من المقرر أن ينطلق الدوري الإماراتي للمحترفين لكرة القدم بعد غد السبت بوجود أسماء عالمية من لاعبين ومدربين ستضيف نكهة خاصة على المسابقة التي ستكون المنافسة على لقبها مفتوحة بعكس الموسم الماضي عندما غرد الجزيرة وحيدا في طريقه لإحراز الثنائية التاريخية. يسعى الدوري الإماراتي إلى استعادة حضوره القوي هذا الموسم عبر الصفقات المدوية التي أبرمتها بعض الأندية، من خلال استقطاب أسماء عالمية وعربية معروفة في مقدمتها الأسطورة الأرجنتينية دييجو مارادونا والفرنسي ديفيد تريزيجيه والغاني أسامواه جيان والبرازيلي أدينالدو جرافيتي والتشيلي لويس خيمنيز والسعودي ياسر القحطاني والاسترالي لوكاس نيل وغيرهم. ابتعد الدوري الإماراتي في الموسم الماضي نسبيا عن الأضواء بعدما شهد انتقالات خجولة لا تتناسب أبدا مع الطفرة التي حدثت عامي 2008 و2009 تزامنا مع تطبيق الاحتراف، عندما دفعت أنديته على مدار موسمين نحو 200 مليون دولار لاستقطاب ابرز اللاعبين المحليين والأجانب. وكان الدوري الإماراتي قد شهد خلال تلك الفترة صفقات قياسية هي الأعلى على الصعيدين العربي والخليجي والأسيوي، عندما دفع الجزيرة نحو 36 مليون يورو للتعاقد مع البرازيليين ريكاردو أوليفيرا ورافائيل سوبيس، والعين 17 مليون يورو لضم التشيلي خورخي فالديفيا. تغير الحال كليا الموسم الماضي، فما عدا تعاقد الأهلي مع الايطالي فابيو كانافارو الذي أعلن في يوليو الماضي اعتزاله اللعب نهائيا والعمل مستشارا فنيا للنادي، فان بورصة الانتقالات لم تشهد أي صفقات كبيرة مع لجوء الأندية إلى التقشف في إنفاقها. ولأول مرة في الدوري الإماراتي الذي انطلق عام 1973، ستكون الأنظار متجهة إلى دكة الاحتياط أكثر من الملعب بعد تعاقد الوصل مع مارادونا ليكون مدربا له لمدة موسمين. يخوض مارادونا مع الوصل تجربته الأولى بعد إقالته من منصبه مدربا للأرجنتين عقب الخسارة أمام ألمانيا صفر-4 في ربع نهائي مونديال 2010 في جنوب إفريقيا، وهو منذ استلامه مهمته رسميا في النادي الإماراتي في أغسطس الماضي استأثر بالأضواء بسبب ما يمتلكه من شعبية اكتسبها بوصفه احد أساطير كرة القدم وأفضل من أنجبتهم اللعبة في تاريخها. لم تكن بداية مارادونا مع الوصل مثالية بعدما تعرض فريقه الأسبوع الماضي لخسارة مذلة أمام دبي المغمور نسبيا صفر-5 في كأس الرابطة، لكن الأسطورة الأرجنتينية "قلل من تأثير ذلك على منافسات الدوري، واعدا بمعالجة كل السلبيات التي ظهرت والاستفادة من دروس الهزيمة الأخيرة". توجد أسماء أخرى من لاعبي الوزن الثقيل الذين كان حضورهم مميزا في الدوريات الأوروبية مثل تريزيجيه الذي انضم إلى بني ياس حتى نهاية الموسم، وهو بطل مونديال 1998 وكأس أوروبا 2000 مع منتخب بلاده وصاحب لقب أفضل هداف أجنبي في تاريخ نادي اليوفنتوس الايطالي الذي لعب معه من عام 2000 حتى 2010 وسجل له 171 هدفا. وفي نفس الوقت, تعاقد الأهلي - الذي سيقوده التشيكي إيفان هاسيك الفائز معه باللقب عام 2009 - مع الدولي البرازيلي السابق أدينالدو جرافيتي قادما من صفوف نادي فولسفبورج الألماني بعدما قاده عام 2009 إلى التتويج بلقب بطولة الدوري الألماني الممتاز لكرة القدم "البوندزليجا" وتوج هدافا للبطولة برصيد 28 هدفا، كما ضم الدولي التشيلي لويس خيمنيز الذي سبق له اللعب مع أندية إنتر ميلان ولاتسيو وبارما وفيورنتينا في ايطاليا. ونجح العين في التعاقد مع الدولي الغاني أسامواه جيان قادما من نادي سندرلاند الانجليزي بنظام الإعارة حتى نهاية الموسم، وهو يعد من ابرز المهاجمين حاليا وسجل ثلاثة أهداف في مونديال 2010 مع منتخب بلاده الذي خرج من ربع النهائي أمام الأوروجواي بركلات الترجيح 2-4. كما درجت العادة في السنوات الأخيرة، استأثر اللاعبون البرازيليون بحصة الأسد على صعيد المحترفين الأجانب بوجود 13 لاعبا بالدوري الإماراتي للمحترفين أبرزهم ريكاردو أوليفيرا المستمر مع الجزيرة للعام الثالث على التوالي، ولاعب وسط الأهلي جاكسون جاجا القادم من نادي طرابزون التركي، وثلاثي الوحدة فرناندو بيانو وهوجو هنريكي ومارسيو ماجراو. جاءت غينيا في المرتبة الثانية من ناحية اللاعبين الأجانب بوجود إسماعيل بانجورا مع النصر للعام الثاني على التوالي، والحسن كيتا (الإمارات)، وأبو بكر كمارا وسيمون فيندونو (دبي)، في حين زاد عدد اللاعبين الأرجنتينيين إلى ثلاثة بعد انضمام ماريانو دوندا (الوصل) وإجانسيو سكوكو (العين) إضافة إلى ماتياس دالجادو الذي سيخوض موسمه الثاني مع الجزيرة. وشكل المغرب حضورا مميزا بوجود نبيل الداوودي (دبي) ومحسن متولي وجواد وادوش (الإمارات)، كما هي الحال مع تشيلي التي يمثلها المتألق مع الشباب منذ ثلاث سنوات كارلوس فيلانويفا وإديسون بوتش (الوصل) ولويس خيمنيز (الأهلي).