ما هو الشيئ الباقي لنستورده؟؟ هل يمكن أن نفاجأ ذات صباح أننا استوردنا المادة الفلانية من الدولة العلانية لتحسين جودة الهواء.. وما الذي يمكن أن نتنازل عنه إذا فرطنا في واحد من الرموز المصرية. الرمز المقصود هنا هو "العلم المصري".. هذا العلم الذي ارتفع عاليا خفاقا في حرب أكتوبر 1973 لنحرر به أرض سيناء بعد العدوان الإسرائيلي.. وخلوا بالكم من "الإسرائيلي".. أصبحنا نستورده الآن من إسرائيل نفسها. فقد حصلت جريدة المصري اليوم على مكاتبات رسمية تم تبادلها بين عدد من الدوائر الحكومية، تؤكد استيراد العلم المصري من إسرائيل، بمعرفة مستثمرين مصريين عبر منافذ رفح، والعوجة، وطابا. تعود القضية إلى يوليو الماضي.. عندما قدم عباس عبدالعزيز، عضو مجلس الشعب عن دائرة الأربعين فى السويس، سؤالاً عاجلاً إلى المهندس رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة، قال فيه إن هناك شركة صهيونية تصنع العلم المصري في إسرائيل، وتصدره إلى مصر من خلال بعض المستثمرين عبر منافذ رفح، والعوجة، وطابا. وقال عبدالعزيز: "أثق فى معلوماتى بنسبة 100% لأن مصادرى من داخل وزارة التجارة نفسها، وهم أشخاص غيورون على الوطن، وخاطبت مسئولين في الوزارة فكان ردهم أنها رسالة تجارية لم تخالف قانون الجمارك، وهيئة الرقابة على الصادرات والواردات بما لا يدع مجالاً لمنعها أو رفضها". وتساءل النائب البرلماني عن كيفية قبول الجهات المعنية دخول الرسالة التى وصفها بأنها تتناقض مع جميع القيم والأعراف المتفق عليها في المجتمع. الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب أرسل مذكرة بالسؤال إلى رشيد، جاء فيها: "إلحاقاً بكتابنا المؤرخ في 15 يوليو 2010 أرسل مع هذا السؤال المقدم من النائب عباس عبدالعزيز، عن قيام شركة صهيونية بتصنيع العلم المصري، ورجاء موافاتنا بالرد". وكلف رشيد فى خطاب مؤرخ في 10 أغسطس الماضى، وممهور بتوقيع مصدق أحمد حسن، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير لشؤون الصناعة مستشاره السيد أبوالقمصان، ب"الرد كتابة على السؤال، وموافاتنا بالرد على هذا الموضوع". بدوره أرسل أبوالقمصان خطابا إلى أحمد فرج سعودي، رئيس مصلحة الجمارك، خطاباً يستفسر فيه عن قيام بعض المستثمرين المصريين باستيراد علم مصري صنع في إسرائيل، وقال في الخطاب: "رجاء التفضل بموافاتنا برسائل العلم المصنوع في إسرائيل والتي دخلت الأراضي المصرية عبر المنافذ الجمركية". وطالب سعودي، رئيس المنطقتين الوسطى والجنوبية اللتين تقع فيهما المنافذ المذكورة، الرد على الأمر، وقالت فايزة محمود، رئيس إدارة شئون مكتب رئيس المصلحة فى الخطاب الذى أرسلته إليهما: "الرجاء موافاتنا برسائل العلم المصنوع فى إسرائيل والتى تم دخولها الأراضى المصرية عبر المنافذ الجمركية التابعة للمنطقتين الوسطى والجنوبية، مع اعتبار الأمر مهماً وعاجلاً جداً". واستبعد رشيد حدوث هذا الأمر، وقال "لماذا يقوم مستورد مصرى بهذا الأمر؟". ونفى أبوالقمصان دخول أي رسائل تحتوى على أعلام مصرية مصنوعة فى إسرائيل، وقال - رداً على عدم إصدار أى رد رسمي على الأمر رغم مرور أكثر من 3 أشهر: إن الجمارك تتحمل المسئولية، ومسئولية الإفراج عن البضائع تقع عليها وليس هيئة الرقابة على الصادرات والواردات. وقال محمد شفيق، رئيس هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، فى تصريحات للمصري اليوم: "أنا أسمع هذا الكلام للمرة الأولى"، وهو نفس ما قاله باسم سلطان، الخبير في شئون التجارة مع إسرائيل عبر بروتوكول الكويز. وقال عبدالرحمن فوزي، رئيس قطاع التجارة الخارجية: "لم يصلني شيء عن هذا الموضوع".