نزح حوالى 300 شخص من الاراضي السورية الى منطقة وادي خالد شمال لبنان بعدما عزز الجيش السوري انتشاره في المنطقة الحدودية، على ما افاد احد اعيان منطقة وادي خالد الذين يعنون بتنظيم شؤون النازحين السوريين. وقال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه "نزح حوالى 300 شخص من بلدتي هيت وبويت المتاخمتين للاراضي اللبنانية بعدما انتشر الجيش السوري داخل الاولى وعلى اطراف الثانية". واضاف ان عملية النزوح جرت باتجاه بلدة الكنيسة اللبنانية التي تبعد عن هاتين القريتين حوالى 500 متر. وتابع المصدر ان حركة النزوح هذه تأتي بعدما عزز الجيش السوري وجوده في المنطقة بالاليات المدرعة مقتربا الى مسافة عشرات الامتار من الساتر الترابي الفاصل بين الاراضي اللبناني والاراضي السورية. وكان بالامكان مشاهدة تحركات الجيش السوري من داخل الاراضي اللبنانية، بحسب المصدر نفسه. ويسلك القادمون الى الكنيسة وجوارها معابر ترابية غير قانونية وعرة تستخدم عادة في عمليات التهريب بين البلدين. وهذا ما يجعل من الصعب جدا احصاء الواصلين، لا سيما في ظل عدم وجود قوى امن عام او اي عنصر امني على جهتي الحدود. وتربط بين اهالي منطقة وادي خالد اللبنانية والمناطق السورية المحاذية لها صلات قربى ومصاهرة. ويحمل عدد من سكان قريتي هيت وبويت الجنسية اللبنانية اضافة الى الجنسية السورية. واعتبر ان الصدامات التي بدأت مساء السبت بين بعض السكان "مؤشر خطير للتفتت" الذي يهدد المجتمع السوري "ان لم يتم التوصل الى حل للازمة" الناجمة عن الحركة الاحتجاجية التي بدأت قبل اربعة اشهر. وأكد ان اعمال العنف في هذه المدينة التي يتعايش فيها السنة والعلويون - الطائفة التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد-- والمسيحيون اوقعت السبت والاحد حوالى 30 قتيلا وعشرات الجرحى اضافة الى احراق محلات تجارية. وقد وقعت الاشتباكات بعد قتل ثلاثة من انصار النظام خطفهم مجهولون واعيدت جثثهم مبتورة الاعضاء الى اهاليهم. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن من جهته "ان "هذا الاقتتال في مدينة حمص هو تحول خطير يمس بسلمية الثورة ويخدم اعداءها والمتربصين بها والذين يسعون لتحويل مسارها نحو حرب اهلية". واضاف ان الاقتتال اندلع السبت على شكل تضارب واشتباكات بالعصي بين الطرفين ثم ما لبث ان تطور الى اشتباكات مسلحة. ودخل الجيش ايضا الاحد الى مدينة الزبداني (جنوب) التي شهدت تظاهرات ضخمة ضد النظام كما قال عبد الكريم الريحاوي. واشار رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان الى ان العسكريين قاموا "بتفتيش المنازل واعتقلوا اكثر من 50 شخصا" في هذه المدينة الواقعة على بعد 50 كلم الى شمال غرب دمشق والقريبة من الحدود اللبنانية. وقام الجنود ايضا بتوقيف حوالى مئتي شخص بينهم خصوصا الكاتب علي العبدالله احد الوجوه البارزة في المعارضة، في قطنا على بعد 25 كلم الى جنوب العاصمة دمشق كما قالت الرابطة. وفي البوكمال الى الشرق على الحدود العراقية يتمركز الجيش عند اطرافها حيث جرت عملية انزال لمظليين لكن لم يجر اي اتصال بين العسكريين والسكان بحسب المصدر نفسه. وذكرت صحيفة الوطن القريبة من السلطة اليوم الاثنين ان الوضع في مدينة البوكمال التي يستعد الجيش لدخولها "على صفيح ساخن". وقالت الصحيفة ان "التوتر استمر في البوكمال بعد أن عاشت المدينة أحداثا مؤسفة تسببت بها مجموعات من المحتجين الذين تحولوا الى مجموعات مسلحة قامت باعمال حرق وتكسير وترهيب لحياة المواطنين الذين نزح بعضهم الى القرى المجاورة والى مدينة دير الزور" التي تبعد 125 كيلومترا الى الشمال الغربي. واضافت ان "بعض ابناء البوكمال وجهوا نداءات استغاثة كثيرة يطلبون فيها ضرورة التدخل السريع من قبل الجهات الحكومية المعنية لنزع فتيل الفتنة ومظاهر العنف المسلح وتهدئة وضع الشارع". وشددت الصحيفة على ان "المظاهر المسلحة التي برزت في البوكمال خلال اليومين الفائتين تؤكد من جديد ان المناطق الحدودية باتت منفذا للسلاح والمال". وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدنيا قتل واصيب اخرون بجروح السبت في منطقة البوكمال حين اطلقت قوات الامن النار لتفريق تجمع مناهض للنظام. لكن وكالة الانباء السورية (سانا) تحدثت عن "عصابات ارهابية مسلحة" هاجمت مبنى حكوميا واستولت على الاسلحة التي كانت فيه. وقتل ثلاثة عناصر من قوات الامن وخطف اثنان اخران كما اكدت الوكالة.