22 مليون عربى يستخدمون موقع التواصل الإجتماعى "فيسبوك" منهم 6 ملايين مصرى، الأرقام السابقة مرت عليها معظم الحكومات العربية مرور الكرام.. لكن إسرائيل توقفت كثيراً أمامها ثم خططت ونفذت بالفعل ، فقد أصبح فيسبوك بالنسبة للدولة الصهيونية أسهل طريقة مجانية للتواصل مع ملايين الشباب العربي للتطبيع والترويج وطرح الأكاذيب متجاوزين حاجز اللغة. فقد قامت إسرائيل - كما تقول مجلة "الشباب" في تقرير بعددها الجديد- بتدشين عدد كبير من الصفحات الموجهة على فيسبوك يقولون أن هدفها هو أن تكون مصدرا للمعلومات عن دولة إسرائيل واطلاع الجمهور العربى على نشاطاتها وما يحدث بالفعل هناك بعيداً عما تعرضه شاشات المحطات الفضائية العربية.وهم يحرصون على تجميل وجه الكيان الصهيوني وإبراز وجه إنساني متسامح متقدم علمياً واقتصادياً .. ولذلك لا تندهشون مما ستقرأونه عن محتوى هذه الصفحات .. لكننا نحذركم أنه طوفان من الأكاذيب الإسرائيلية التى لم ولن تنتهي. (إسرائيل بدون رقابة).. هذه الصفحة يشترك فيها مليون شخص وتنشر موضوعات صحفية كلها تبرز الجانب الجيد لاسرائيل ، منها مثلاً تحقيق عن دورات لتعليم اللغة العربية فى إسرائيل استفاد منها 70 ألف يهودى خلال عام واحد من أجل تحقيق الدمج والمساواة بين اليهود والعرب ، كما تعرض الصفحة أغاني عبرية موسيقاها مسروقة من التراث المصرى وكل كلماتها تفيض بمعانى السلام والمحبة وعقدة الإضطهاد التى يعانى منها اليهود ، وبمناسبة الأغاني .. اتضح من الصفحة أن لقب " الملك " ليس مقصوراً على محمد منير لكن - حسب كلام الإسرائيليين - فهو لقب لمطرب اسمه زوهر أرجوف قام بتغيير مفاهيم الموسيقى في إسرائيل رغم أنه تعرض للسجن كثيراً وكان مدمناً ومات منتحراً سنة 1987 ، وأغنياته تعتبر المادة الأساسية لمهرجان موسيقى سنوى يقام فى تل أبيب يعرف ب " مهرجان الليل الأبيض " فى تل أبيب يشبه حفلات عبدة الشيطان والسرقة الإسرائيلية على الصفحة لم تتوقف عند الموسيقى فقط .. بل كل المدن الفلسطينية فجأة أصبحت إسرائيلية منذ آلاف السنين .. وهذا ما يؤكدونه خلال عدة موضوعات تشجع الشباب العربي على زيارة إسرائيل للسياحة فى مدنها الساحرة ،وكتب يجيل هنكين الصحفى فى جريدة معاريف تقريراً بعنوان " أفضل طرق التجوال العالمية " عن صحراء النقب وسرد فيه مميزاتها وقال " هناك الإحساس الغامر بالتاريخ والجمال الطبيعي الخارق للحياة البرية في الشرق الأوسط ، فيمكنك الصعود الهائل إلى قمة جبل طابور على ارتفاع 1929 قدم ، ومرتفعات جبل الكرمل المقدسة لليهود والمسيحيين وأتباع الطريقة البهائية " حتى فى الموضوعات الخاصة بالطهى والتى تحررها أليس شومان تقدم وصفات من مطعم "الحاج كحيل" في يافا باعتبارها أكلات يهودية تقليدية مثل الشاورما والقرنبيط وطواجن لحم الضأن المحشو بالأرز والكنافة والقطائف ، وكذلك الفيديوهات المعروضة على الصفحة توحى وكأن إسرائيل فى المنطقة مثل أى دولة عربية وتتجاهل عقود من الصراع والحروب معتمدة على أن الشباب صغير السن لم يعاصر هذه الأحداث .. (إسرائيل تتكلم بالعربية).. هي صفحة "فيسبوك" الرسمية لإسرائيل باللغة االعربية ، وقد أنشأتها وزارة الخارجية الإسرائيلية لتجميل وجه السياسات الإسرائيلية أمام الشباب العربي المشترك فى الصفحة والذى يتابع أخبارها - يتابع فقط وليس بالضرورة أن يصدق - ومن الموضوعات المنشورة مؤخراً على هذه الصفحة تقرير عن فتاة عمرها 8 سنوات اسمها رونيت ليفيتان فازت بالميدالية البرونزية في بطولة أوروبا للناشئين فى الشطرنج ، التقرير المنقول عن جريدة "يديعوت أحرونوت" يوحى لمن يقرأه أن رونيت ورثت الذكاء الخارق من أجدادها اليهود ، لكن من أغرب المشاركات المنشورة على هذه الصفحة مقال بعنوان " الإرهاب سلاحٌ ذو حدين " كتبه محلل سياسي اسمه شاؤول منشه ، وبعيداً عن المهاترات التى كتبها بخصوص رعاية كل الدول العربية للإرهاب الفلسطينى - حسب وصفه - والذى اصبحت هى نفسها تعانى منه .. اللافت أن الكاتب اليهودى اختتم مقاله بالآية القرآنية "أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً " صدق الله العظيم ، كما احتفلت الصفحة باستضافة الجامعة العبرية في القدس لأكبر وأهم لقاء علمي حول العالم وهو "مخيم العلوم الآسيوي" والهادف لدعم العلماء الشباب من مختلف دول آسيا والمحيط الهادئ بمبادرة مجموعة من العلماء الحاصلين على جوائز نوبل في مختلف المجالات العلمية ، وحسب تقرير للصفحة فإن أبرز المشاركين في هذا المؤتمر الطالبة روان محاجنة ( 19سنة) من مدينة أم الفحم وهى من أصل عربي وتمثل أمل إسرائيل البحثى في مجالي الكيمياء والبيولوجيا ! كذلك كان هناك خبر بالصور عن سماحة إسرائيل الدينية وكيف أنها سمحت لحوالي 250 ألف شخص بأداء صلاة الجمعة فى القدس تحت حماية المفتش العام للشرطة الميجور جنرال يوحنان دنينو ونخبة من الضباط والمسئولين الكبار !! والملاحظ وجود اسفل كل موضوع آلاف التعليقات كانت كلها تتخذ شكل الجدال والسباب المتبادل بين الشباب العرب والاسرائيليين الذين يتكلمون العربية.