احترقت مكاتب "الجزيرة" في القاهرة. ولم تكن أول مرة تهاجم فيها بالقول والمداهمة.. ودائما الفاعل مجهول. لم أكن أعرف انها عادت إلي قلب ميدان التحرير بعد أن أغلقت أبوابها علي يد زميلنا الصحفي أسامة هيكل وقد اصبح وزيرا للإعلام لبضعة شهور.. وان بقيت القناة تذيع من القاهرة نفس أخبارها. ذلك أفضل علي كل حال مما فعله زميلنا الصحفي "صلاح عبدالمقصود" بعد أن أصبح وزيرا للإعلام وقد رأي أننا الأولي بالإغلاق فاطفأت أنوار "دريم" وأحست باقي القنوات برياح الظلام. سألت من أشعل النار في "الجزيرة" هذه المرة؟.. قالوا: "شباب الإخوان".. مش ممكن.. وقالوا "شباب" محمد محمود؟.. مش معقول.. إذن هم صبية بلا هوية يلعبون بالطوب؟.. ليه.. لم يبق إلا أن يكون بفعل فاعل وتحريض مجهول! تفسير غريب سري بين الناس: مش "الجزيرة" طلعت صهيونية!! ذلك ان جريدة "الصباح" الفلسطينية التي لا نسمع بها. نشرت خبرا يقول ان "غسان بن جدو" يتهم القناة بأنها سلمت صورا وأفلاما لإسرائيل كانت الطريق لاغتيال "أحمد الجعبري" وكان "بن جدو" إعلاميا لامعا في "الجزيرة" استطاع أن يدخل معاقل كتائب القسام في فترة ويلتقي بقائدها العسكري "أحمد الجعبري" اثناء هجوم إسرائيلي سابق علي غزة قبل أربعة أعوام وأذاع تقريرا تضمن بعض ما حصل عليه من وثائق.. هي نفسها كاملة التي سلمتها قناة الجزيرة للإسرائيليين أثناء الهجوم الحالي علي الفلسطينيين واستشهد "الجعبري" بدقة وإحكام. "بن جدو" صحفي تونس عمل مديرا لمكتب الجزيرة في بيروت ثم استقال بأسلوب درامي وانشأ شبكة وقناة "الميادين" الإعلامية.. وهو مسلم سني زوجته لبنانية شيعية وأمه مسيحية ويرفض ثورات الربيع العربي. مع أنه بدأ معارضا للرئيس التونسي "زين العابدين" وانتهي مساندا لبشار الأسد وصديقا لنصرالله. انكر "بن جدو" حديث صحيفة "الصباح" ولكن النفي نشر في كلمة ونص ولم يستمع له أحد. بل امتد الاتهام إلي أيام عمل الإعلامي المصري "يسري فودة" في قناة "الجزيرة" وبرنامجه الشهير "سري للغاية" وقبل استقالته المفاجئة لأنه حسب راوية "بن جدو" وعلي ذمة جريدة "الصباح" حدث نفس السيناريو عندما أجري "يسري" حديثا مع "بن الشيبة" أحد قادة تنظيم القاعدة في باكستان وألقي القبض عليه بعد أسبوع واحد قيل وقتها ان الجزيرة سلمت المخابرات الأمريكية شرائط التسجيل والصور التي سهلت القبض عليه.. وأن هذا هو سبب استقالة "يسري فودة" الذي لزم الصمت حتي اليوم. يحدث كل هذا وتبقي "الجزيرة" تذيع.. و"دريم" سوف تعود.. والأقلام الممنوعة تكتب. فأصحابها ليسوا وزراء. سرعان ما يصبحون من السابقين! ماذا يجدي اشعال النار والتخريب والترويع؟.. هل أفاد يوما تكميم الافواه ومطاردة الصحفيين؟ هل يقبل المشاهدون علي القنوات الحكومية لو أغلقت جميع النوافذ التليفزيونية؟ هل يصلح الحال إلقاء القبض علي حفنة من الإعلاميين عشرة حتي الآن ومعهم "عمرو موسي" و"ساويرس" والدكتور "أبوالغار" و"تهاني الجبالي" علي قائمة الشيخ خالد بن عبدالله؟!