لم تكد تمر أيام على واقعة قيام أب بإلقاء نجلية من أعلى الكوبري العلوي بفارسكور ، حتى أقدمت ربة منزل بإلقاء طفليها داخل ترعة البحر اليوسفي بعزبة الشيخ عيسى التابعة لقرية صفط الخمار بمركز المنيا. كان إخطار يفيد قيام سيدة تدعى "الشيماء-ص-ع" 24 عامًا بإلقاء طفليها كل من: "محمد ر-ض" 5 سنوات، وهاني 6 أشهر، داخل البحر اليوسفي. بالانتقال لمعاينة مكان الواقعة،تم إنقاذ الطفل الأول "الرضيع" قبل غرقه، فيما انتشلت قوات الإنقاذ النهري شقيقه جثة هامدة. أفادت التحريات الأولية بأن هناك خلافات عائلية بين ربة منزل وزوجها ويدعى "رجب-ض" 33 عامًا، وأنها دائمة الشكوى من معاملته السيئة، حيث يرفض أن تذهب لزيارة أسرتها. طفلا ميت سلسيل يأتي ذلك بعد أيام من تنفيذ والد طفلين أيضا لجريمة بشعة،بعد أن تجرد من كل معاني الإنسانية والرحمة وقتل طفليه "ريان ومحمد" بإلقائها أحياء من أعلى الكوبري العلوي بفارسكور.. وعثر أهالي المدينة في أول أيام العيد على جثة الطفلين أسفل الكوبري، ونقلتا لمشرحة مستشفى فارسكور. ووفقا لأقوال الأب محمود نظمي، انه كان قد اصطحب الطفلين ريان ومحمد في نزهة لارتياد الملاهي بميت سلسيل وقام أحد الأشخاص بالتحدث إليه وصرف انتباهه عن طفليه بحجة أنه صديق دراسة وبعد انصراف الشخص عاد فلم يجد طفليه على الأرجوحة وتبين كذب ذلك فيما بعد وفي رابع أيام العيد، ألقت قوات الأمن القبض على والد الطفلين ويدعى محمود نظمي، ليعترف بقتل طفليه بادعاءات مختلفة منها أنه "قتلهم خوفا على حياتهما ..علشان ميتعذبوش فى الدنيا ويدخلوا الجنة". منصات التواصل الشيخ محمود مصطفى –إمام وخطيب مسجد الرحمن الرحيم من علماء الأزهر الشريف، ترجع هذه الجرائم الى بعد الناس عن الله عزوجل . وقال في تصريحات صحفية، الإنسان يشعر بأنه مراقب من الله وبالتالى يخشى أن يقوم بشئ يعصيه فيه ،وحتى إذا كان فى عزلة فإنة يتوخى الحذر من القيام بالمعاصى. وعن قضايا قتل النفس أو الانتحار ، أكد "مصطفى" ،ان انتشار منصات التواصل الإجتماعى ،وغياب الوعى الدينى وارتفاع وتيرة العمل وتردى الوضع الاقتصادى فى البلاد،قد يكون من الأسباب الرئيسة للقتل حتى ولو كان فى منظورهم بانة "قتل رحيم" لحمايتهم! اضطراب نفسي بينما أرجع الدكتور أحمد فوزي استشار علم النفس بجامعة عين شمس، ظاهرة الانتحار إلى الاضطراب النفسي، الذي يأخذ صورًا متعددة أبرزها اضطراب الشخصية، الذي يصبح فيها المريض أكثر اندفاعية، وغير قادر على المعيشة وكاره للحياة بصورة كبيرة. وأشار فوزي في تصريحات له إلى أن ما يقرب من 34% من المصريين يعانون من الاضطراب النفسي، 15% منهم يخططون للانتحار، موضحا أن الاكتئاب أحد أسباب تلك الظاهرة، وحدد مسببات الانتحار الأخرى في بعض المسائل منها، سقوط الرمز الديني، وعدم وجود جهات خاصة بالنشر الصحيح للدين، بالإضافة إلى ما تعرض له المصريون من انتكاسة عقب فشل تحقيق الثورة أهدافها، إضافة إلى انتشار تعاطي المواد المخدرة وزيادة معدلات البطالة وغياب العدالة الاجتماعية وما إلى غير ذلك. الإهمال بدوره، أكد أستاذ علم النفس بجامعة الإسكندرية محمد زويل في حديث له أن قضايا مثل العنف المنزلي والزواج المبكر والبطالة والتربية الخاطئة وعدم القدرة على تحمل المسؤولية، تسهم في انتشار ظاهرة القتل والانتحار، مشددًا على أن أصحاب محاولات الانتحار "مرضى نفسيون أهملت الأسرة والمجتمع رعايتهم". وقالت الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن هناك عوامل كثيرة ومتشابكة تجعل الفرد يُقدم على قتل أَحَبّ وأقرب الناس إليه، أهمها الجانب النفسى، وهو يرتبط بالعلاقات الاجتماعية فى محيط الأسرة، وهذا الجانب افتقدناه مؤخرا بسبب سعى رب الأسرة الدائم وراء توفير المال بالعمل طوال اليوم، على حساب أفراد أسرته، الذين يفتقدون الحميمية مع الأب والأم والأشقاء أو ما بين الزوج والزوجة. الحالة الاجتماعية وأوضح الدكتور أمجد سامي، استشاري الطب النفسي، أن الأسباب الاجتماعية للانتحار في مصر تأتي في المرتبة الأولى، متنوعة ما بين خلافات ونزاعات أسرية، وشجارات ونزاعات زوجية، ويرتبط الكثير منها بالشعور بالضيق لأسباب مالية وقال إن الأسباب المالية المباشرة تعد السبب الثاني والأهم في زيادة حالات الانتحار ، في ظل تدني الرواتب، وتراجع فرص العمل، والارتفاع اليومي في أسعار السلع والخدمات، مما أصاب المواطن بالاكتئاب والاضطراب النفسي. الضغوط والفقر ويقول الدكتور إبراهيم عز الدين، أستاذ علم النفس والاجتماع بجامعة أكتوبر، إن هناك عدة أسباب رئيسية في زيادة الجرائم الأسرية، في الفترة الأخيرة، منها ضعف العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة، وضعف الإيمان بالله والوازع الدينى، والاختلال العقلي والنفسي والضغوط الاجتماعية والنفسية والظروف الاقتصادية وأبرزها الفقر.