- الانقلابيون يضحكون ويتفكهون على ما أصاب أصحاب الحق من قتل وظلم وعدوان - الْمُؤْمِنُونَ سيضحكون فى الآخرة عَلَى المجرمين ومَا هم فِيهِ يومها مِنْ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ وَالْبَلَاءِ أكد الشيخ جعفر الطحاوى -من علماء الأزهر الشريف- أن الساخرين من مؤيدى الشرعية ورافضى الانقلاب وتظاهراتهم اليومية للتعبير عن رفضهم القاطع للانقلاب على الشرعية الدستورية والقانونية هم شركاء قادة الانقلاب فى الإجرام. وأضاف الطحاوى -فى دراسة له بعنوان: "أعضاء فريق السيسى فى الإجرام.. المتفكهون المتندرون بما يقع على المعتصمين والمتظاهرين من بغى وعدوان"- أن الله سبحانه وتعالى ذَكَرَ هذا العضو بقُبْحَ مُعَامَلَته للمنادين بالحق والحقيقة، والشرعية والشريعة فِى اسْتِهْزَائِهِمْ بهم وَضَحِكِهِمْ عليهم، وجعلهم -وما وقع عليهم من اعتداء وبغى- مادة للتفكه والمزاح فى مجالسهم وقنواتهم ومواقعهم ووسائل تواصلهم الاجتماعى وصحفهم وإذاعاتهم، ومع ذويهم وأهلهم، ونصَّبوا أنفسهم حُكَّاما فحكموا على المعتصمين والمتظاهرين بالضلال، ثُمَّ بَيَّنَ الحق سبحانه، أَنَّ ذَلِكَ سَيَنْقَلِبُ عَلَى المجرمين فِى الْآخِرَةِ، وَالْمَقْصُودُ مِنْهُ تَسْلِيَةُ الْمُؤْمِنِينَ وَتَقْوِيَةُ قُلُوبِهِمْ. وأوضح، أن الله تعالى حَكَى عَنْ المجرمين هذه الأمور الأَرْبَعَةَ مِنَ الْمُعَامَلَاتِ الْقَبِيحَةِ مع المؤمنين فى أواخر المطففين فى قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ). أَوَّلُهَا: الضحك منهم، وذلك فى قَوْلُهُ: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)، أَى يَسْتَهْزِئُونَ بِهِمْ وَبِدِينِهِم، لقد تسلط المجرمون على المؤمنين بالله، وجعلوا منهم مادة ومسرحا للضحك والعبث، والسخرية بهم، ومن الحق والشريعة والشرعية التى يُنادون بها. وَثَانِيهَا: التغامز فى قَوْلُهُ: (وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ) أَى يَتَفَاعَلُونَ مِنَ الْغَمْزِ، ويقولون عن أنصار الشرعية والشرعية انْظُرُوا إِلَى هَؤُلَاءِ يُتْعِبُونَ أَنْفُسَهُمْ وَيَحْرِمُونَهَا لَذَّاتِهَا وَيُخَاطِرُونَ بِأَنْفُسِهِمْ فِى طَلَبِ ثَوَابٍ لَا يَتَيَقَّنُونَهُ، ويُمنُّون أنفسهم بنصر سراب، وخلافة إسلامية موهومة، حتى يقول بعضهم: كفى خداعا القول بأن المصريين متدينون بفطرتهم، هم علمانيون بفطرتهم!!، ويقول آخر: من يريد تطبيق سنة النبى محمد صلوات الله وسلامه عليه فليذهب إلى جبلاية القرود!!!، وهكذا.. بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر، لقد نسى القائل بعلمانية المصريين بفطرتهم الحديث الصحيح «كل مولود يولد على الفطرة» هكذا كل مولود مع اختلاف الجنسيات، إِنَّهم يَتَغَامَزُونَ مِنْ دُونِ إِعْلَانِ السُّخْرِيَةِ بِهِمُ اتِّقَاءً لَتَطَاوُلِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِمْ، إذا كانوا متمكنين، يشير بعضهم إلى بعض بأعينهم وأكتافهم وجوارحهم وشفاههم إشارات وحركات وغمزات كأنهم أمام مشهد عجيب غريب، يثير العجب والضحك تدل على استحقارهم وإهانتهم والطعن بهم والحق تعالى يقول (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ). وكم ضحك واستهزأ كثيرون بالمنادين بالحق، وتحكيم الشريعة، كم ضحك واستهزأ كثيرون بمن كانوا معتصمين بميدانى رابعة والنهضة، كم ضحك واستهزأ كثيرون بما أصاب هؤلاء المعتصمين من بغى وعدوان، مع اختلاف صور وأساليب الضحك والاستهزاء، كم ضحكوا واستهزءوا واستخفوا بطموح المعتصمين وصبرهم وصمودهم؟؟!! وَثَالِثُهَا: التفكه والتندر بالجرائم التى وقعت بالمعتصمين والمتظاهرين، قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَكِهِينَ) وهو ما فعله الانقلابيون من كثرة الفكاهة والمزاح متلذذين فرحين بما فعلوه من الاستخفاف بأولئك الكرام، معجبين بذلك لما له