تنتظر البحرين منذ 42 عاما لقبها الاول في دورات كأس الخليج لكرة القدم وتحديدا منذ النسخة الاولى على ارضها عام 1970، وقد تكون الفرصة مثالية في استضافتها النسخة الحادية والعشرين من 5 الى 18 يناير الجاري للانضمام الى ركب الدول المتوجة. يبدأ صاحب الارض مشواره اليوم السبت بمواجهة منتخب عمان بطل "خليجي 19" على الاستاد الوطني ضمن منافسات المجموعة الاولى، التي يلتقي فيها اليوم ايضا منتخبا الامارات وقطر. وكان التركيز منصبا على منتخب البحرين لاعداده بالطريقة المناسبة لاحراز اللقب الاول في تاريخه، لكن ارباكا حصل على صعيد الاستقرار الفني اذ اضطر الاتحاد البحريني لكرة القدم لاقالة المدرب الانجليزي جون بيتر تايلور وتعيين الارجنتينتي كالديرون بدلا منه. ويبقى افضل انجاز خارجي لمنتخب البحرين تأهله الى نصف نهائي كأس اسيا عام 2004 في الصين حين احتل المركز الرابع. تغيرت وجوه كثيرة في صفوف المنتخب البحريني، ولم تعد نجاعته الفنية كما كانت قبل اعوام حين فرض ذاته واحدا من افضل المنتخبات الخليجية والاسيوية، لكن اكتساب بعض اللاعبين الجدد الخبرة الكافية مؤخرا، واقامة البطولة على ارضه وبين جمهوره، واسناد المهمة الى مدرب عالم بخبايا الكرة الخليجية، قد يثمر لقبا طال انتظاره. طريق المنتخب البحريني الى الالقاب بدأ في عام 2011 بقيادة تايلور حين توج بلقب دورة الالعاب الخليجية الاولى على ارضه، ثم بذهبية دورة الالعاب العربية في قطر اواخر العام ذاته. لكنه خرج من الدور الثالث للتصفيات الاسيوية المؤهلة الى مونديال 2014 في البرازيل، خلافا لنظيره العماني المستمر في منافسات الدور الرابع الحاسم. وتبدو الآمال ممزوجة بالتفاؤل والحذر والترقب، فقد نجح كالديرون في اعادة الروح الى المنتخب الذي حقق نتائج ايجابية في اللقاءات التي خاضها تحت اشرافه، اذ تفوق على الأردن وفلسطين وتعادل مع العراق في التجارب الودية. كما نجح في بلوغ الدور نصف النهائي في بطولة غرب آسيا في الكويت مطلع الشهر الماضي حين فاز فيها على اليمن 1-صفر وتعادل مع ايران سلبا ثم تفوق على السعودية 1-صفر، وخرج من قبل النهائي أمام سوريا المتوجة لاحقا بطلة للدورة بالركلات الترجيحية 2-3 بعد أن انتهى الوقت الاصلي 1-1، وفي لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع خسر أمام عمان بهدف دون رد. خاض منتخب البحرين بعد الدورة الاسيوية مباراتين اخريين فتعادل في الاولى مع بوركينا فاسو سلبا، ثم تغلب على غينيا 3-صفر. يعول كالديرون على مجموعة تشكل مزيجا من لاعبي الخبرة والشباب، وأبرز اللاعبين أصحاب الخبرة محمد سالمين ومحمد حسين وعبدالله المرزوقي وحسين بابا وسيد محمد جعفر وفوزي عايش وجيسي جون واسماعيل عبداللطيف وعبدالله عمر، إلى جانب اللاعبين الصاعدين سامي الحسيني وعيسى غالب وسيد ضياء سعيد وعبدالوهاب علي وعبدالوهاب المالود وعبدالله يوسف وراشد الحوطي وداوود سعد ومحمود العجيمي. البداية ستكون صعبة جدا بمواجهة منتخب عماني متجدد يعيش استقرارا فنيا بقيادة المدرب الفرنسي بول لوجوين مدد له الاتحاد العماني عقده قبل ثلاثة ايام الى عام 2016. منتخب عمان الذي تأخر دورتين قبل الانضمام الى دورات الخليج في النسخة الثالثة في الكويت عام 1974، عانى كثيرا قبل ان يمحو في الالفية الجديدة آثارا عميقة طبعتها الاعوام الاولى، فتحول من "المنتخب الاضعف" الى "المنتخب الامتع" وبلغ نهائي الدورة السابعة عشرة في قطر عام 2004 قبل ان يخسر بصعوبة امام اصحاب الارض، ثم اغتنم الفرصة على ارضه في النسخة التاسعة عشرة عام 2009 وتوج للمرة الاولى. ضخ لوجوين دماء جديدة وبدأ عهدا جديدا مع المنتخب العماني اذ اعتمد على الاحلال التدريجي للاعبين، واستطاع ان يعود سريعا بعد كبوة "خليجي 20"، ليبرز في التصفيات الاسيوية المؤهلة الى كأس العالم حيث تأهل الى الدور الرابع الحاسم على حساب المنتخب السعودي، ويملك حاليا 5 نقاط في مجموعته التي تضم ايضا اليابان واستراليا والاردن والعراق. شارك 20 لاعبا في بطولة غرب اسيا واحرز فيها المنتخب العماني المركز الثالث على حساب البحرين، في الوقت الذي تجمع 17 لاعبا في مسقط في معسكر آخر لعب خلاله تجربة ودية امام بنين وفاز فيها 2-صفر، فضلا عن كتيبة المحترفين في الخارج. وتلقى المنتخب العماني ضربة موجعة بعدم تحرير ويجان الانجليزي الحارس علي الحبسي، افضل حارس في دورات الخليج اربع مرات متتالية بين 2003 و2009. يعول المدرب الفرنسي على فوزي بشير واحمد حديد وعماد الحوسني وإسماعيل العجمي واحمد مبارك كانو وحسن مظفر وجمعة درويش ومحمد الشيبة والمهاجم الشاب عبد العزيز المقبالي، ولا شك انه سيفتقد جهود الظهيرين محمد ربيع المعتزل.