دخلت الصحف الإسرائيلية على خط التعليق على الفضيحة التي لحقت قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي من خلال حواره مع قناة CBS ، ما أدى لانتشار التعليقات على وسائل الإعلام العبرية، خاصة بعدما اعترف قائد الانقلاب بإنه سمح لسلاح الجو الإسرائيلي بالتدخل ضد مقاتلي ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سيناء، مضيفًا أن التعاون المصري الإسرائيلي في أفضل حالاته خلال هذه الفترة. وقال موقع “كيكار هشابات” العبرية، إن “العلاقات بين تل أبيب والقاهرة طيبة جدًا في السنوات الأخيرة ومنذ صعود السيسي للحكم، إلا أن الأمر أخذ شكلاً علنيًا مع اعتراف الأخير به خلال لقائه بالشبكة الأمريكية”. وأضاف الموقع الإسرائيلي: “العلاقات بين البلدين أشبه بسر مفضوح، لكن هذه هي المرة الاولى التي يعترف فيها مسؤول مصري رسمي بالتعاون مع إسرائيل وتدخل الاخيرة ومشاركتها في الحرب ضد داعش بشبه جزيرة سيناء”، لافتا إلى أن “المقابلة التي أجراها السيسي لم تنشر بالكامل، وأثارت حالة من الجدل ويرى مراقبون أن القاهرة ترغب في منع بث المقابلة بشكل كامل، بسبب تصريحات أدلى بها السيسي تتعلق بحقوق الإنسان في بلاده”. سلاح الجو الإسرائيلي وتابع: “كما هو معروف، قبل عام تحدثت تقارير عن شن سلاح الجو الإسرائيلي هجمات في أراضي مصرية كجزء من المساعدات التي تقدمها إسرائيل للسيسي في حربه ضد داعش، وهي التقارير التي رفض التعقيب عليها كل من القاهرة وتل أبيب، على الرغم أن من أنها اعتمدت على العديد من المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين الذين كانوا مشاركين بهذا الملف الأمني”. فيما علقت صحيفة “يسرائيل هايوم” العبرية على تصريحات السيسي بأنها تأتي قبل اللقاء المتوقع أن يجرى بينه وبين وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شطاينتس بعد أسابيع، وذلك خلال حضورهما المنتدي الشرق أوسطي للتعاون في مجال الغاز الطبيعي. وأضافت أنه “من المتوقع أن يلتقي شطاينتس أيضا نظيره المصري محمد شاكر ومن بين الملفات المتوقع طرحها على مائدة اللقاء بين السيسي وشطاينتس مسألة النشاطات الإرهابية بسيناء وصفقات الغاز المحتملة بين الدولتين. أول مرة من جانبها، قالت صحيفة “يسرائيل ديفينس” الإسرائيلية، إنه “لأول مرة يؤكد السيسي ويعترف بوجود تعاون بين الجيش المصري وتل أبيب في الحرب ضد تنظيم داعش بشمال سيناء”. وأضافت أن “مقابلة السيسي وما احتوته من حديث عن المعتقلين السياسيين في البلاد لم تجد حظوة بعين السلطات في القاهرة، وتلقى الطاقم العامل بالشبكة الأمريكية طلبًا من السفارة المصرية في واشنطن بعدم البث، إلا أن الطلب قوبل بالرفض وسيتم بثها كاملة يوم الأحد المقبل”. وفيما قال موقع ” 20 آي إل” الإسرائيلي فى تقرير بعنوان: “السيسي أثنى على العلاقات مع إسرائيل وأراد إخفاء المقابلة”، إن السيسي تحدث عن تعاون بلاده الواسع مع تل أبيب، لكنه طالب في نفس الوقت بعدم إذاعة المقابلة التي قال فيها تلك التصريحات”. وأضاف: “في مقطع قصير من المقابلة تم بثه مؤخرًا، ظهر السيسي بوجه ملئ بالعرق وهو يرد على سؤال يتعلق بالسجناء السياسيين في بلاده، وقال أنه لا يوجد معتقلين من هذا النوع في مصر”. ونفى السيسي في المقابلة وجود سجناء سياسيين، وقال: “ليس لدينا سجناء سياسيين أو سجناء رأي. نحاول التصدي للمتطرفين الذين يفرضون أفكارهم على الناس. وحاليا يخضعون لمحاكمة عادلة. ذلك يمكن أن يستغرق سنوات، لكنه علينا الالتزام بالإجراءات القانونية”. 60 ألف سجين وعندما ذكّر محاوره بأن منظمة “هيومان رايتس واتش” تتحدث عن 60 ألف سجين سياسي في مصر، جدد السيسي نفيه. وأضاف: “لا أعرف من أين أخذوا هذا العدد، بصراحة… كما قلت ليس هناك سجناء سياسيين في مصر. وعندما توجد هناك أقلية تحاول فرض الفكر المتطرف على آخرين، علينا أن نتدخل مهما كان عددهم”. وأشارت القناة على موقعها إلى أن السفير المصري اتصل بها بعد قليل من تسجيل المقابلة وطلب عدم بث حديث السيسي، لكن CBS أكدت عزمها على بث الحوار الأحد المقبل، فيما لم يصدر حتى الآن أي تصريح رسمي عن القاهرة بهذا الصدد. وقالت ” CBS “، في تقرير لها، إنها أجرت الحوار مع السيسي أثناء زيارته لمدينة نيويورك أواخر سبتمبر الماضي، ولكنها فوجئت بعد وقت قصير من إجراء الحوار بإبلاغهم من قبل السفير المصري عدم رغبة الحكومة المصرية بإذاعته. لكن الشبكة الإخبارية، التي بثت مقتطفات من اللقاء المصور على موقعها الالكتروني وشاشتها، قررت إذاعة الحوار الأحد المقبل، تحت عنوان “المقابلة التي لا ترغب الحكومة المصرية في إذاعتها”. غير أن الشبكة لم تفسر في تقريرها أسباب التأخر لأكثر من ثلاثة أشهر في إذاعته.