أعلن رئيس جنوب افريقيا زوما وفاة الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا مساء أمس الخميس عن عمر يناهز 94 عاما. وكان مانديلا دخل إلى المستشفى عام 2011 بعد تعرضه لالتهاب حاد في التنفس، وبدأ صراعه مع المرض، الذي أدخله إلى المستشفى مرات عدة، كانت آخرها في الثامن من يونيو الماضي، بعد إصابته مجددا بعدوى في الرئة. ولد مانديلا في قرية مغيزو، في منطقة ترانسكي جنوب جوهانسبوج في 18 يوليو 1918، واسمه الأول الحقيقي روليهلاهلا. واختار له معلمه في المدرسة التنصيرية اسم نيلسون، في سياق اختيار البعثات التنصيرية للتلاميذ السود أسماء أبطال إنجليز. عمل مانديلا في جوهانسبورج مساعدا لأحد المحامين كما مارس نشاطاً سياسياً، فشارك سنة 1942 في حملة ناجحة لمقاطعات الحافلات احتجاجاً على رفع ثمن التذاكر، فشكلت بداية ارتباطه بحزب "المؤتمر الوطني الأفريقي"، الذي كان تأسس عام 1912، فشكّل المؤتمر إطاراً لنشاطه السياسي والاجتماعي . وعمل مانديلا في الخفاء، بسبب حظر المؤتمر الوطني الأفريقي بقرار من حكومة الفصل العنصري، التي يقودها البيض، وقامت بفرض نظام "الفصل العنصري". طرأ تحول على فكر مانديلا، فأصبحت المقاومة السلمية شعاراً ينتمي إلى بدايات النضال، فراح ينظّم مع رفاقه في الحزب حملات عنف لتخريب وتعطيل الدورة الاقتصادية في بلده جنوب أفريقيا. اعتقل وأحيل إلى المحاكمة، بتهمة التآمر لإطاحة نظام الحكم؛ وبدأت المحكمة النظر بقضيته في أكتوبر عام 1963. وفي عام 1985 عرضت عليه صفقة تشمل إطلاق سراحه مقابل وقف المقاومة المسلحة، إلاّ أنه رفض العرض، وبقي في السجن حتى 11 فبراير 1990، أي نحو 27 سنة، عندما أدت الضغوط المحلية والدولية إلى إطلاقه، بأمر من رئيس الجمهورية فردريك دوكليرك، الذي شارك مانديلا في العام 1993 جائزة نوبل للسلام. في 10 مايو 1994 أصبح مانديلا أول رئيس أسود لجمهورية جنوب أفريقيا، وذلك بعد فوز حزبه "المؤتمر الوطني الأفريقي"، بأكثرية ساحقة في أول انتخابات متعددة الأعراق، في بلد كان يشكل آخر قلاع التمييز العنصري. في عام 1999 قرر مانديلا التقاعد فتنحى عن الحكم، لكنه تابع تحركه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان حول العالم.