية في القضايا المتبقية المختلف عليها مثل قضية أبيي والحدود في الاطار الثنائي أو الاطار الأفريقي. وأوضح أن محاولات إحالة الخلاف إلي مجلس الأمن الدولي من شأنها أن تضعف الثقة التي يحاول الطرفان بناؤها من جديد. مؤكداً في الوقت نفسه أن السودان لن يقبل أن يفرض عليه أي طرف خارجي حلولاً لا تتفق مع مصالح شعبه. يذكر أن الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم طالب لدي زيارته الأخيرة للولايات المتحدةالأمريكية بتحويل القضايا العالقة بين دولتي السودان للتحكيم الدولي. حيث وجدت هذه التصريحات انتقاداً واسعاً في البلدين.