أصيب خلال ثورة يناير في الإسكندرية وقتل أحد أصدقائه في مجزرة "رابعة" حصد ثلاث ذهبيات بروسياوتونس وبولندا وخامس عالم بتركيا وسادس بكندا رفع اسم مصر عالميا.. فكافأه الانقلاب بسحب الميداليات والشطب من السجلات مدرب المنتخب: محمد لاعب خلوق وكنز لا يوجد منه سوى القليل أخو البطل : هادئ الطباع يعشق سماع النشيد الوطني لبلده في كل بطولة نشطاء يدشنون صفحة باسم"محمد يوسف رفعت رأسنا " انضم لها عشرات الآلاف محبي البطل: "شطبوك من السجلات ولن يستطيعوا شطبك من قلوبنا".. الإسكندرية – ياسر حسن تُسلط الأضواء أحيانا على من لا يستحق أو لا يستحق من نجوم الفن والرياضة سيما في الرياضات الجماهيرية ككرة القدم فتغدق عليهم العطايا الرسمية وغير الرسمية ويحتفى بهم وقد تنفق عليهم الملايين، لكن هذه الأضواء قد تبتعد وتصبح خافتة مع الأبطال في رياضات يطلق عليها "الشهيدة " بسبب عدم جماهيريتها ومن تلك الألعاب لعبة "الوشو" أو "الكونغ فو" حديثة التأسيس في مصر. من بين الأبطال الذين رفعوا علم مصر في المحافل الدولية وجعلوا نشيدها الوطني يتردد في مختلف الأقطار يطل علينا بطل مصر وأفريقيا والعالم محمد يوسف رمضان ذو الثامنة والعشرين عاماً، والذي ظل اسمه غير معروفا للمصريين وهو من رفع اسم وطنهم عاليا بنبوغه وتفوقه في "الكونغ فو" لتأتي شهرته من الصدمة التي أصاب بها الانقلابيين برفع شعار رابعة وارتداء "تي شيرت" يحمل نفس الشارة عقب فوزه مؤخرا بالميدالية الذهبية في نهائى بطولة دورة الألعاب القتالية بروسيا. جاء جزاء البطل من سلطات الانقلاب التي تسيطر على مقدرات مصر وتسعى لقتل حلم أبنائها سريعا بشطب اسم اللاعب من سجلات الاتحاد المصري للعبة وحرمانه من الذهاب لبطولة العالم بماليزيا الشهر القادم. السطور التالية تُسلط الضوء على بطل من الأبطال الحقيقيين والذين يجب أن تسلط عليهم الأضواء برغم رفضه ذلك حباً في عدم الظهور والاكتفاء بتمثيل مصر حباً وعشقاً لترابها، بدلاً ممن ينفق عليهم الملايين دون تحقيق ميداليات ولو حتى خشبية! "أباتشى"..حاصد للبطولات محمد يوسف رمضان الشهير ب"الأباتشى" الإبن الثالث في الترتيب من بين ستة أبناء يتقدمهم عبد الرحمن يوسف وهمام يوسف وعبد الله يوسف وعمر يوسف وأخير شقيقته ، من مواليد 20 يونيو 1985 خريج كلية الآداب قسم جغرافيا دفعة 2007. يقول عنه الكابتن عماد عيسى مدرب منتخب مصر للكونغ فو: إن محمد يوسف لاعب خلوق وملتزم حصل لمصر على بطولات عالمية سواء كانت عربية و أفريقية و دولية بعد كفاح استمر لأكثر من 15 عاماً. وأضاف: "أباتشى" حصل على ذهبية العرب فى بطولة تونس للأندية 2011 وذهبية بطولة بولندا الدولية وخامس عالم في بطولة تركيا وسادس بطولة العالم في كندا وذهبية بطولة العالم في روسيا الأخيرة وكان يستعد لبطولة ماليزيا. ويستطرد: ما حدث خلال البطولة الأخيرة كما رأيتها بنفسي هي أن محمد يوسف قام بوضع علم مصر على كتفه وقام بالطواف حول الملعب وطلب الدخول لمنصة التتويج قبل تسليمه الميدالية الذهبية لكن المسئولين عن التنظيم رفضوا، وأنه أخبره