يبدو ان واقعة عدم تكريم الفنان حسن يوسف من قِبَل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قد تركت أثراً كبيراً في نفسه، فعلى الرغم من مرور فترة طويلة على هذه الواقعة إلا ان الفنان حسن يوسف لا يلبث ان يتطرق لهذا الموضوع كلما تحاور مع أحد الصحفيين، خاصة بعد أن تم تكريمه مؤخراً في مهرجان دمشق الدولي. ففي حواره الأخير مع جريدة "دنيا الوطن"، تطرق حسن يوسف إلى الأمر قائلاً: "هذا التكريم جاء صفعة على وجه مهرجان القاهرة السينمائي، أحمد الله أنني ما زلت أتمتّع بتكريم شعبي وحب من الناس، بالتأكيد، يسعدني تكريمي فنياً ولكن ما يسعدني أكثر هو التكريم الشعبي لي وحب الناس، والحمد لله، عندما أدخل أي مكان أجد الناس يعاملونني كأخ وكأنني أعيش معهم، وكم من فنانين يأخذون جوائز ويكرّمون، ولكنهم لا يمتلكون هذا التكريم والحب الشعبي". وأضاف حسن:"لم أتأثّر لأنني لم أكرّم أولاً في مهرجان القاهرة السينمائي، بالعكس، فأنا أعرف أن سمعة مهرجان دمشق السينمائي أفضل من سمعة مهرجان القاهرة، وهذا ليس تحيّزاً لمهرجان دمشق الذي تمّ تكريمي فيه، ولكن السمعة تسبق العمل". وعن الهجوم الذي تعرض له مؤخراً بعد اشتراكه بمسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة"، قال حسن: "أولاً، أنا ضد الحكم المطلق على فنان أو فنانة، فلا أعتبر مثلاً أن نور الشريف كونه قدّم دور عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين، أنه يجب ألا يقدّم بعدها أي عمل اجتماعي، وألا يشارك إلا في مسلسلات دينية وألا يمثّل في "الحاج متولي" أو "الدالي"، وهذا الحكم ينطبق عليّ، فلقد قدّمت "ابن ماجة" و"النسائي" و"الشيخ الشعراوي" و"المراغي" و"الإمام عبد الحليم محمود"، وبالتالي يجب ألا أقدّم إلا الشخصيات الدينية، وأنا لا أقبل هذا الحكم المطلق". وتابع قائلاً: "محمد النقلي وغادة عبد الرازق حرصا على صورتي في المسلسل كثيراً، وهذا ما احترمته فيهما حيث إنهما لم يقوما بأي تصرّف في مشاهد المسلسل يسيء لصورتي الملتزمة عند الناس، وغادة راعت هذا في ملابسها التي ارتدتها في المشاهد التي تجمع بيني وبينها، وراعت هذا في الحوار بيننا فكانت تحذف بعض الجمل بنفسها، بالإضافة إلى أنه لا يوجد مشهد واحد تنام فيه أو تجلس بجواري على السرير مثلما كانت مشاهدها الأخرى مع باقي الأزواج". وقال: " قال لي بعض الناس: كيف تعمل مع غادة عبد الرازق؟ فكنت أجيبهم: عيب هذا الكلام، فنظرتي لها كزميلة محترمة وممثلة جيدة، أنا لم أشاهد أفلامها، ولكن ما يهمّني هو الدور الذي تقوم به في المسلسل. هي حرّة في اختياراتها ومن حقها أن تقدّم كل الأدوار. ولقد أدّت دورها في المسلسل بامتياز لأنها تحب عملها، واحترمتها كثيراً عندما قالوا لها إن اسمي سيسبق اسمها فقالت للمخرج: (ومن هو الذي يفكّر أن يسبق اسمه اسم حسن يوسف؟أنا أخجل أن يكتب اسمي قبله)". وعن رأيه في دور "الحاج فرج"، قال حسن: "أعجبني أن الحاج فرج يمثّل مزيجاً بين الشرع والقانون، ففي قانون الأحوال الشخصية ثغرات تجعل الرجل يظلم المرأة والعكس، فهي ليست لصالح الطرفين، لذا، وجدت نفسي أمثّل وجهة نظر الشرع، فالحاج فرج يتزوّج على سنّة الله ورسوله من تعجبه، ومن لا تعجبه يطلّقها لكنه لا يفعل أي شيء محرّم". وأضاف: "الإيجابية أن تصرّفات الحاج فرج بحدّ ذاتها سلبية حيث يجب ألا يتزوّج على زوجاته بدون سبب لأن تعدّد الأزواج له شروط، سيدنا رسول الله تزوّج لأسباب سياسية واجتماعية، فالتعدّد ليس سنّة، ولأنني ضد تعدّد الزوجات، قلت إن الإيجابية في هذه الشخصية أن أُظهر للمشاهد أن تصرّفات الحاج فرج سلبية ولا يصحّ أن يقتدي أحد بها". وعما إذا كان نجاحه في مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" سيساعد في زيادة أجره في الأعمال الفنية القادمة، قال حسن: "مسألة الأجر أنا مظلوم فيها بسبب الدراما الدينية، بالرغم من أنني أمثّل أصعب الأدوار من حيث اللغة العربية وحفظ الآيات القرآنية والأحاديث وتصوير المشاهد في الصحراء، مجهود كبير يبذل في الدراما الدينية، وللأسف ينظر لهذه الأعمال باعتبارها أعمالاً تأتي بالدرجة الثانية ولا توزّع. ولهذا، لم يرتفع أجري كثيراً في مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" بسبب ما كنت أتقاضاه في الدراما الدينية، وسأزيد أجري في المسلسل القادم". مسلسل"زهرة وأزواجها الخمسة" من إخراج محمد النقلي، تأليف مصطفى محرم، بطولة غادة عبدالرازق وحسن يوسف وكريمة مختار وباسم ياخور. وتدور احداث المسلسل حول "زهرة" التي يجعلها جمالها مطمعاً للكثير من الرجال وتواجه العديد من الصعوبات بسبب طيبة قلبها وحبها لكل من يقترب منها، وتقع في فخ الزواج من أربعة رجال منهم النصاب والطيار والمهندس وتظل طوال الأحداث تبحث عن مخرج من هذه الورطة.