كابول : - يحقق الجيش الأمريكي حول حادث تحطم مروحية عسكرية شرقي أفغانستان، السبت، أسفر عن مقتل 30 من الجنود الأمريكيين، في واحد من أكبر الخسائر البشرية يتكبدها خلال يوم واحد. وأعرب مسؤول عسكري أمريكي عن اعتقاده بأن المليشيات المسلحة تقف وراء تحطم المروحية، من طراز "شينوك CH-47"، في الوقت الذي تبنت فيه حركة طالبان مسؤولية إسقاطها ومقتل الضحايا ومن بينهم25 من عناصر القوات الخاصة، 22 منهم من قوات "سيلز" - نخبة القوات الأمريكية. ونعى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، القتلى ببيان جاء فيه: "مقتلهم تذكير بالتضحيات الفذة التي يقدمها الرجال والنساء في قواتنا وتلك التي تقدمها أسرهم." وأعلنت طالبان إسقاط المروحية بقذائف "أر بي جي" وهي في طريقها لمهمة "تدخل سريع" لتقديم الدعم لقوة عسكرية طوقها مسلحون بعد مواجهات ضارية. ووصف مسؤول عسكري أمريكي مقتل 22 من قوات النخبة الأمريكية في الحادث قائلاً لCNN، إنها "خسارة فادحة.. فالعدد كبير." ولقي 38 شخصاً مصرعهم بتحطم المروحية في إقليم "وارداك" المضطرب في وسط شرقي أفغانستان، من بينهم 30 جندياً أمريكيا من أفراد قوة "إيساف" بالإضافة إلى مدني يعمل كمترجم وسبعة من عناصر الكوماندوز الأفغان، وفق إعلان الناتو. وفي وقت سابق، كشف مسؤول حكومي بواشنطن لCNN أن 25 جندياً أمريكياً من أصل الثلاثين الذين قضوا ينتمون إلى القوات الخاصة، 22 منهم من نخبة وحدة "سيلز" SEALs، وهي ذات الوحدة التي قامت بتنفيذ عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، لكنه شدد على أن القتلى لم يشاركوا شخصيا في العملية التي جرت بباكستان مطلع مايو/أيار الماضي. وأثار الحادث تساؤلات إزاء أسباب تنقل قوات النخبة في مروحية "شينوك"، التي تعد الأكثر استخداماً لنقل الجنود إلى أرض المعارك، وليس مروحيات متطورة، كتلك "الشبح" التي استخدمت في عملية اجتياح مقر بن لادن في منطقة "أبوتاباد" بباكستان في مايو/أيار الماضي. وشرح العميد المتقاعد، مارك كيميت، للشبكة قائلاً: "سرعتها نحو 175 ميلاً في الساعة، وتتسع ل55 جندياً.. إنها الآلة المميزة في المعارك، إذا كانت لديهم مهمة تتطلب أعدادا كبيرة من القوات لنقلها براً بشكل سريع، فلمثل هذا النوع من البيئة، ليس هناك أفضل منها." وتنفذ القوات الخاصة الأمريكية عمليات سرية ليلية، بشكل شبه يومي، ضد أهداف للمسلحين في مناطق ساخنة بأفغانستان كمنطقة "وارداك"، التي تحطمت فيها المروحية. ويلزم القادة العسكريون الصمت حيال الحادث نظراً لأن عمليات استعادة الجثث وبقايا الطائرة مازالت قائمة، كما لم تشر "قوات المساعدة الأمنية الدولية" - إيساف - إلى تفاصيله. وقالت السفارة الأمريكية في كابول، إن المروحية تحطمت ليل الجمعة، وأن "إيساف" لا تزال تعمل على تقييم ملابسات الحادث الذي تسبب في إيقاع أكبر خسارة بشرية تتكبدها القوات الدولية في يوم واحد. وذكر أحد سكان العاصمة الأفغانية، كابول، أن إسقاط المروحية "يظهر بأن طالبان مازالت قوية للغاية ولم تهزمها الولاياتالمتحدة." المصدر : سي ان ان