قال المهندس إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة: إنه بات مؤكدا لدى جبهة الدعم الانقلابية أن تأييد الانقلاب أصبح من العبث بمكان، بعدما افتضح أمر السيسى ومخابراته فى سوء تقدير العواقب. وأضاف شيحة، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن الآلة العسكرية والتزييف الإعلامى فشل فى منع ظهور سخط المواطنين، الذى تمثل في مظاهرات عمالية فئوية، ومشاركات شعبية فى الحراك الثورى، أو على الأقل تعاطف مع المتظاهرين الصامدين فى الميادين بسبب تدهور الحالة الاجتماعية والأمنية والسياسية، فضلا عن تفاقم الأزمة الاقتصادية. وأشار شيحة إلى أنه فى مرحلة البحث عن السيناريوهات، تتحول هذه الجبهة من تأييد الانقلاب إلى انقلاب التأييد، وهذا ما بدأه بالفعل أعضاء الجبهة، ولكن كلُ على طريقته التى يفهمها، وهنا بدأ خلاف معسكر الشر فى التعامل مع الورطة التى أوقعهم فيها السيسى. وأوضح أن الأمريكان يريدون واجهة مدنية بمسار شبيه بالديمقراطية، وهذا كان الهدف من البداية وهو إقامة نظام ديمقراطى ترضى عنه أمريكا لا يتصدر فيه "الإخوان"، ويكون العسكر هم من يتحكمون من خلف الستار، بمعنى أن يكون المظهر ديمقراطى بجوهر عسكرى، فالمؤسسة العسكرية من ناحية هى الأقوى، ومن ناحية أخرى هى الأكثر تبعية للبنتاجون، ومن ناحية ثالثة هى التى ستضمن الحفاظ على الأمن الصهيونى. وأضاف "أما الخليج وتحديدا السعودية، وأكثر تحديدا رجل أمريكا الأول، فيرى بقاء الحكم العسكرى متصدرا واضحا، مع ضرورة القضاء على الإخوان، فأزمة النظام السعودى هى أزمة مركبة تتمثل فى الهلع من تصدير الثورة لكل الأنظمة الاستبدادية وهم على رأسها، وكذلك فى رفض أى شكل لدولة يتصدر فيها تيار إسلامى؛ لأنه سيتسبب فى فضح كذبتهم أنهم يمثلون حكما إسلاميا". ونوه إلى أنه بات من الواضح لمن يرصد التحولات فى مواقف بعض الأشخاص والحركات المحسوبة على الثورة أن يدرك تماما أن هناك توجها ما نحو استنساخ جديد لقوى ثورية وشخصيات يعاد بلورتها. وأوضح أن التحالف الوطنى ضد الانقلاب هو الواجهة السياسية الوحيدة والواضحة المعالم والرؤى ضد الدولة العسكرية، وهؤلاء جميعا قدموا ويقدمون التضحيات للحفاظ على الحراك الثورى ضد دولة الفساد، فمن الطبيعى أن أى حراك معهم أو بجانبهم لن يكون فى صالح هذه الخطة، هذا فضلا عن العناد فى المعسكر الآخر الذى يرى الحل عسكريا واضحا لا لبس فيه؛ حتى لا تسول لأى أحد نفسه أن يفكر فى إحداث إى تنغيص لاستقرار الانظمة الاستبدادية العتيقة". وذكر شيحة أنه لو أضفنا إلى ذلك ما يسمى بورطة النخبة؛ فالأمريكان يقفون مكتوفى الأيدى أمام الأزمة النخبوية التى فشلت فى الحصول على أى تأييد شعبى؛ بل من الإنصاف القول إنهم لا ولن يجدوا أى رمز لتقديمه للشعب قد يكون عليه قدر من التوافق، وذلك بعد الإخفاقات النخبوية المتعددة، والشعور المؤكد لدى الشارع أن النخب مخلوقون من طينة أخرى ويعيشون فى عالم آخر، فلم تعد هناك رمزية لأحد يعبر عن الشعب. وقال: إنه بدأ يظهر فى الأفق من بعيد الحل الذى يرضى جميع أطراف معسكر الشر ويحقق للغرب الدولة المدنية بالحلة الديمقراطية، ويحقق للخليج القضاء على دابر "الإخوان" والتيار الإسلامى، ويضمن لقادة الانقلاب بقاء آمنا لا يتم فيه التضحية بأحد كجائزة على الأقل لتنفيذ التعليمات. وأضاف أن آخر السيناريوهات الذى أخذ يطل برأسه حديثا، هو سيناريو قيام المجلس العسكرى بتسليم الدولة للقوى المرضى عنها لتكون ثورة ناعمة يعود فيها الجيش لثكناته، وتعود قياداته للعب خلف الستار، وتعود التيارات حاملة الأجندات أو المرضى عنها أمريكيا إلى إدارة البلاد، من خلال مجلس رئاسى أو وزارى بعد فقد الأمل فى رمز واحد يتم التوافق عليه، وتعود القوى الإسلامية للعمل تحت الأرض. واختتم "شيحة": من الواضح أنه سيناريو يرضى الجميع ويقبله الجميع، وكان من الطبيعى أن ينسى هؤلاء وأولئك أهم عنصر فى المعادلة، وهو صاحب الأرض والإرادة والإدارة ألا وهو الشعب، فمعسكرات الشر هذه لم تلتفت يوما للشعوب، ولم تعن بمطالبها من قبل، وكالعادة لم يتعلموا ولم ولن يفلحوا".