لفتت الفنانة روجينا أنظار الجمهور إليها بأدائها المتميز لثلاث شخصيات مختلفة في دراما رمضان هذا العام، خاصة أن كل شخصية منهم تحمل تركيبة نفسية ومظهراً خارجياً يميزها عن غيرها. وفي حوار خاص مع موقع "جودنيوز فور مي" تحدثت روجينا معنا عن تفاصيل أدوارها وتجربتها في مسلسلات الثلاثة. بدأت روجينا حديثها عن مسلسل "بين السرايات" الذي قدمت فيه شخصية امرأة شعبية، وقالت إنها ليست جديدة عليها لأنها قدمتها من قبل في فيلم "الفرح" وحصدت عدة جوائز عنها، لكنها تقدمها في المسلسل بتركيبة مختلفة حققت ردود أفعال قوية لأن الجمهور تأثر كثيراً بالشخصية وشعر بمدى واقعيتها، على حد قولها. وقالت روجينا: "كنت خائفة من هذا الدور ورفضت في البداية تقديم شخصية الزوجة الثانية لأنها شخصية مستهلكة في السينما والدراما، لكن المخرج سامح عبد العزيز والمؤلف أحمد عبدالله أقنعاني بأن طريقة التناول هنا ستكون مختلفة وأننا نقدم نموذجاً لم تتناوله الدراما من قبل لأنها زوجة قوية ولا تستمد قوتها من جمالها أو مالها كما اعتدنا وإنما من حب زوجها لها، وقد سعِدت كثيراً بهذه الشخصية لأنها تخلق الأمل عند أي زوجة ربنا حرمها من الإنجاب وتؤكد لها أن هذا الأمر لا يعيبها ولا يقلل من معاملة وحب زوجها لها". وأشارت روجينا الى أنها سعيدة بهذا الدور لأهميته في تصحيح المفهوم الخاطئ عن الزوجة الثانية، فما تتمتع به "سمر" من قوة شخصية يعطي طاقة إيجابية لأي زوجة ويبعدها عن الانكسار والاكتئاب. ولفتت الى أن الحلقات القادمة ستزيد قوة الشخصية بعدما تدخل في صراع مع العروسة الجديدة التي ستفتعل مشكلات كثيرة معها. وأضافت روجينا: "أدائي لهذه الشخصية أصفه بالسهل الممتنع، لأنه لابد أن تكون هناك سهولة في أدائي نظراً لكونها امرأة من حارة شعبية فيجب أن تكون قريبة من الناس، أما الصعوبة فتكمن فيما تحويه الشخصية من أبعاد نفسية ومشاعر كثيرة جعلتني أبذل مجهوداً نفسياً شديداً في التحضير لكل مشهد". وواصلت روجينا حديثها قائلة: "قابلت في حياتي شخصيات شعبية كثيرة واستدعيتهم من ذاكرتي الانفعالية لأجسد هذه الشخصية فأخذت منهم بعض الحركات والإيماءات وطريقة الكلام ولغة الجسد لأنهم يستخدمون حركة اليدين في التعبير بمعنى أنهم يتحدثون بأيديهم طوال الوقت، أما عن اللوك الذي ظهرت به فالستايلست إسلام يوسف ساعدني كثيراً ووثقت به من أول جلسة تحضيرات جمعتني به لأنني وجدته يفكر في شكل الشخصية وشعرها وملابسها بنفس الطريقة التي فكرت فيها لذلك اعتمدت عليه". **حالة عشق من ناحية أخرى دافعت روجينا عن شخصية الدكتورة فريدة التي جسدتها بمسلسل "حالة عشق" وقالت: "وصلتني ردود أفعال عن صدمة الجمهور من طريقة تعامل فريدة مع والدها الذي ترفضه وتعتبره في حكم الميت وهذا رد فعل طبيعي لأن هذا الإحساس هو الذي أردت توصيله للجمهور في البداية حتى تكشف الأحداث بعد ذلك إذا كان والدهم صادقاً في إدعائه بأنه برئ ولم يختلس أموالاً