منذ أيام قليلة قامت الدنيا ولم تقعد. وتبارت الأقلام وتسابق المشايخ في مهاجمة الأستاذ الدكتور/ محمد مرسي رئيس الجمهورية والسخرية منه لأنه قرأ الآية القرآنية: "إنما يخشي الله من عباده العلماء" بضم الهاء في لفظ الجلالة وفسّر الآية بأن الله يخشي العلماء خشية تقدير. ومن المؤسف أن تىفرد جريدة المصري اليوم التي أحترمها وأحرص علي قراءتها عنوانا علي صدر صفحتها الأولي من العدد الصادر يوم الأربعاء الموافق 31 أكتوبر 2012 يقول "تفسير ابن مرسي". حيث أوردت الجريدة تطاول أحد المشايخ يدعي محمد جبريل والذي نفي تماما وجود هذه القراءة ضمن القراءات الأربع عشرة المعروفة للقرآن. ووصف السيد الرئيس بالجهل. ولقد استفزتني كل تلك الإهانات والتطاول علي السيد الرئيس رغم أنني لا أنتمي إلي الإخوان المسلمين. كما هالني اندفاع الكثيرين في انتقاد الرئيس في هذا الأمر وتصديهم للإفتاء بدون علم. لذا وجدت أنه من واجبي أن أوضح الحقائق التالية: أولا: القراءة التي ذكرها الرئيس محمد مرسي صحيحة. وعلي من لا يعرف أن يعود إلي "كتاب التبيان في إعراب القرآن. الجزء الثاني. الصفحة 1075". والذي يؤكد وجود هذه القراءة ويشير إلي أن تفسيرها هو "إنما يعظم الله العلماء". ثانيا: لم يختلف تفسير الرئيس للآية بقراءتها المختلف عليها عن التفسير الذي ورد في كتاب التبيان. وهو بذلك لم يخطيء. كما أن ذلك اجتهاد منه في التفسير. والرسول صلي الله عليه وسلم يقول: "من اجتهد فأصاب فله أجران. ومن اجتهد فأخطأ فله أجر". ثالثا: سألت المهندس/ زين السماك - المفكر الإسلامي ورئيس المركز الإسلامي لسيدي علي السماك بالإسكندرية - عن تفسير هذه الآية القرآنية بضم لفظ الجلالة. فقال: إن الله يخشي من عباده العلماء. أي الرسل والأنبياء وأولياء الله الصالحين. علي عباده الذين ليسوا بعلماء. لأن عباد الله العلماء لهم دعوة مستجابة عند الله. فإذا دعوا علي هؤلاء الذين ليسوا بعلماء عند تعرضهم لهم بالأذي فإن الله يستجيب دعوتهم. والله سبحانه وتعالي يحب خلقه ويكره أن يؤذيهم أن يتسبب أحد في أذاهم. حتي لو كان ذلك من خلال دعوة مستجابة من عباده المقربين.