أموت وأعرف ما وظيفة السيد "مسعد حسن عبد الغنى" القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد ونوابه الثلاثة ورؤساء قطاعاته ال16 ورؤساء مناطقهم الثمانى، إن لم يكن خدمة الملايين من المتعاملين يوميا مع مكاتب البريد الذين يدرّون دخلا هائلا لهيئة البريد، ومع هذا تعاملهم الهيئة فقط ك"بقرة حلوب"، حيث يوفرون لها المال ومكافآت هؤلاء الرؤساء دون أن تهتم بتوفير الحد الأدنى من المعاملة الآدمية لهم!. هل فكر السيد رئيس الهيئة أو رؤساء قطاعاته -ولو مرة واحدة- فى النزول من مكاتبهم المكيفة ليروا أحوال من يدفعون لهم رواتبهم من المواطنين– وأغلبهم من المسنين وأصحاب المعاشات- الذين يقفون محشورين فى "ساونا" هذه المكاتب البريدية فى أجواء ساخنة يصعب التنفس داخلها بسبب تعطل أجهزة التكييف أو عدم وجودها أصلا!. هل فكر هؤلاء المسئولون الجالسون فى مكاتبهم الفخمة المكيفة فى موظفى الهيئة الغلابى الذين يعانون يوميا الجلوس فى درجة حرارة تعادل 43 درجة لمدة ست ساعات يوميا، ويتعاملون مع مئات المواطنين المخنوقين من الحر والمحشورين فى المكاتب كعلب السردين، وبأجهزة كمبيوتر وطابعات تتعطل باستمرار، وإمكانات بدائية!!. الذين يقومون بإيداع أموالهم فى صناديق توفير هيئة البريد يمولون الهيئة بحوالى 100 مليون جنيه بخلاف باقى موارد أنشطة البريد، ومع هذا تبخل الهيئة بصيانة أجهزة التكييف فى مكاتب البريد، التى تحولت إلى خيال مآتة صامتة معطلة لعدم وجود صيانة لها ولا تشحن بالفريون!. لن أتحدث عن تقارير الجهاز المركزى حول فساد هيئة البريد وبلاويها المتلتلة، ولا عن الفساد المتستَّر عليه فى البريد، ولكنى أهتم هنا فقط باثنين: (المواطن) الذى يذهب لمكاتب البريد وهو يرتدى كفنه استعدادا لاستشهاده بفعل الاختناق داخل المكاتب، و(الموظف) الذى لا يصدق وهو ينصرف كل يوم أنه نجا من الهلاك فى هذه المكاتب غير الآدمية. رأيت بنفسى مسنين وأصحاب معاشات يجلسون على أرصفة مكاتب البريد– خصوصا مكتب (مسرة) بشبرا– بعد ما اختنقوا من الزحام داخلها، وكأنهم مصابون بقنابل مسيلة للدموع (!)، ورأيت مواطنين يخرجون من المكاتب يعصرون ملابسهم كأنهم كانوا يأخذون "دشا ساخنا".. ورأيت موظفين يخرجون سعداء لأنهم أخيرا تنفسوا هواء نقيا خارج المكاتب المختنقة. أقترح على الرئاسة أو رئيس الوزراء أن تصدر عقوبات بحق هؤلاء المسئولين الذين يجلسون فى مكاتبهم المكيفة ويتركون مكاتب البريد أشبه بالساونا والسويقة غير النظيفة.. وأن تكون العقوبة هى قضاء نصف دوامهم يوميا فى أحد هذه المكاتب البريدية المزدحمة فى نهار رمضان كى يعانوا مثل المواطنين والموظفين، ويذهبوا إلى منازلهم مشيّعين بلعنات كل من يذهب لقضاء مصالحه فى هذه المكاتب. وأقترح على شركات أجهزة التكييف، خصوصا الشركة التى تعاقدت معها الهيئة ل(تسخين) –أقصد (تكييف)– مكاتبها، أن يزكوا عن أنفسهم ويقدموا شحنات غاز فريون وصيانة مجانية لأجهزة تكييف هذه المكاتب فى رمضان رحمة بالمواطنين والموظفين، وإن لم تفعل فسوف أفضحها وأنشر اسمها ليمتنع المصريون عن شراء أجهزتها!