دائمًا ما تكون خطابات وكلمات جنرال إسرائيل، السفيه السيسي، مادة خصبة للسخرية والتعليقات من جانب الإعلاميين والمعارضين ورواد التواصل الاجتماعي، ولم ينشغل المصريون كالعادة بالظهور الأخير للنجم محمد صلاح، لاعب نادي ليفربول، مع السفيه أثناء تفقد الأخير معسكر المنتخب الوطني استعدادًا لكأس الأمم الإفريقية، بل إن أمرًا غريبًا باللقاء برز على مواقع التواصل وخطف الأنظار من "مو صلاح" لأول مرة. “دهولة” السفيه السيسي التي يصر على الظهور بها هي من خطفت الأضواء من النجم العالمي الشهير، وتحولت مواقع التواصل في مصر إلى السخرية والتندر بشكل واسع على "بنطلون" السفيه السيسي تحديدًا، وكتب أحد النشطاء ساخرًا: "اكمنه عبيط يعني تِكووله بنطلون الترنج بكسرة وتدخّلوله التيشرت جواه". ودائمًا ما يتقمّص السفيه السيسي حالة المغني الشعبي شعبان عبد الرحيم. تربية حارة اليهود ودوّن ناشط آخر: "ربنا يجعلك دائمًا مسخة وأضحوكة العالم.. السيسي حب يكون واد رياضي فِتك فلبس بنطلون ترينج مكوي وبسن وتشيرت داخل جوه البنطلون.. وإيه مرفوع للمعدة، وكمان حب يكون واد بتاع برندات فلبس مركتين على بعض.. يعني راح الملعب وهو بطيخ خالص، لكن أرجع وأقول رئيس تربية حارة اليهود". وقال ناشط ثالث: "يا رب ارزقنا ربع ثقة السيسي وتصالحه مع نفسه وهو لابس كدا". ويستعد محمد صلاح للمشاركة مع منتخب مصر في بطولة كأس الأمم الإفريقية، التي تستضيفها مصر خلال الفترة من 21 يونيو الجاري وحتى السابع من يوليو المقبل. وفي وقت سابق، أثارت مطالبات السفيه السيسي للدول الأجنبية بإعطاء مصر نسبة شراكة في اختراعات العقول المصرية في الجامعات والمؤسسات الأجنبية التي لديها، حالة من السخرية بين صفوف المصريين، واعتبر المصريون أن السفيه السيسي يواصل إهانة مصر والاستخفاف بها أمام العالم، من خلال طرحه لمبادرات غير منطقية، ومهينة لدولة بحجم مصر. وقال السفيه السيسي، خلال الجلسة الثانية لملتقى الشباب العربي الإفريقي الأول: “نرغب في الحديث والاتفاق مع الدول الأجنبية في أن يعطونا نسبة من الاختراع الذي يقدمه المخترع المصري. إن ما يقدمه العقل المصري أو ما ينتجه تكلفته تكون محل نظر”. وأضاف: “نريد أن يكون هذا لإفريقيا كلها، نريد نسبة مشاركة ويكون الأمر شراكة فقط… نحن سنبعث لكم عقولا، لكننا نريد أن نستفيد أيضًا، نحن نعلم أيضًا، صحيح أنه لا نملك جامعات لها 800 سنة مثلما يمتلكون، إلا أن لدينا أناسًا يمكنها أن تختصر أو توفر هذا الوقت”. نبوءة أبو إسماعيل الكاتب الصحفي سليم عزوز، غرّد عبر حسابه على “تويتر” بعد تداول فيديو السيسي وهو يطالب بحصة من عوائد المخترعين لدى الدول الأجنبية، بالقول: “لم أصدق أنه يحتاج عمولة على كل مصري ينجح، وهل يعني أنه سيطلب من بريطانيا عمولة بدل حذاء عن محمد صلاح!”. ولم يضحك المصريون في حياتهم كما ضحكوا وهم يشاهدون حفل تدشين السيسي مبادرة «مصر 2030»، فخطابه كان تاريخيا بكل المقاييس، كمية من الهلاوس والترهات، والطرائف والنكات، لم تجتمع من قبل في خطبة لأحدهم، القذافي الذي كان مثار تندر العرب كافة، رآه البعض حكيمًا حين قارنوه بطبيب الفلاسفة، ترحم الملايين على مبارك، “الديكتاتور” العاقل، صحيح أنه كانت قدراته العقلية محدودة، لكن يكفينا أنه عاقل، لم يكن يهذي في خطاباته. وتذكر الجميع قول السياسي الخبير والمعتقل حاليًا “حازم أبو إسماعيل”، حينما تنبأ أن تصبح مصر أضحوكة العالم، ولم يعد الحديث في الصحف والفضائيات الإخبارية يتناول مصر بالسخرية من انقلاب عسكري بعد ثورة عظيمة، وتضييع حلم الملايين من الشباب. لم يعد الأمر مجرد سخرية مريرة من إعلام يروج أن أوباما إخوان، أو قضاء برأ مبارك وحبس الثوار، وحكم على فتيات بالسجن لحملهن بلالين صفراء، الحديث أصبح صراحة مصر دولة مجانين، نعم تلك العبارة كانت عنوانا أو فحوى لعشرات من المقالات في صحف العالم، هكذا وصفونا، واعترفت بهذا أذرع السفيه السيسي الإعلامية، الأمر أكبر من أن يخفيه أحد، الجنون ضرب مصر بالفعل، منذ أن استولى السفيه أبو فلاتر على حكمها. سارع السفيه السيسي إلى تدشين مبادرته (مصر 2030) بعد سخرية مريرة اجتاحت مواقع التواصل، على موعد التنمية الشاملة في 2063، أي بعد 47 عاما من الآن، أراد السفيه السيسي أن يُطمئن المصريين أن التنمية ربما يراها الأبناء وليس فقط الأحفاد، بينما الديمقراطية لن تأتي قبل 25 سنة من الآن، طبقا لحديثه مع مجلة جون أفريك الفرنسية، وبالطبع صاحب مشاريع “اللنض” الموفرة، وعربات الخضار، وتقطيع الرغيف أربع “تربع”، سيكون الحل العبقري لديه لمشاكل الاقتصاد هو “صبح على مصر بجنيه”، وهي جملة استوحاها من “سواقين التوكتوك” و”الكمسرية” في الأتوبيسات.