من الوقع فى قلوبهم الخبيثة. رَابِعُهَا: الحكم على المعتصمين والمتظاهرين بالضلال قَوْلُهُ تَعَالَى: "وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ"، أَى يقول الانقلابيون إن مؤيدى الشرعية والشرعية ْ عَلَى ضَلَالٍ فِى تَرْكِهِمُ التَّنَعُّمَ الْحَاضِرَ بِسَبَبِ طَلَبِ ثَوَابٍ لَا يُدْرَى هَلْ لَهُ وُجُودٌ أَمْ لَا؟. إنهم كلما رأوا أحدا من المؤمنين أشاروا إليه كمعلم من معالم الضلال، وكأنهم يشفقون عليه من هذا الطريق الذى يسير فيه.. فيقول بعضهم لبعض: انظروا إلى هذا المسكين المغرور، إنه مخطوف ذهنيا، مخطوف عقليا،!!!!! هؤلاء ضالون لتركهم زيوف الحياة الخادعة. العبرة من الذى سيضحك فى الآخرة ويقول الحطاوى: إن الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَةِ.. لَا عَيْشُ الدُّنْيَا وَلَا مَا فِيهَا؛ فإنه عيش دائم، ونعيم لا تنغيص فيه، بخلاف عيش الدنيا فإنه ناقص منغص زائل. كما فى قوله تعالى: (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ* وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ)، وفى الحديث الصحيح عن المستَوْرِد، رضى الله عنه قال: سمعت النبى -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((ما مثل الدنيا فى الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه فى اليم، فلينظر بما يرجع)). وأضاف: فِى الْآخِرَةِ سيَضْحَكُ الْمُؤْمِنُونَ عَلَى هؤلاء المجرمين بِسَبَبِ مَا هُمْ فِيهِ يومها مِنْ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ وَالْبَلَاءِ، وَلِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّهُمْ كَانُوا فِى الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِ شَيْءٍ، وَأَنَّهُمْ قَدْ بَاعُوا بَاقِيًا بِفَانٍ وَيَرَوْنَ أَنْفُسَهُمْ قَدْ فَازُوا بِالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ وَنَالُوا بِالتَّعَبِ الْيَسِيرِ رَاحَةَ الْأَبَدِ، وَدَخَلُوا الْجَنَّةَ فَأُجْلِسُوا عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ كَيْفَ يُعَذَّبُونَ فِى النَّارِ وَكَيْفَ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا وَيَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ وَيَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وتابع الطحاوى: فى الآخرة سُخْرِيَةَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْكُفَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ سُخْرِيَةِ الْكَافِرِينَ بِالْمُؤْمِنِينَ فِى الدُّنْيَا لِأَنَّ سُخْرِيَةَ الْكَافِرِ بِالْمُؤْمِنِ بَاطِلَةٌ، وَهِى مَعَ بُطْلَانِهَا مُنْقَضِيَةٌ، وَسُخْرِيَةُ الْمُؤْمِنِ بِالْكَافِرِ فِى الْآخِرَةِ حَقَّةٌ ومع حقيقتها هِى دَائِمَةٌ بَاقِيَةٌ، وذلك فى قول ابْنُ عَبَّاسٍ: إِذَا دَخَلَ الْمُؤْمِنُونَ الْجَنَّةَ، وَالْكَافِرُونَ النَّارَ فَتَحَ اللَّهُ مِنَ الْجَنَّةِ بَابًا عَلَى الْجَحِيمِ فِى الْمَوْضِعِ الَّذِى هُوَ مَسْكَنُ الْمُنَافِقِينَ، فَإِذَا رَأَى الْمُنَافِقُونَ الْبَابَ مَفْتُوحًا أَخَذُوا يَخْرُجُونَ مِنَ الْجَحِيمِ وَيَتَوَجَّهُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ، فَإِذَا وَصَلُوا إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَهُنَاكَ يُغْلَقُ دُونَهُمُ الْبَابُ، فَذَاكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) إِلَى قَوْلِهِ: (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ). وأشار إلى أن سبب ضحك المؤمنين منهم؛ لأن ما لاقوه فى الدنيا من الشدة قد زال وانقلبوا إلى رضاء ربهم ورحمته، كما أن أولئك زال عنهم نعيم الدنيا، وغشيهم عذاب الآخرة الدائم، فاستوجبوا الضحك عليهم لما هم فيه من البلاء، والمؤمنون فى السرور والهناءة، وهناك الضحك لا هنا.