في الوقت الذي تعلن فيه الدول الأوروبية وعدد من الدول الإسلامية والشعوب العربية دعمها لتركيا، خلال الحرب التي تشنها عليها إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ما أدى لانهيار الليرة التركية، أبدت بعض دول الخليج وسلطات الانقلاب في مصر، شماتة غير عادية، وصلت لحد الإعلان عن دعم الحلف الصهيو أمريكي في وجه تركيا، والعمل على مساعدة واشنطن في حربها المستعرة للانقلاب الاقتصادي على تركيا بعد فشل الانقلاب العسكري والسياسي. وأول من أعلن شماتته تجاه الأزمة التي تمر بها تركيا في مواجهة الحرب الأمريكية، مسئولو الانقلاب العسكري ومنظروه في مصر على صفحات جرائد ومواقع الانقلاب، حيث أعلنوا انضمامهم للحرب الأمريكية، واعتبروا أن الوقت يمثل فرصة ذهبية لإسقاط الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. الشامتون في حلف ترامب وعلق وزير الخارجية القطري السابق، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، على الشامتين في الوضع الاقتصادي التركي، لا سيما بعد تدهور الليرة إلى مستوى قياسي، في وقت تتحدث فيه الحكومة التركية عن تحركها لتجاوز الوضع الحالي. وقال في تغريدات نشرها آل ثاني، على حسابه الرسمي في موقع تويتر، "على الشامتين بالوضع الاقتصادي في تركيا، أن يتذكروا أن وضع دولهم أسوأ وأعني عالمنا العربي، للأسف إننا نعلق على الأحداث ولسنا طرفاً في خلقها. انظروا الى المعارضة التركية التي انضمت تحت لواء الحكومة المنتخبة رغم الخلافات للمساعدة في تجاوز الوضع الحالي". ورأى آل ثاني أن تركيا قادرة على تجاوز أزمتها الحالية، قائلاً: "أنا متأكد أن تركيا ستخرج من هذا الوضع بقوة، قد يأخذ وقتاً ولكن هناك إرادة وعملاً. قد لا أتفق مع بعض سياسات تركيا ولكن تركيا المسلمة القريبة لنا لا تستحق منا هذا العداء غير المبرر ولمصلحة من، لم أر بعض دولنا تشمت في من ناصبهم العداء واغتصب حقوقهم وأراضيهم". وأبدى دهشته من العالم العربي، وذكر بحكام الأندلس عندما كانوا يستعينون بالإسبان ضد بعضهم وتعلمون ماذا كانت النهاية. تذكروا أن تركيا عضو مهم لحلف الناتو وشريك مهم لأمريكا وأوروبا وسيجدون طريقة لحل هذه الأزمة ولكن بشكل مشرف لتركيا ومن راهن على سقوطها سوف يخسر الرهان". ولم يسمِّ الوزير القطري السابق أطرافاً بعينها عندما تحدث عن الشماتة بالوضع الاقتصادي التركي الحالي، لكن وسائل إعلام قريبة من حكومة الانقلاب ركزت بشكل كبير خلال الأسبوع الفائت على تدني قيمة الليرة التركية، واعتبرت بعضها أن الاقتصاد التركي في حالة انهيار، وأنه في مهب الريح. إعلام الأكاذيب وبرز في تغطية وسائل إعلام مصرية وإماراتية وسعودية أيضاً لأخبار الاقتصاد التركي، هجوم واسع على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووضعت وسيلة إعلام مصرية عنوان خبر لها يقول: "فيديو.. انهيار الليرة التركية وانتفاضة الأتراك ضد أردوغان"، وادعت خروج الأتراك في "جمعة غضب" ضد الحكومة. وقالت وسيلة إعلام إماراتية أخرى، إن الليرة التركية مربوطة بلسان أردوغان، مشيرةً أن الليرة تفقد قيمتها بعد التصريحات التي يدلي بها أردوغان، كما عنونت خبراً آخر قالت فيه: "يوم أسود لليرة التركية.. بأفعال ترامب وأقوال أردوغان". في حين