رغم تواصل حملة مقاطعة الفاكهة تحت شعار “خليها تحمض”، والتي بدأت يوم السبت الماضي وتستمر حتى السبت المقبل، وذلك احتجاجًا على ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية، إلا أن أسعار الفاكهة شهدت ارتفاعًا يتناقض مع الهدف من الحملة، وهو إجبار التجار على خفض الأسعار خوفًا من تعفن الفاكهة وتعرضهم لخسائر كبيرة. وتصل أسعار الفاكهة في الأسواق الشعبية حاليا إلى مستويات مرتفعة، منها: الجوافة 15 جنيها، والعنب والمانجو والبرقوق والتين والكمثرى والموز 20 جنيهًا، والبلح 10 جنيهات، والتفاح الأحمر المستورد 40 جنيهًا، واللبناني 25 جنيهًا. ويعزو التجار ارتفاع الأسعار إلى عدة أسباب، منها إصابة الفاكهة بعدد من الأمراض كمرض العفن الهبابي، والذي أصاب مساحات كبيرة من شجر المانجو هذا العام، وهو ما قلل المعروض، أما السبب الثاني فهو فتح أسواق تصديرية جديدة، ما أدى إلى تراجع حجم المعروض وبالتالي زيادة الأسعار. ووفقا لخبراء في الزراعة وتجار، فإن السبب الثالث هو ارتفاع درجات الحرارة، ما أثر على إنتاجية معظم أنواع الفاكهة. أما السبب الرابع فهو ارتفاع أسعار الوقود، ما أدى إلى ارتفاع تكلفة النقل، والسبب الخامس هو ارتفاع تكاليف الإنتاج، لا سيما مع ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية، وكذلك تكاليف الري. والسبب السادس هو التوقيت حيث وصلت بعض الفواكه إلى نهاية موسمها مثل المانجو، ما يقلل المعروض ويرفع الأسعار طبقا لقاعدة العرض والطلب. انخفاض المعروض وقال يحيى السني، رئيس شعبة الخضروات والفاكهة في غرفة القاهرة التجارية، في تصريحات صحفية: إن ارتفاع أسعار الفاكهة يأتي لانخفاض المعروض بالسوق، فضلًا عن تلف بعض أصناف الفاكهة بسبب العوامل الجوية، وهو ما تتسبب في نقص المعروض من هذه الأصناف. وارتفعت أسعار الفاكهة خلال الفترة الأخيرة بين 30 إلى 40%، وهو ما أحدث اضطرابًا في الأسواق، وفق السني. وبحسب محسن الفيومي، تاجر جملة في سوق 6 أكتوبر، فإن كثيرا من أصناف الفاكهة في مرحلة نهاية الموسم “العروة” كالمانجو والموز والتفاح، وهو ما يرفع أسعارها. كما أرجع الفيومي زيادة أسعار الفاكهة إلى سوء الأحوال الجوية مؤخرًا وارتفاع درجات الحرارة، فضلًا عن ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات، وأيضا زيادة أسعار النقل. وبحسب نجيب قاسم، تاجر فاكهة في سوق العبور، فإن “طرح الفاكهة قليل خلال الموسم الحالي، والمحصول من قلته لا يكفي حتى لموسم كامل، والمزارع مبقاش معاه يكمل”. بينما يبلغ سعر المانجو في أسواق التجزئة بين 30 إلى 45 جنيهًا، وسعر العنب الأحمر والتين والجوافة 15 جنيهًا، وسعر العنب الأخضر والكمثرى 20 جنيهًا للكيلو الواحد، وسعر الرمان 15 جنيهًا، بحسب عبد اللطيف محمد، تاجر تجزئة. هل تنجح حملة “خليها تحمض”؟ فكرة المقاطعة بشعارها “خليها تحمض” جاءت على صفحة الدكتور علي ناصف، أستاذ الجراحة بطب الإسكندرية، عبر “فيسبوك”، عقب شكوى مريضة تعاني من فقر الدم؛ حيث نصح الطبيب مريضته بالإكثار من تناول الفاكهة، كان ردها: “يا دكتور حال تنفيذ نصيحتك، سأحتاج إلى 2 كيلو تفاح ب70 جنيها، و2 مانجو ب50، وكيلو ونصف عنب ب40، وكيلو كمثرى ب30، يعني محتاجة 200 جنيه فاكهة كل يوم، خليني بالأنيميا أحسن”. عندها لم يكن أمام الدكتور سوى كتابة مجموعة من الفيتامينات تكفيها لمدة أسبوعين ولا يتعدى سعرها 90 جنيها. الدكتور كتب على “فيسبوك”: “علشان كده في حملة منظمة لمقاطعة الفاكهة لمجابهة جشع التجار، خلي الفاكهة تعفن عندهم في الوكالة”، مضيفا أن “المظلوم في الموضوع ده كله اتنين: أولهم المزارع اللي الحاجة بتطلع من أرضه بربع تمنها في السوق، والثاني المستهلك اللي عايز 100 جنيه علشان يجيب نوعين فاكهة يروح بيهم للعيال وهو راجع من شغله”. وحول جدوى الحملة والقدرة على نجاحها في تخفيض أسعار الفاكهة، يرى مواطنون أنها لن تأتي بالأثر المطلوب، معللين ذلك بأن فئة كبيرة من الشعب تقع تحت خط الفقر، وبالتالي هم مقاطعون رغما عنهم لمعظم أنواع الفاكهة باستثناء الجوافة والبلح، بينما من يؤثر في نجاح الحملة هم أصحاب الدخول المرتفعة. ويتوقع سيد حنفي، أحد المتعاملين في السوق، فشل الحملة حتى لو استمرت 7 سنوات وليس 7 أيام، على حد قوله، مرجعا سبب رفع الأسعار إلى ازدياد الكميات المصدرة من الفاكهة (درجة أولى) ودخول الدرجة الثانية على خطوط شركات العصائر.