من الشركة التي يعمل بها أم أن وجهة نظر أبنائه عنه صحيحة". وأضافت: "هذا الشكل من العلاقة بين الأبناء والأب موجود في الواقع كما أن شخصية فريدة لها العذر في كرهها لوالدها لأنها عانت من وصمة العار التي تركها بحياتها هي وشقيقها بعد أن تم طردهما من مدرستهما والمنطقة التي يعشيون بها، كما أن هذه الشخصية لها تركيبة نفسية صعبة وتعيش صراعاً داخلياً ما بين ماضيها المؤلم بسبب والدها وما يحمله من فضيحة، وحاضرها كأستاذة جامعية، وهي ظاهرياً قوية أمام الناس لكن من داخلها ضعيفة بالإضافة إلى معاناتها مع زوجها الذي انفصلت عنه ليعود مرة أخرى ويفسد قصة حبها مع شخص آخر ويأخذ منها ابنتها، وكل هذه عوامل شكلت من فريدة شخصية قوية ومتحكمة في حياتها وقراراتها من نفسها وتعطي الأوامر طوال الوقت فهي تستمد قوتها من الظروف الصعبة التي مرت بها". **بعد البداية أما مسلسلها الثالث "بعد البداية" فقالت روجينا عنه إنه تجربة جديدة ومختلفة وكانت واثقة من نجاحه خاصة بعد إجماع النقاد والجمهور بأنه من المسلسلات المهمة في دراما رمضان، وأكدت أن الدافع الأول لقبولها هذا العمل هو رغبتها في مشاركة الفنان طارق لطفي بطولته الأولى وحلمه الأول الذي لن ينساه بالإضافة الى إعجابها بحالة التشويق التي سيطرت على الأحداث. وعن تقديمها ثلاثة مسلسلات في آن واحد قالت روجينا: "عندما أجسد أكثر من دور في نفس الوقت فإنني أفكر في كل شخصية بمفردها، وموهبة الممثل تجعله قادراً على صنع ملامح مختلفة لكل شخصية وهذا الأمر ليس جديداً عليّ لأنني قدمت من قبل عشرين شخصية مختلفة في مسلسل واحد وهو "يوميات زوج معاصر" وكنت في بداية مشواري الفني، وأعتبر نفسي محظوظة لأنني أحياناً كنت أشارك بمسلسلين وأجد أن أحدهما نجح والثاني لم يحقق نسبة مشاهدة لكن ما حدث هذا العام أن الثلاثة مسلسلات نجحوا وحققوا مشاهدة عالية ". وأشارت روجينا إلى أن الجمهور يستطيع التمييز بسهولة بين الشخصيات الثلاثة نظراً للاختلافات الشديدة بينهم في اللوك والتركيبة النفسية، فمثلاً "منى" في مسلسل "بعد البداية" شخصية مكتومة جداً وانفعالاتها داخلية وتتحدث بعينيها، ولديها لحظات صمت طويلة كما تفكر كتيراً قبل أن تتحدث وتخشى الخطر، عكس "فريدة" في "حالة عشق" فهي عصبية وكل انفعالاتها خارجية ولديها قوة وإرادة صلبة تجعلها لا تخشى الخطر وتتعامل بحدة مع أي شخص، أما "سمر" في "بين السرايات" فهي شخصية من بيئة وظروف نفسية مختلفة تماماً. وأكدت روجينا أن الأحداث ستشهد تطوراً كبيراً في الحلقات القادمة فنجد أن شخصية "منى" في "بعد البداية" تشهد تحولاً كبيراً وفي لحظة ما ترتكب جريمة قتل، وفي "حالة عشق" ستحدث مواجهات قاسية بين "فريدة" ووالدها والتي تعتبر من أصعب وأقوى مشاهدها بالمسلسل، أما في "بين السرايات" فيحدث تحوّل في شخصية "سمر" لتتحول من الرومانسية الى امرأة شرسة ومُرعبة على حد قولها بعد أن يشتد الصراع بينها وبين الزوجة الثانية.