أنه يهدى الميدالية لشعب مصر جميعهم، وما حدث منه مجرد رد فعل طبيعي لا يجب أن يضخم إلى هذا الحد، وأنه واثقاً من عودته للملاعب، مشيراً أنه لن يتخلى عنه لأنه كنز وثروة ولاعب مميز لا يوجد منه سوى القليل. أما عبد الرحمن يوسف الشقيق الأكبر للبطل الذهبي فيقول عن أخيه: محمد رجل بمعنى الكلمة لم يكن في يوم من الأيام يحب الشهرة فبرغم حصوله لمصر على العديد من البطولات والميداليات قوبل بالتجاهل إلا أن الأوساط الرياضية قالت لعله التجاهل الذي يلاقيه نجوم اللعبات "الشهيدة" في مصر وهي بالعشرات. وعن صفات البطل يضيف عبد الرحمن: أخي هادئ الطباع الجميع كل من عرفه يحبه ويحترمه ولم يُعرف عن محمد في يوم من الأيام سوى حبه لوطنه، وطالما تمنى أن يرفرف اسمها في البطولات وعشقه الوحيد عندما كان ينادى على مصر باللغة الإنجليزية ويسمع النشيد المصري. مصاب ثورة وصديق شهيد يكمل صديق الطفولة أحمد خميس عن البطل الذهبي محمد يوسف فيقول: محمد لاعب نموذجي انطلق للعالمية ولا يريد شيء سوى رفع علم مصر والذي كان يعشقه . ويفجر صديقه مفاجأة مؤكدا أن البطل الأولمبي والعالمي محمد يوسف كان من مصابي ثورة 25 يناير 2011 حيث أصيب في قدمه وكتفه في أحداث جمعة الغضب بمنطقة "المنشية"، كان ثائراً كثمل ملايين الشباب الوطني الغيور، كما قتل أحد أصدقائه خلال فض اعتصام رابعة. ينما يقول أسامة حسين- أحد جيرانه-: البطل العالمى محمد يوسف عرف عنه من أبناء منطقته أنه دمث الخلق ومحباً للخير، ويحب الرياضة ويعشقها ولا يتأخر عن فعل الخير للغير فضلاً عن التزامه بالتعاليم الدينية. وتابع: ما حدث مع اللاعب الدولي العالمي يثير الضحك والدهشة.. فلم نسمع من قبل على سحب ميدالية من لاعب في العالم بسبب إشارة قام برفعها تعبيراً عن شيء مكنون في صدره أراد البوح به، أو حتى شطبه من سجلات اللعبة في بلده لأنه ارتدى "تى شيرت" كتب عليه شعار غير منافي للأخلاق أو القيم أو العنصرية. وأضاف: محمد مارس اللعبة منذ 15 عاماً لم يسمع عنه أحد طوال هذه الفترة برغم حصوله على بطولات باسم مصر رفع خلالها العلم وعزف النشيد المصري أكثر من مرة. "محمد يوسف رفعت رأسنا" كان نشطاء قد دشنوا صفحة باسم " محمد يوسف رفعت رأسنا " على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، معربين عن امتنانهم للاعب المصري الخلوق والذي رفع اسم مصر، مؤكدين دعمهم الكامل شعبياً ودفاعاً عن بعد قرار الشطب وسحب الميدالية عقب رفعه شارة رابعة بعد تتويجه بالميدالية بروسيا . وكتب على الصفحة التي انضم لها الآلاف عدة تعليقات كان من أبرزها "فداك ميدالية ذهبية بعد أن حفرت اسمك بالذهب في قلوبنا "وأخرى مثل" أصبحت لنا رمزاً للضمير والنضال يا محمد". في سياق متصل نظمت رابطة أهالي الدخيلة والهانوفيل والعجمى وقفة تضامنية وتشجيعية أسفل منزل اللاعب مساء أمس الاثنين وظلوا يهتفون له "يوسف بطل يارافع راسنا"، بالإضافة إلى عشرات من شباب الألتراس الذين قاموا بتحية اللاعب على طريقتهم الخاصة وإطلاق الشماريخ والهتافات المدوية احتفالاً بحصوله على الذهبية.