في الغالب لا يزن الأطفال الأمور بشكل صحيح، ويلجأون دائما لتبرير أخطائهم وإلقاء اللوم على شخص آخر. لكن طريقة التصرف هذه قد تضعك في موقف محرج للغاية، خاصة إذا ألقى طفلك اللوم على مدرسه! من الطبيعي أن يسارع الآباء لحماية أطفالهم، لكن لا يعقل أن تقومي - بمجرد أن يشكو إليك طفلك- بالذهاب للمدرس بمنتهى الاندفاع واتهامه باضطهاد طفلك. الأمور لا يجب أن تعالج بهذا الشكل الانفعالي، وإليك فيما يلي كيفية التعامل مع مثل هذا الموقف بحكمة وتهذيب: - في البداية استمعي إلى شكوى طفلك، واسأليه بهدوء عن تفاصيل ما حدث: ماذا قال أو فعل له المدرس مما أشعره بالغضب؟ هل أخطأ هو مثلا في أداء الفرض المدرسي أو تصرف بشكل غير مناسب داخل الفصل؟ اتركي لطفلك الفرصة للشرح، ثم حاولي أن تشرحي له بهدوء أن الضغط العصبي والمسئوليات العديدة الملقاة على عاتق المدرس قد تدفعه أحيانا لاتخاذ بعض القرارات التي يراها التلاميذ ظالمة أو مجحفة. - إذا استمرت شكوى طفلك، اتصلي تليفونيا بالمدرس، واحتفظي بأسلوب حوار ودي، وأخبريه أنك بحاجة لمساعدته لفهم الموقف بشكل صحيح. قد لا يكون المدرس على علم بوجود مشكلة من الأساس (خاصة مع وجود العديد من الأطفال في الفصل)، وفي الغالب سيرحب بمناقشة الأمر معك. - انتقلي بعد ذلك للخطوة التالية، وهي لقاء المدرس، واخبريه بأمانة كل ما ذكره لك طفلك، ولكن مع الحرص على الحديث بهدوء وكياسة قدر الإمكان حتى لو اعتقدت أن المدرس قد أخطأ في حق طفلك. وبناء على رد المدرس ومدى استعداده للتعاون، يمكنك عند هذه النقطة استدعاء طفلك لتخبريه أنك ومدرسه مستعدان لمناقشة الأمر معه وحل المشكلة. - اتركي طفلك ليجلس على انفراد مع المدرس حتى يمكنهما مناقشة الأمر دون تدخل من جانبك، بحيث يشرح كل منهما وجهة نظره بصراحة. لكن لا مانع أيضا أن تحضري أنت أيضا الجلسة إذا كنت مقتنعة أن طفلك على حق، وذلك حتى يمكنك متابعة الحوار والتدخل في الوقت المناسب لمساندة طفلك، أو للتوسط والتوفيق بين الطرفين. - إذا التزمت الحياد والانصاف، ستلاحظين أن طفلك ومدرسه كلاهما يشعر بالارتياح لوجودك ويطلب مساعدتك ومشورتك لإنهاء سوء التفاهم.