قال مصدر أمنى ذو صلة بقضية التجسس لصالح الموساد، المتهم فيها مصرى وإسرائيليان، التى أعلنت عنها مصر الاثنين الماضى، إن كشف مصر عن القضية ساعد سوريا ولبنان على الإيقاع بثلاث شبكات تجسس فى البلدين لصالح الموساد. وأشار هذا المصدر لصحيفة المصري اليوم في عدد الجمعة إلى أن هذه الشبكات كانت تستهدف قطاع الاتصالات فى الدول الثلاث، وأعلنت لبنان عن تفتيتها شبكة تجسس تعمل فى قطاع الاتصال قبل أسابيع، فيما تواصل الجهات المعنية فى سوريا التحقيقات فى قضيتين، متهم فى إحداهما مسول أمنى بارز، وأفادت تقارير صحفية هناك بأن جهات التحقيق ستعلن عنها قريباً. وأكد المصدر أن معلومات وردت على لسان المتهم المصرى "طارق عبدالرازق حسين" فى التحقيقات التى أجرتها نيابة أمن الدولة العليا معه، تشير إلى وجود شبكات تجسس لصالح الموساد فى سوريا ولبنان، مما دعا المسؤولين فى مصر إلى إخطار الجهات فى لبنان وسوريا بتلك المعلومات، التى ساعدتهما بشكل كبير فى الإيقاع ب "3" شبكات تجسس، وأكد المصدر وجود تعاون استخبارى كبير بين الدول الثلاث للإيقاع بتلك الشبكات. كان المتهم المصرى قد اعترف بأن ضباط الموساد الذين كان يتعامل معهم طلبوا منه دخول سوريا عدة مرات تحت اسم مستعار وبجواز سفر مصرى مزور، يحمل اسم "طاهر حسن" بزعم التجارة واستيراد منتجات سورية، وأشار إلى تكليفه بتسليم مبالغ مالية كبيرة للمسؤول الأمنى الذى يعمل بجهاز حساس. واعترف المتهم المصرى أنه تسلم ملفات من المسؤول الأمنى السورى وسلمها لضابط الموساد، وعرف أنها كانت تتضمن معلومات تضر الأمن السورى. وكشفت التحقيقات التى أجراها المستشار طاهر الخولى، المحامى العام، بإشراف المستشار هشام بدوى أن الموساد حاول استخدام المتهم المصرى طارق عبدالرازق فى تجنيد شارل أيوب رئيس تحرير جريدة (الديار اللبنانية) المقربة من النظام السورى وحزب الله، عن طريق إغرائه مالياً وبرحلات سياحية إلى جنوب أفريقيا، قبل أن يعرض عليه إنتاج برنامج تليفزيونى له. وتشير التحقيقات إلى أن المتهم حاول تجنيد شباب سوريين ولبنانيين يعملون فى قطاع الاتصالات، وطبقاً للمصادر المصرية فقد تم نقل هذه المعلومات إلى الجانبين السورى واللبنانى، وكذلك أسماء الشباب من الجنسيتين الذين حدث معهم الاتصال. وتوضح المصادر أن الأجهزة الأمنية المصرية والسورية واللبنانية بذلت مجهوداً مشتركاً كبيراً فى القضية وسط تكتم شديد، الأمر الذى أدى إلى كشف خيوط شبكات للتجسس فى المنطقة، خاصة فى قطاع الاتصالات، كما تم ترك الحرية لكل دولة لاختيار التوقيت المناسب للإعلان عن تفاصيل الشبكات التى لديها بعد انتهاء كل منها من استكمال جميع التحقيقات. وتشير الشبكات التى تم تفكيكها إلى جهود إسرائيلية كبيرة للسيطرة على قطاع الاتصالات المتنامى فى المنطقة، والتجسس على المكالمات وتحليلها، الأمر الذى يضع تحديات كبيرة أمام أجهزة الأمن العربية، ويدفعها إلى مزيد من التنسيق فيما بينها لتبادل المعلومات والتنسيق وإيجاد سبل جديدة لحماية الشبكات الوطنية.