في الوقت الذي أقالت فيه رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي وزير وزير الدفاع بحكومتها على خلفية تسريبات تتعلق بالأمن القومي، ما يزال عبدالفتاح السيسي يراوح مكانه مستغلا خيانته للوطن وللرئيس مرسي رغم تخابره الواضح والذي اعترف به شخصيا بقوله لوزير الدفاع الأمريكي “الوقت انتهى” موضحا أنه حان وقت الانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي، كما كشفت نيويورك تايمز خيانته بالتخابر مع سفيرة الولايات المتحدى آن باترسون ضد إرادة الشعب المصري. ويليامسون وأقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم الأربعاء وزير الدفاع جافين وليامسون، قائلة إن تحقيقا أشار إلى مسؤوليته عن تسريب مناقشات في مجلس الأمن القومي التابع لها عن شركة هواوي الصينية للاتصالات. وقالت ماي في رسالة مكتوبة إلى وليامسون إن تحقيقا في التسريبات توصل إلى "أدلة دامغة تشير إلى مسؤوليتك عن الكشف غير المصرح به (عن المعلومات). لم يتم تحديد أي تفسير آخر ذي مصداقية لهذا التسريب". مضيفة أن “هذا أمر خطير للغاية”. وتابعت قائلة: “من الضروري أن تكون ثقتي مطلقة في أعضاء حكومتي ومجلس الأمن القومي. خطورة هذه المسألة وحدها، وتداعياتها على عمل مجلس الأمن القومي والمصلحة الوطنية للمملكة المتحدة، تبرر الخطوات الجادة التي اتخذناها، وتبرر ردا جادا على نحو مماثل”. ونفى وليامسون في وقت لاحق أن يكون له أي دور في تسريب المعلومات بشأن هواوي. إفشاء الأسرار وفي اريحية، كشف السيسي في 7 مايو 2014، في حوار مشترك بينه وبين لميس الحديدي وابراهيم عيسى، أنه أبلغ مسؤول كبير بالإدارة الامريكية لم يسمه أن “وقت الرئيس مرسي انتهى”! وكان الحوار كالتالي: “هو حضرتك عرفت امتي ان حكم مرسي قد انتهي و انه مش هيكمل فترته..سكت برهة من الوقت، و قال بنحنحته المعهودة في مارس..ثم قالت هل اطلعت احد علي هذا ..رد قائلا..اه لقد اخبرت احد المسئولين الامريكان الكبار بهذا و اخبرته انه خلاص قد انتهي حكم مرسي..”. لكن الأطرف أن أنصار السيسي سعداء أن “السيسي هيخرج بمصر من تحت الهيمنة الامريكية”!
الفيديو الأصلي الدقيقة 5:50
وأضاف السيسي في الجزء الثاني من مقابلة تلفزيونية أجرتها معه محطتا “سي بي سي” و”أون تي في” الخاصتين, أن مسؤولا أميركيا كبيرا التقى به في وزارة الدفاع وطلب منه تقديم “نصائح”. وتابع أنه أبلغ المسؤول الأميركي بأنه ليس لديه ما ينصح به, وأن “الوقت انتهى” للخروج من الأزمة التي كانت قائمة بين الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه. إلا أن وزير الدفاع السابق نفى أن يكون قد عبر عن هذا الموقف في إطار التآمر على الرئيس مرسي. السيسي يعترف وفي توقيت متزامن مع حواره قبل ما يسمى ب”رئاسة 2014″، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن تصريح عبد الفتاح السيسي خلال حواره الذي أذيع على قناتي “سي بي سي” و”أون تي في”، بأن “الولاياتالمتحدة سعت لتأجيل استيلاء الجيش على السلطة من الرئيس المنتخب في 3 يوليو الماضي” وانه كان علي اتصال بالسفيرة الأمريكية السابقة (آن باترسون) ، بأن ذلك “يعد أول تأكيد صريح معلن منه على أنه نسق مسألة استيلاء الجيش على الحكم مع مسئولين أمريكيين قبل التنفيذ بأيام وأنهم كانوا يعلمون”. وقالت “نيويورك تايمز” الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكى”باراك أوباما” كانت على علم بكل التطورات التى حدثت قبل الإطاحة بالرئيس “محمد مرسى” علي عكس ما أدعي أنصار السيسي من أنه لم يأخذ رأي أحد أو يطلع أحد علي ما فعله . وعلقت الصحيفة قائلة، إن تصريحات السيسي هي المرة الأولى التي يعترف فيها علنا بأنه ناقش التدخل العسكري أي الانقلاب مع مسئولين أمريكيين، قبل أيام من تحرك الجيش المصري. ووصفت الصحيفة الامريكية في تقرير بعنوان (U.S. Sought Delay of Morsi's Ouster, Egyptian Leader Says ) اعتراف السيسي بتنسيقه مع الأمريكان بأنه “خذلان من السيسي لأنصاره الذين اتهموا واشنطن بدعم جماعة الإخوان المسلمين” حيث نفي السيسي وأنصاره بعد الانقلاب أي تنسيق مع أي دولة أجنبية بما فيها أمريكا وشن أنصاره حملة علي أمريكا بدعوي مساندتها للإخوان دون أن يعلموا أن السيسي نسق الانقلاب مع الأمريكان . ونقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤول أمريكي بارز – امتنع عن ذكر اسمه بسبب البروتوكول الدبلوماسي – أن “واشنطن أدارت نقاشات مكثفة مع الحكومة والجيش والمعارضة المصرية” في الأيام التي سبقت تدخل الجيش الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو 2013، و “حاولت المساعدة في التوصل لحل للأزمة حتى لا تتطور وبدون عنف، لكن “أيا من الأطراف رفض التنازل” حسب المسئول. فيما قال مسئولون أمريكيون ومستشارون للرئيس محمد مرسي، الرئيس المصري المنتخب، إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حاولت وحتى الساعات الأخيرة التوصل لاتفاق مع مرسي كان يمكن أن يمنع انقلاب 3 يوليو الذي قاده وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي. ونقلت الصحيفة تصريح السيسي الذي قال فيه أن السفيرة الأمريكية بمصر وقتها آن باترسون طلبت منه تأجيل عزل مرسي ليوم أو يومين، إلا أنه رفض هذا الطلب ، ما ينفي الاتهامات التي وجهت من أنصار السيسي لواشنطن بأنها داعم لجماعة الإخوان المسلمين في مصر. وأضافت : “أن السيسي بدلا من أن يؤكد على وجهة نظر أنصاره اتجاه واشنطن، أعرب عن تقديره لوجهة نظر البعض هناك في واشنطن الذين وصفوا عزل مرسي ب”الانقلاب ، واكتفى بمناشدة مسئولي الولاياتالمتحدة بالنظر إلى مصر بعيون مصرية لا بعيون أمريكية ، متوقعا تحسن العلاقات بين البلدين بعد الانتخابات. وأبرزت تحذير السيسي للمسئولين الأمريكيين البارزين في بداية مارس من 2013 أنه يعتقد أن “عهد الإخوان المسلمين قد انتهى”، ما يعني أنه كان يرتب للانقلاب منذ فترة طويلة وقبل ثلاثة أشهر علي الاقل من القيام به .