قنا:- تتوالى ردود الأفعال على مؤتمر حزب الحرية الذي عقد بمدينة نجع حمادي مساء الأربعاء الماضي والذي جمع نواب الحزب الوطني المنحل المتشبث، فقد عبرت دوائر قبلية بالمحافظة عن رفضها لذلك المؤتمر وما جاء به من خطب تدعو إلى رفض قانون العزل السياسي لافتة إلى أن نواب "المنحل" يحاولون التشبث بمقاعدهم النيابية عن طريق استدعاء القبليات والعصبيات وأن من حضروا اجتماع حزب الحرية لا يعبرون إلا عن أنفسهم سواء من قبيلة العرب أو الهوارة. وبحسب مصادر فإن وصف رشدي عبدالحميد وهو عضو سابق بمحلي محافظة قنا ل" هشام الشعيني" بأنه زعيم العرب في الجمهورية خلال انعقاد مؤتمر حزب الحرية أثار ردود أفعال غاضبة بين زعامات قبيلة العرب بمناطق أخرى في قنا والمحافظات المجاورة على خلفية تعدد زعامات قبيلة العرب التي ينتمي إليها "الشعيني" في كل منطقة بحسب التقسيمات الداخلية في القبيلة الواحدة فإن لكل منطقة لها زعامتها من جهة ومن جهة أخرى فان الوصف ذاته أدى إلى حالة من الاحتقان بين قبائل أخري في المنطقة علي خلفية موروث الخلاف والحرب الباردة بين القبائل في المنطقة. وكشفت زعامات قبلية أن أغلب من حضروا المؤتمر وجهت لهم الدعوة بصفتهم كبار للعائلات والقبائل وليس بصفة حزبية في إشارة إلى أن حضور المؤتمر الذين يقدر عددهم بنحو 5 آلاف شخص لا ينتمون لحزب الحرية الذي يجمع المنتمين للحزب الوطني المنحل ولافتت الزعامات أن الحضور لم يكن بوسعهم رفض الدعوة لأن الأمر يتعلق بتمثيل القبيلة في ذلك المحفل! وأن غيابها سيؤثر على سمعتها فيما أوضحت أن تسريبات اجتماع المجلس العسكري مع رؤساء 13 حزبا والمتعلقة بطلب إقصاء أعضاء الوطني من الفترة 2000 - 2010 عن الحياة السياسية استخدمها منظمو المؤتمر لحشد الحضور بإقناعهم أن قانون الغدر سيطولهم رغم أنهم لم يكونوا أعضاء في برلمان 2010. في الوقت نفسه فإن عبدالرحيم الغول رئيس لجنة الزراعة والري الأسبق بمجلس الشعب لم توجه له الدعوة لحضور المؤتمر على خلفية سمعته الواسعة كقيادي بالحزب المنحل ورغبة قيادات حزب الحرية في عدم استعداء الدوائر المختلفة. فيما فسرت مصادر مطلعة غياب الغول إلى وجود خلاف بينه وبين هشام الشعيني عضو لجنة الحريات بحزب الحرية وقالت المصادر إن "الشعيني" كان مجبرا على التعاون مع الغول في العهد البائد لقرب الأخير من النظام وإنهما شكلا كتلة برلمانية جمعت معهما اللواء عمر الطاهر وكيل اللجنة التشريعية بالمجلس المنحل. وذهب متخصصون في شئون قبائل الصعيد إلى أن لغة الخطاب والنبرة القبلية المتشددة التي استخدمت في المؤتمر قد تسبب في تأجيج الصراع المكتوم بين القبائل إلى تصادم قد يكون عنيفا في الانتخابات البرلمانية القادمة خاصة أن الصراع سيدور على السلطة والنفوذ ممثلا في المقاعد النيابية التي تتكالب عليها رؤوس القبائل والعائلات تدعيما لنفوذها وسطوتها بمنطقتها ووسط ظروف صعبة تمر بها البلاد أمنيا وسياسيا وكشف المتخصصين أن تلك النبرة المتشددة تعتبر مستجدة في علانيتها أمام وسائل الإعلام والدوائر الشعبية في إشارة إلى أن تلك النبرة العرقية المتشددة كانت غير معلنة وكانت تستدعي في الجلسات القبلية المغلقة بين المنتمين للقبيلة الواحدة وفي حالات معينة تكون فيها القبيلة تواجه ما يمس نفوذها عليها أو أثناء تجييش الناخبين في الانتخابات التشريعية في الدوائر التي تشهد تشابكات قبلية وتوازن قوي. يتزامن ذلك مع نشاط مكثف للقوي الوطنية والأحزاب والائتلافات المنبثقة عن ثورة 25 يناير في تشكيل جبهة مجابهة للفلول، ومن المقرر أن تبدأ نشاطها بالدعوة لمليونية في محافظة قنا خلال الأيام المقبلة ردا على مؤتمر حزب الحرية ويشارك فيها نشطاء من جميع محافظات الصعيد ندعو للوحدة ونرفض التقسيم ونؤكد أن الجنوب والشمال وطن واحد. المصدر: مواقع وصحف