عقب منع جامعة القاهرة عرض الفيلم الإيراني "انفصال" ضمن أنشطة الجماعة الطلابية، أصدرت جبهة الإبداع المصرية بيانا تندد فيه بمنع الفيلم واتهمت الجماعات المتطرفة فكريا بمحاولة نشر فكرهم المظلم وطالبت إدارة جامعة القاهرة بضرورة محاربة ذلك الفكر والتصدي له بدلا من الخضوع لأصحابه. وقالت الجبهة : نعتقد انه من العبث وإهدار الطاقة الذي لا طائل منه محاولة مناقشة دور السينما والفنون في تنمية الفكر والحس الإبداعي والجدل عند المواطن العادي قبل المتخصصين، كم كان لنوادي السينما في المدارس والجامعات والمعاهد المختلفة والنوادي الثقافية من دور في تنمية عقولنا.. من خلال السينما سافرنا حول العالم .. فتحت لنا نافذة على طوفان من الافكار والحقائق تعلمنا الوفاء للأرض "الوطن" من أظافر محمد أبو سويلم في فيلم "الأرض" وهو يسحل من الشرطة وتعلمنا العدالة من مشهد المحاكمة في فيلم صلاح الدين، وطرحت أفلام صلاح ابو سيف منذ بداية ونهاية في داخلنا بذرة العدالة الاجتماعية. ولهذا فنحن في حل من ان نستنفذ انفسنا في الحديث عن دور السينما في حياتنا، ودور عروض السينما كعمل ثقافي في المؤسسات التعليمية والأكاديمية، ففي شبابنا ومراهقتنا كان معظمنا متابعا لتلك النوادي ومنافذ العرض حتى في عهد نظام الطغيان السابق. ونعتقد أن المأساة هنا هي الحديث عن منع فيلما حصل على جوائز في نصف بلاد العالم وآخرها جائزة الأوسكار، بل وأيضا المفارقة انه فيلم إيراني مما يعني استحالة وجود ما يخدش الحياء رقابياً فيه، وهو فيلم "انفصال" لهذه الدرجة وصلت التيارات المتطرفة في جامعاتنا .. ان تنشر الظلام هناك حيث ينبغي ان يولد النور. وعلى السادة القائمين باتخاذ القرار في جامعة القاهرة أن يعيدوا النظر في محاباة والتزلف الذي يمارسونه للجماعات المتطرفة بمنطق " الباب اللي يجيلك منه الريح"، وعليهم أن يساندوا دورهم ودور الجامعة الأزلي لا في إعطاء شهادات جوفاء أن الطالب قد اجتاز امتحاناته بعد أن حفظ مواده بنجاح بل في خلق مواطن مفكر ومبدع. أما تلك المجموعات التي تمنع العروض الفنية والندوات الفكرية في الجامعات وتمارس سلطة اقرب لسلطة الميليشيات منها لحركة طلابية، فعليهم أن يتذكروا أن صوتهم قد خرج من رحم ثورة نادت بالحرية، فعار عليهم أن يكبتوا تلك الحرية، وعلى من ينادي برفعة الإسلام أن يتذكر أن دولة الإسلام نمت في مرحلة الفكر التنويري حين رفعت من شأن مفكريها و علمائها، وسقطت وفقدت سطوتها في العالم حين أنكرت مفكريها، ولنا في الأندلس درساً.