باستشهاد المعتقل الشاب "أحمد عبد الله محمد عبد الله" من أبو كبير بمحافظة الشرقية، داخل محبسه بسجن طره، بعد عام ونصف من الحبس بقضية أمن دولة عليا، بعد التضييق عليه وحرمانه من أبسط حقوقه، يعيد فتح قوس مئات لقوا حتفهم نتيجة الإهمال الطبي والرعاية الصحية المنعدمة داخل السجون المصرية، فيما لا تزال ملابسات وفاتهم طي الكتمان دون تحقيق جدي فيها أو محاسبة المسئول عنها. ولكن استهداف الشباب ممن ترعرع على الحرية جزء من القتل الممنهج، في ظل عدم المُحاسبة المُتبعة من قبل القائمين على إدارة الجهاز الأمني الانقلابي. حبس احتياطي ومع توسع الانقلاب في الحبس الاحتياطي، كان الشاب أحمد عبد الله محمد عبد الله داخل محبسه بسجن طره، بعد عام ونصف من الحبس الاحتياطي بقضية أمن دولة عليا، ولشهيد الحرية المحروم من زيارة أهله منذ أكتوبر 2017 أثر بين أبناء قريته "المشاعلة" بمركز أبو كبير، فكان على خلق، وكان معروفًا بين أبناء قريته بمحافظة الشرقية. وفي محاولات القمع وتدمير الشباب، أضافته سلطات الانقلاب لقضية قوائم الإرهاب 316 لسنة 2017 حصر تحقيق. وتعرض الشهيد لشهرين من الإخفاء القسري، منذ 11/1/2017، حيث تم تعذيبه والتنكيل به بشكل ممنهج للاعتراف باتهامات وجرائم لا صلة له بها، ليظهر بنيابة التجمع الخامس على ذمة القضية السابقة، ومنذ اعتقاله وحتى تاريخ استشهاده، أمس الخميس ، لم يسمح لأى من أفراد أسرته بزيارته. وتم منع الزيارة عنه ليتم إبلاغ أسرته من سجن طره بوفاته دون معرفة أي ملابسات، وتطالب أسرة الشهيد المنظمات الحقوقية بسرعة فتح تحقيق موسع حتى يتم محاسبة المسئولين. حالة مهند وبات اسم "مهند إيهاب" محفورا في الذاكرة، عند استشهاده في سجون الانقلاب بالإهمال الطبي المتعمد، ففي 3 أكتوبر 2016، توفي الشاب "مهند إيهاب" بعد صراع مع مرض السرطان في الدم الذي أصيب به نتيجة للإهمال الطبي في سجن برج العرب. و"مهند إيهاب" شاب مصري يبلغ من العمر 18 عاما، اعتقل للمرة الأولى بعد مذبحة فض ميدان رابعة العدوية عام 2013، وخرج بعد عدة أيام بسبب حداثة سنه. وفي 2014 قبض عليه للمرة الثانية، واتهمته النيابة بقتل 15 جنديا وخطف مدرعتين، وبقي في "الأحداث" لمدة 3 أشهر خرج بعدها على ذمة القضية، ليعتقل للمرة الثالثة في يناير الماضي في سجن برج العرب بالإسكندرية، وهناك أصيب بمرض سرطان الدم. وأدى تعنت إدارة سجن برج العرب في علاج مهند إلى تدهور حالته بشكل كبير، قبل الإفراج عنه في أغسطس قبل الماضي، ليسافر بعدها إلى نيويورك لتلقي العلاج الكيماوي، لكن الأطباء أخبروه أن الحالة متأخرة، وأن جلسات العلاج لن تؤدي إلى نتيجة. برج العرب حوادث الإهمال الطبي في سجون العقرب وبرج العرب وطره وجمصة لم تقف عند حالة مهند إيهاب، فلحق الطالب كريم مدحت بسيوني (17 سنة) بمهند بعدما توفي بعد دخوله في غيبوبة امتدت أسبوعا، وتدهورت حالته الصحية نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجن برج العرب في الإسكندرية، وتعنتها في نقله للمستشفى لتلقي العلاج رغم تدهور حالته بشكل ملحوظ. وألقت مليشيات الأمن القبض على كريم في ديسمبر 2014، وأودعته سجن برج العرب، على ذمة قضية عسكرية. وتوفي كريم في الأسبوع نفسه الذي لقي فيه المعتقل ياسر القاضي مصرعه في سجن أسيوط، بعد معاناته من الإهمال الطبي، وتعنت إدارة السجن في علاجه. سجن عتاقة وقتل في 15 يناير 2016، الشاب أحمد خلف، إبان اعتقاله في سجن "عتاقة" في السويس، نتيجة القتل الطبي المتعمد، بعد فترة اعتقال دامت عامين. وقال مقربون من الضحية، إن خلف تعرض للإهمال الطبي المتواصل منذ عام ونصف داخل سجنه، ثمّ تعرض لوعكة صحية شديدة لثلاثة أيام، ونقلته إدارة السجن إلى العناية المركزة بمستشفى السويس العام، لكن لم تفلح محاولات إنقاذه وتوفي داخل المستشفى. وقالت أسرة الضحية إن إدارة السجن تركته ينزف لفترة طويلة، دون أي اهتمام مما أدى إلى تدهور حالته الصحية. تنويه دولي وقالت منظمة هيومن رايتس مونيتور، إن اثنين من المحبوسين على خلفية سياسية في مصر لقيا حتفهما في محبسهما جراء "الإهمال الطبي المتعنت"، وأشارت المنظمة إلى إنه "في صباح 1 نوفمبر الماضي، وبسبب الإهمال الطبي داخل السجون المصرية لقي الشاب عمرو سعيد عبد المجيد الباسل، البالغ من العمر 33 عامًا حتفه داخل مقر احتجازه بسجن القناطر بعد احتجازه بغرفة منعزلة بسجن القناطر وإصابته بنوبة صرع نتيجة الإهمال الطبي، ومنع الدواء مما أدى لوفاته". ويبقى شباب مصر عرضة لمقصلة الإهمال الطبي والتعذيب بالسجون من أجل إزهاق ثورة يناير التي لم تكمل مسارها حتى الآن، إلا أن تلك الدماء الذكية لن تذهب دون قصاص ولا حساب.