علق نائب رئيس شرطة دبي، ضاحي خلفان، على تراجع قيمة الليرة التركية، وكتب في تغريدة على حسابه في موقع تويتر: "الجنيه المصري يرتفع.. الليرة التركية تهبط.. هنا السيسي وهناك أردوغان.. القادم في مصر أجمل". وكتب خلفان في تغريدة أخرى: "سنوات وهم يصدعون رؤوسنا بقوة اقتصاد تركيا وإنجازات أردوغان العظيمة. وبمجرد تغريدة واحدة من ترامب.. خرج أردوغان يطلب من الناس بيع ذهبهم والتخلي عن "تحويشة العمر" لإنقاذ اقتصاد تركيا من السقوط. أي عملة هذه وأي اقتصاد هذا الذي يوشك على السقوط بسبب تغريدة على التويتر". الليرة التركية من جانبه، كتب الأكاديمي الإماراتي القريب من السلطة، عبد الخالق عبد الله على حسابه في تويتر: "يبدو أنه في ورطه لم يحسب لها حساباً ويناجي ربه الذي هو رب الجميع لكن يبدو أنه حتى الله قد تخلى عنه". وخسرت الليرة التركية أكثر من 16% من قيمتها لتسجل تراجعاً قياسياً جديداً مقابل الدولار فيما تتصاعد التوترات بين أنقرةوواشنطن بسبب عدد من القضايا بينها وضع أنقرة القس الأمريكي، أندرو برانسون، تحت الإقامة الجبرية، لكونه يواجه اتهامات بينها تعامله مع منظمة فتح الله جولن المتورط في عملية الانقلاب الفاشل التي حصلت في يوليو 2016، وهو ما ينفيه القس. يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن يوم الجمعة الماضي مضاعفة الرسوم على الألمنيوم والفولاذ المستوردين من تركيا، ما أدى إلى تراجع سعر الليرة أمام الدولار. ثلاثة أسباب وقال محمد النجار، رئيس قسم التحليل الفني بشركة المروة للسمسرة، في تصريح إعلامي، إن البورصة تراجعت لثلاثة أسباب رئيسية، السبب الأول حالة الترقب والحذر بين المستثمرين، نتيجة الخلاف الأمريكي التركي وانعكاسها على الأسواق المالية. والسبب الثاني تراجع العملات الأجنبية مقابل الدولار. والسبب الثالث ترقب المستثمرين لقرار البنك المركزي بشأن سعر الفائدة نهاية الأسبوع الجاري. وخلال نهاية الأسبوع الماضي، تراجعت معظم العملات الأجنبية أمام الدولار، نتيجة الأزمة التركية الأمريكية. حرب تجارية وبالرغم الخلاف الألماني التركي، فإن وزير الاقتصاد والطاقة الألماني بيتر ألتماير، قال إن تركيا بالنسبة لأوروبا تعني الأمن والموثوقية، مشيراً إلى أن بلاده تعمل مع أنقرة في موضوع الهجرة «بشكل عظيم». وأضاف ألتماير، في حوار مع صحيفة «بيلت أم زونتاج»، أن بلاده ترغب في تطوير علاقاتها الاقتصادية مع تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي يبلغ عدد سكانها 81 مليون نسمة. ولفت الوزير إلى أنه مسئول عن مصالح أكثر من 7 آلاف شركة ألمانية تعمل في تركيا. وأشار إلى الزيارة التي من المزمع أن يجريها إلى تركيا رفقة وفد موسع في أكتوبر المقبل، والتي سيلتقي خلالها وزيرَي الاقتصاد والطاقة. وحذر من أن الرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات التركية والصينية "يمكنها أن تضر بالاقتصاد العالمي". وأضاف: "هذه حرب تجارية تقلل من النمو الاقتصادي وتهدمه، وتخلق عدم الثقة". وتابع ألتماير: "أظهر التاريخ أن الحروب التجارية تضر بشكل خاص بالمستهلكين؛ لأنها تتسبب في ارتفاع أسعار السلع". وأكد أنه "نحن بحاجة إلى تجارة عالمية ذات رسوم منخفضة، وحمائية أقل، وأسواق مفتوحة".