لم يتصور نظام الانقلاب العسكري أن يكون صدى الحوار الذي أجراه مع قناة CBS الأمريكية لهذه الدرجة، التي جعلت ملايين المصريين، ينتظرون طوال الليل بث الحوار كاملا على القناة الأمريكية، عن طريق البحث عن القناة على “الدش” و”الفيس” والمواقع والقنوات الرافضة للانقلاب، حتى إن إدارة الانقلاب قامت بالإبلاغ عن الحوار من خلال كتائبها الإلكترونية، على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتم حذفه. وتوالت التعليقات بمجرد انتهاء الحوار كاملا على القناة الأمريكية، بعدما كشف كواليس اللقاء الكارثي، وكشفت عن أبعاد الانهيار التام لمفهوم الدولة ومؤسساتها وإداراتها في ظل انقلاب السيسي. خبراء وسياسيون وصفوا الحوار بأنه مؤشر على تآكلٍ مخيفٍ في الدبلوماسية والإعلام والسياسة والمعلومات؛ ما سمح باصطياد عبدالفتاح السيسي بهذه السهولة، وحشره في زاويةٍ ضيقةٍ جعلته يتصبّب عرقًا، فيما راح معاونه الوحيد، وظله الذي لا يفارقه، عباس كامل، مدير المخابرات العامة، يتخبّط يمينًا ويسارًا، في محاولة لمنع الفضيحة، من دون جدوى. 60 ألف معتقل وبدأ سكوت بيلي مقدم برنامج ” 60 دقيقة” على قناة CBS حواره بالسؤال عن المعتقلين: هل لديك فكرة عن عدد السجناء السياسيين الذين تحتجزهم؟ ليرد السيسي متفاجئا بالسؤال الذي صدمه: ليس لدينا سجناء سياسيون ولا سجناء رأي.. نحن نحارب المتطرفين الذين يفرضون أفكارهم على الناس. الآن هم يخضعون لمحاكمة عادلة. فحاصره “بيلي” بأرقام المنظمات الحقوقية الدولية قائلا: “منظمة هيومن رايتس ووتش تقول إن هناك 60 ألف سجين سياسي تحتجزهم اليوم بينما نحن نجلس هنا”، فرد السيسي: لا أعرف من أين حصلوا على هذا الرقم.. قلت إنه لا يوجد سجناء سياسيون في مصر.. وكلما كانت هناك أقلية تحاول فرض عقيدتها المتطرفة، علينا أن نتعامل معهم بغض النظر عن أرقامهم”! وواجه سكوت بيلي السيسي بخيانته للرئيس محمد مرسي وقمع جماعة الإخوان المسلمين وقال: كيف تعلق على ما فعلته في جماعة الإخوان المسلمين من قمع؟ *السيسي: الشعب المصري رفض مثل هذه الحكومة الدينية الصارمة.. من حق الشعب المصري أن يختار شكل الحكومة التي تعجبه. سكوت بيلي: هم أيضا يمثلون المعارضة السياسية الرئيسية لك. هل هذا هو السبب في حظرهم؟ * السيسي: لا، لا، لا. نحن نتعامل فقط مع الإسلاميين المتطرفين الذين يحملون السلاح ويدمرون الاقتصاد المصري. ديكتاتور عسكري سكوت بيلي: لقد تحدثت قبل هذا اللقاء إلى عدد من مواطني مصر الذين يرفضون حكمك؛ لأنهم يقولون إنك ديكتاتور عسكري. السيسي: لا أعرف مع من تحدثت. لكن 30 مليون مصري خرجوا إلى الشوارع لرفض النظام الحاكم في ذلك الوقت. كان لا بد من الاستجابة لإرادتهم. ثانيا: إن حفظ السلام بعد هذه الفترة كان يتطلب بعض التدابير لاستعادة الأمن. – سكوت بيلي: هل أعطيت أمرا بارتكاب مذبحة رابعة التي قتل فيها 800 شخص من أنصار الإخوان المسلمين؟ * السيسي: اسمح لي أن أطرح عليك سؤالاً. هل تتابع عن كثب الوضع في مصر؟ من أين تحصل على معلوماتك؟ كان هناك آلاف المسلحين في الاعتصام لأكثر من 40 يومًا. حاولنا تفريقهم بكل الوسائل السلمية. – سكوت بيلي: لكن منظمة هيومن رايتس ووتش أصدرت تقريرا، ربما تكون قد رأيته، عما وثقته في رابعة، وقالت في تقريرها إنه تم استخدام جرافات وأسلحة وقناصة في فض الاعتصام، وإن هناك مئات من المتظاهرين تم إطلاق الرصاص عليهم من قبل قوات الجيش والشرطة في الرأس والصدر والجسد.. هل كان هذا ضروريا لسلام واستقرار مصر؟ * السيسي: أنت تأخذ ما جاء في تقرير هيومن رايتس ووتش على أنه صحيح. وهذا ليس صحيحا. كان هناك أفراد من الشرطة يحاولون فتح ممرات سلمية لكي يعود الناس بأمان إلى منازلهم. – سكوت بيلي: حكومتك قالت إنه تم العثور على 12 قطعة سلاح فقط مع المعتصمين.. أنت رجل عسكري وتلقيت تعليمك في الجيش الأمريكي. هل ترى هذا الرقم مناسبا؟ * السيسي: لا أعرف كيف كان لديهم 15 أو 16 سلاحا فقط. أود أن أخبر الشعب الأمريكي بأن الوضع على الأرض كان يمكن أن يدمر الدولة المصرية. كلما كانت المواجهة المسلحة مع عدد كبير من الناس، من الصعب السيطرة على الوضع وتحديد من الذي قتلهم. التعاون مع الصهاينة وتحول سكوت بيلي لعلاقات السيسي مع الكيان الصهيوني وسأله: هل يمكنك القول بأن هذا الوقت يشهد أعمق تعاون بين مصر وإسرائيل؟ * السيسي: هذا صحيح. في بعض الأحيان تحتاج القوات الجوية المصرية العبور إلى الجانب الإسرائيلي. ولهذا السبب لدينا تنسيق واسع مع الإسرائيليين. – سكوت بيلي: يُقدر عدد الإرهابيين في سيناء بحوالي ألف شخص. تحصلون على أكثر من مليار دولار مساعدات عسكرية أمريكية كل عام، لماذا لم تقضوا عليهم؟ * السيسي: ولماذا لم تقض الولاياتالمتحدةالأمريكية على الإرهابيين في أفغانستان على مدار 17 عاما أنفقت خلالها تريليون دولار؟ – سكوت بيلي: لماذا يجب أن يستمر الأمريكيون في الاستثمار داخل مصر؟ * السيسي: إنهم يستثمرون في الأمن والاستقرار في المنطقة. الولاياتالمتحدة هي المسؤولة عن الأمن في جميع أنحاء العالم. يد ملطخة بالدماء سكوت بيلي: منتقدوك.. منتقدوك في الكونجرس الأمريكي، منتقدوك في الأممالمتحدة.. يقولون إنك تحتجز عشرات الآلاف من السجناء السياسيين. وإن مئات الأشخاص العُزَّل قُتلوا في شوارع القاهرة. يدّعون أن يديك ملطخة بالدماء.. ماذا تقول؟ * السيسي: نحن نتعامل مع الأصوليين والمتطرفين الذين تسببوا في أضرار لمصر وقتلوا الناس خلال السنوات الأخيرة.. لا أستطيع أن أطلب من المصريين أو الشرطة والمدنيين الذين سقطوا أن ينسوا حقوقهم. محاولة طمس الجريمة حاول نظام الانقلاب عبر التسريبات التي تم التصريح بها لبعض القنوات والصحف المناهضة للانقلاب، بأن سبب انزعاج السيسي والنظام من الحوار ليس الحديث عن علاقته بالكيان الصهيوني، ولكن نتيجة ظهور السيسي في الحوار بشكل غير جيد، وأنه لم يكن مستعدا لذلك الحوار الذي رآه نظام السيسي غير مناسب، فطالب بعدم بثه. وأكدت مصادر في حكومة الانقلاب أن حالة من الارتباك طالت قيادات في