بيروت : - أثير جدل في لبنان حول رفض عدد من الشابات المحجبات اللواتي انضممن هذا الاسبوع الى صفوف قوى الامن الداخلي خلع الحجاب، وهو ما يتنافى مع القوانين المعمول بها في البلاد والتي تحظّر اي مظهر ديني في المؤسسات الامنية. وجرى قبول حوالى 40 شابة محجبة من المسلمين الشيعة من بين دفعة تضم مئات الشباب والشابات. واتخذ قرار منع ارتداء الحجاب بموجب توافق رئاسي على عدم السير بموضوع الحجاب لعناصر قوى الامن الداخلي من الاناث، تماشياً مع بنود المؤسسة العسكرية. وبدا رئيس الجمهورية ميشال سليمان حازماً في هذا الامر ولم يتخذ موقف النأي بالنفس، واصرّ على تطبيق القوانين التي تقول بمنع الرموز الدينية في كل الاجهزة الامنية. وفي سياق الاتصالات - ووفقا لما نشرته جريدة القدس العربى - التقى وزير الداخلية العميد مروان شربل قبل ايام رئيس مجلس النواب نبيه بري منوها أنه يعارض وضع الحجاب في الامن الداخلي عملاً بمبدأ منع أي مظهر ديني للمؤسسة العسكرية. واعتبر الوزير شربل 'أن الحجاب في المؤسسات العسكرية امر خطير فالنظام يقول نظام اللباس الموحد الذي لا يظهر الرموز الدينية'، مشيراً الى ان 'هذا الامر قد ينعكس سلباً على الطوائف الاخرى'. وأكد 'أن الموضوع لن يُعرَض على مجلس الوزراء فهناك قانون وإن كان هناك من تعديل يُعرَض على مجلس النواب'. أما وزير العدل شكيب قرطباوي، فقال 'إن الانظمة العسكرية تمنع اي شعائر دينية ولن يكون هناك محجبات في ملاك قوى الامن الداخلي'. وانتقدت صحيفة 'الاخبار' القريبة من حزب الله قرار منع الحجاب في قوى الامن الداخلي وكتبت 'فات وزير الداخلية مروان شربل التأني في قراءة التعليمات الرقم 283 الخاصة بالمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي التي تحدد العقوبات المسلكية بحق العاملين في المديرية'. وبعدما لفتت الى أن وزير الداخلية يعتبر أن قضية المحجبات ال39 الناجحات في مباراة الدخول إلى المديرية يندرج ضمن الهندام،علّقت بالقول 'إن الذنوب الواقعة تحت هذا النوع هي: حاسر الرأس، ارتداء بزة أميرية خلافاً للأصول، حذاء غير نظامي، شعر رأس طويل، ذقن غير حليق، حذاء وسخ، ومختلف (حمل سلاسل، شارات، وشم، أقراط في الأذنين أو الأنف، حلاقة شعر رأس أو ذقن غير نظامية، حزام وسط، حزام ضوئي، قفازات، سبحات، هندام غير مرتب، سالف أو شارب غير نظامي)، وسألت 'أين الحجاب والشعائر الدينية إذاً؟ وإلى ماذا استند وزير الداخلية بقوله 'هذه هي الأنظمة'، مؤكداً خلع أكثرية المتدربات المحجبات حجابهن، ولم يبق منهن سوى خمس. وكيف شبّه الحجاب، الذي لا أثر له في التعليمات، بالذقن غير الحليق المشار إليه بنحو واضح؟'. في غضون ذلك، قد يتم الاتفاق على نقل المحجبات من السلك العسكري إلى سلك الوظيفة المدنية. وكان مصدر امني لوكالة فرانس برس 'ان الشابات توجهن لحضور اولى جلسات التدريب وهن يرتدين الحجاب، وهو ما يتنافى مع الانظمة'. وقال مصدر حكومي رفض الكشف عن اسمه لفرانس برس ان عددا من الشابات وافقن على خلع الحجاب، فيما اصرت عشرون منهن على الابقاء عليه، ولم يحضرن جلسة التدريب. واضاف المصدر الامني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان 'النظام العسكري في كل المؤسسات الامنية يمنع أي مظهر ديني مثل الحجاب أو اشارة الصليب أو غير ذلك'. وتابع 'كل ما يدل على طائفة أو دين فهو ممنوع، ونحن لا نقوم سوى بتطبيق القانون'. ويضم لبنان رسمياً 18 طائفة مسيحية واسلامية ويهودية معترفاً بها.