لندن : - أشارت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إلى تقرير جديد لبعض المنظمات الحقوقية ينتقد حلف شمال الأطلسي (ناتو) ويتهمه بارتكاب جرائم حرب عبر استهدافه مدنيين في ليبيا، أثناء الثورة الشعبية الليبية ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي. ويوضح تقرير تنشره اليوم المنظمة العربية لحقوق الإنسان والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وتحالف المساندة القانونية الدولي أن ثمة انتهاكات لحقوف الإنسان قد ترقى إلى جرائم حرب جرت على الأراضي الليبية العام الماضي، وأن كل الأطراف المشاركة في الصراع ربما تكون تسببت فيها، سواء قوات الناتو أو الثوار أو كتائب القذافي. ويشتمل التقرير الأولي على نتائج لجهود مكثفة قام بها خبراء قانون وجرائم من أجل تقصي الحقائق في ليبيا بشأن الانتهاكات من جانب جميع الأطراف التي اشتركت في الصراع. ويشير التقرير إلى روايات لشهود عيان وإلى زيارات ميدانية للمناطق التي استهدفها طيران الحلف، وإلى أن الناتو اعتبر بعض الأهداف عسكرية، في حين كانت مجرد مواقع مدنية. وقالت ذي إندبندنت إن مجلس الأمن الدولي كان حدد مهمة لحلف الأطلسي بموجب القرار الأممي رقم 1973 تتمثل في حماية المدنيين الليبيين من هجمات كتائب القذافي أثناء الثورة الشعبية ضد نظام العقيد العام الماضي، مضيفة أن الناتو ربما تجاوز المهمات الموكلة إليه بموجب تفويض المجلس. وتشير الصحيفة إلى قصف للناتو استهدف موقعا في مدينة سرت الليبية في سبتمبر/أيلول الماضي، وأوضحت أن شهود عيان يقولون إن مدنيين تجمعوا في المكان، وإن طيران الحلف استهدفهم بصاروخ جديد أسفر عن مقتل 47 منهم.وتتساءل ذي إندبندنت عما إذا كان ذلك الحدث يرقى إلى مستوى جرائم الحرب، وأضافت أن الكشف عن تلك الأحداث يعود بالحرج على حلف الأطلسي، الذي يفترض أن تقتصر مهمته على حماية المدنيين، وليس استهدافهم بالقتل.وفي حين أشارت إلى عزم المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في ممارسات جميع الأطراف التي اشتركت في الصراع في ليبيا، أضافت أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سبق أن صرح العام الماضي بأن حلف الأطلسي لم يتجاوز حدود مهمته في ليبيا.كما يشير التقرير إلى انتهاكات لحقوق الإنسان من جانب الثوار وكتائب القذافي، وإلى أدلة على الاعتقال والتعذيب والقتل من كل الأطراف، وكذلك إلى نزوح أهالي قرى ومدن بأكملها، في ظل الرعب والخوف من الانتقام. المصدر : الجزيرة