النظام وجهات سيادية عديدة، نظرا لاعتراف السيسي بالتعاون مع إسرائيل في سيناء؛ الأمر الذي يفرض محاكمة السيسي بتهمة الخيانة العظمى، لضرب استقلال الوطن الذي أقسم عليه في الدستور. وعلق الكاتب وائل قنديل على الحوار بأنه ليس من قبيل المصادفة خلال تواجد السيسي في أمريكا، بمناسبة الاجتماع السنوي للأمم المتحدة، بل تعود القصة إلى بداية العام 2018 وربما أواخر 2017 حيث كانت أطراف صهيونية حاضرة في الترتيب والتنسيق، الأمر الذي أوجد حماسًا لدي السيسي للموافقة على اللقاء. وأكد قنديل خلال مقاله اليوم بأن السيسي اعتبر الحوار فرصة هائلة لترويج لنفسه، شخصًا، يقوم بمهام إقليمية ترضي واشنطن وتل أبيب، وطرح نفسه أمام العالم على أنه الاختيار النموذجي لتنفيذ المطلوب من أجل إنجاز التسوية الشاملة في الشرق الأوسط، كما يريدها دونالد ترامب واللاعبون الأساسيون في الإقليم، فضلًا عن مداعبة مشاعر الأوروبيين بأنه الحارس الأمين، جنوب المتوسط، الذي يمنع عن أوروبا موجات الهجرة غير الشرعية والتطرّف والإرهاب. وبحسب المعلومات المتاحة، من مصادر على صلةٍ بما جرى، فإنه كان مقررًا أن يجرى اللقاء مع السيسي في قصر الاتحادية، قبل أن يتوجه إلى نيويورك، سبتمبر الماضي، على أن تشمل الحلقة ذهاب فريق العمل إلى سيناء لتصوير أوجه التعاون العسكري والاستخباراتي بين السيسي وإسرائيل، من خلال إجراء مقابلاتٍ سريعة مع مسؤولين ميدانيين، من الطرفين، غير أن الجانب المصري تباطأ في الموافقة، لاعتباراتٍ تتعلق بأمن فريق التصوير وسلامته، مع تفضيل أن توفر القاهرة المادة المطلوبة، بدلًا من المخاطرة بالتصوير في سيناء. وظل الأمر معلقًا، فيما بقيت اتصالاتٌ مع الاتحادية تدور لإتمام اللقاء، حتى اقترب موعد سفر السيسي إلى نيويورك، فقيل للمحطة الأمريكية إنه سيتم تخصيص وقتٍ على هامش الرحلة للتسجيل هناك، وهو ما جرى بالفعل، وخصوصًا حين لم يجد السيسي وفريقه إقبالًا من وسائل الإعلام الدولية على التصوير معه. محاولة إيقاف النتسجيل وأشار قنديل إلى السيسي حينما كان يتصبب عرقًا بين يدي المذيع داخل الاستوديو، فيما كان مدير المخابرات، عباس كامل، الذي لا يجيد الإنجليزية، مع مترجمةٍ مصرية، في الكونترول، ومع ارتباك الجنرال وتلعثمه تحت حصار الأسئلة، حاول عباس إيقاف التسجيل، من دون جدوى، فيما كانت المترجمة تحاول قدر الإمكان تحسين الردود الكارثية للسيسي عن الأسئلة، من خلال الترجمة. وكان قد طلب عباس كامل، الحصول على نسخةٍ من المقابلة، وهو ما رفضته إدارة البرنامج بشكل قاطع، وأغلب الظن أنها كانت محاولة يائسة وبائسة من الجانب المصري للذهاب إلى لعبة المونتاج، لتقديم السيسي للمشاهد المصري بالصورة التي يصنعها مدير مخابراته، وليس كما ظهر في الحقيقة. قناة CBS برنامج 60 دقيقة و الحوار مع رئيس الانقلاب العسكرى بالكامل مترجم #نساء_ضد_الانقلاب#السيسي_صهيوني_باعترافه#sisi60mins#lyingsisi#60mins#Egypt Gepostet von نساء ضد الانقلاب am Sonntag, 6. Januar 2019