حسام مصطفى إبراهيم - عيون ع الفن: على الرغم من انشغال جميع البيوت المصرية، خلال هذه الفترة، بموسم الامتحانات، وما يمثله من ضغط عصبي على الجميع، فإن أحمد حلمي تمكّن من كسر حالة الحصار النفسي المعتادة، وأثبت أن الفن الجميل، يمكن أن يكون عاملا مساعدا على اجتياز الأوقات الصعبة، وإعادة شحذ الهمة مرة أخرى، لمواصلة الطريق. فمع توقع نقاد السينما أن تشهد دور العرض خلال هذه الأيام، حالة من الركود، وتخوفهم من ألا تجد الأفلام المعروضة إقبالا جماهيريا، فاجأ فيلم "عسل إسود" الجميع، بقدرته على اجتذاب عدد ضخم من الجمهور من لحظة نزوله لدور العرض يوم الأربعاء الماضي. وعلى سبيل المثال، فقد شهدت سينما كوزموس بوسط البلد أمس الأحد، حالة غير عادية من الإقبال الجماهيري، ليس هذا فقط، وإنما أيضا في حفلة منتصف الليل، والأغرب أن معظم الحضور كانوا عائلات كاملة! وبسؤال مسئولي دار العرض أكدوا أن هذا حال معظم الحفلات، سواء الصباحية أو المسائية, وعن ردود أفعال الناس بصدد الفيلم، أكدوا أنها متباينة، وإن كانت أغلبها في صالح الفيلم، وتؤكد أن حلمي -كعادته في الفترة الأخيرة- استطاع تقديم حالة سينمائية جديدة، تضاف إلى سجله كفنان متميز. ولعل هذا الإقبال، يكون في نفس الوقت ردا على ادعاءات الكثيرين، الذين يتذرّعون دائمًا بالتوقيت السيئ لعرض الفيلم، وغيرها من الحجج، لكي يبرروا سقوط أفلامهم، وفشلها في جمع الإيرادات التي تغطي تكلفتها حتى، دون أن يعترفوا -ولو حتى بينهم وبين أنفسهم- أن تدني مستوى ما يقدمونه، وضعف إمكاناتهم، كان السبب الرئيسي وراء سقوطهم!