يقوم فريق من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمتابعة أعمال الإنتاج المصري من النظائر المشعة بعد نجاح تدشين المشروع وبدأ الإنتاج منه منذ عدة أسابيع بنجاح تام كما يقوم وفد الوكالة الذي يضم 3 خبراء بإجراء التفتيش واستكمال الدراسات علي المفاعل البحثي الأول الذي تم تجميده من حوالي عامين للتأكد من سلامة المفاعل وعدم وجود أية انبعاثات منه أثناء أعمال التجميد لحين انتهاء الدراسات بتجديده وتفكيكه واستبداله بآخر حديث. جاء ذلك في التقرير الذي تلقاه المهندس محمود بلبع وزير الكهرباء والطاقة من رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور السيد العربي حول الإجراءات التي تتخذها الهيئة لاستكمال إنتاج النظائر ولتسويق هذا الإنتاج محليا وفي كافة الأسواق العالمية والتعاون مع الوكالة الدولية. من ناحية أخري اتفقت هيئة الطاقة الذرية وإحدي الشركات العالمية علي بدء تسويق النظائر المشعة المنتجة في مصر بديلا عن المستورد من الدول العالمية لحين حصول الهيئة علي تصاريح وزارة الصحة في هذا المجال كما يجري دراسة إسناد تسويق المنتج المصري في الأسواق العالمية عن طريق هذه الشركة التي تمتلك خبرة طويلة وعلاقات متعددة بكبري الجهات المستهلكة لهذه المنتجات ومن المقرر أن يتم تصدير 80% من الإنتاج بدءا من شهر يناير عقب التشغيل الرسمي. قال الدكتور السيد العربي في تصريح خاص ل "الجمهورية" إن مصر نجحت في إنتاج كافة النظائر المشعة المستهدف إنتاجها من المشروع الجديد المنفذ بالمفاعل البحثي الثاني بإنشاص وأهمها نظير الموليبديوم 99 الذي ينتج لأول مرة في مصر ويضعها علي رأس دول العالم في إنتاج هذا النظير ضمن عدد من المنتجات من مصنع النظائر المشعة الذي بلغت استثماراته نحو 70 مليون جنيه. ممولة من وزارة المالية لتوفير متطلبات مصر ولعلاج العديد من الأمراض. من بينها الأورام. حيث ينتج اليود 125 و131 والكروم 51 ومولدات التنجستم وغيره من النظائر المشعة اللازمة للأغراض الطبية والصناعية. أشار إلي أن الإنتاج التجاري الفعلي للنظائر المشعة سيبدأ من أول العام الجديد بعد أكثر من عامين من التعثر لتصبح مصر أول دولة بالمنطقة تنتج هذه النظائر للاستخدامات السلمية الصناعية والعلاجية والصحية والزراعية وغيرها مشيرا إلي أن هذا النجاح تم بالتعاون بين خبراء الهيئة مع الخبراء الأرجنتينيين تمهيدا لتشغيل المشروع بكامل طاقته لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير للأسواق العالمية من هذا الإنتاج الاستراتيجي. أضاف أن الإنتاج المصري سيتم الاستفادة منه ويكون في خدمة أغراض التنمية وسد احتياجات السوق المحلي بتولي الشركة العالمية أعمال التسويق خاصة وأن عمر هذه النظائر قصير وقد لا يزيد في أحيان كثيرة عن أسبوع وأن الهيئة خفضت معدلات الإنتاج حتي يتم عقد اتفاق مع شركات مصرية وعالمية للتسويق مشيرا إلي أن مصر بدأت لأول مرة إنتاج الأريديم 192 وأن حجم الإنتاج يصل إلي ما يبلغ 4 آلاف كوري شهريا يخصص 80% منها للتصدير و20% للسوق المحلي مشيرا لإمكانية زيادة الإنتاج إلي 8 آلاف كوري عقب التعاقدات التصديرية. قال العربي: إن هناك تعاونا مع وزارة الصحة بشأن حصول الهيئة علي تصريح تداول إنتاجها من النظائر المشعة بعد أن قامت الوزارة بإجراء كافة الدراسات والأبحاث علي هذا الإنتاج للتأكد من مطابقته للمواصفات العالمية المستوردة وأن هناك تعاونا شاملا مع كافة الوزارات التي تستخدم التقنيات النووية في إطار تعظيم الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية خاصة في مجال التشخيص والعلاج بعد النجاحات التي تحققت بفضل استخدام التشعيع في هذه الأعمال.