"إنهم يحلمون بسقوط أردوغان في الانتخابات"، هكذا رصد مراقبون طبول الأحلام التي يقرعها شياطين النظام الدولي الذي تقوده واشنطن ومن خلفها دول عربية وخليجية ومعهم ربيبتهم "إسرائيل"، دول عربية تُعتبر من أعداء تركيا، وعداؤها ينطلق من كون الحكومة التركية يتولَّى قيادتها حزب ذو مرجعية إسلامية، خاصة وأنه يتبنَّى رعاية الفارّين من جحيم سجون الديكتاتوريين العرب، وعلى رأسهم السيسي وبشار ومحمد بن سلمان وأبناء زايد في الإمارات. وتنتظر تركيا انتخابات رئاسية في 24 يونيو المقبل، وسط ترقب الأعداء قبل الأصدقاء لهذه الانتخابات، حيث ينتظر عدد من الشياطين في المنطقة سقوط "أردوغان"؛ باعتباره الراعي لمطاريد ثورات الربيع العربي منذ سنوات خاصة من مصر وتونس وليبيا فضلاً عن رموز المعارضة بدول أخرى مثل الإمارات. وتواجه تركيا عدة خصوم وأعداء، يحاولون إيقاف تقدمها وانطلاقتها، ويسعون لوضع العقبات والعراقيل في طريقها، بل وإسقاط الرئيس والحكومة إنْ تطلّب الأمر، كما حصل في محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة التي مولتها الإمارات، تماما كما مولت الانقلاب العسكري في مصر. شيطان 30 يونيو ويخوص الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" انتخابات الرئاسة في 24 يونيو المقبل، وسط توقعات بالفوز بأغلبية ساحقة؛ لعدة أسباب منها الاقتصاد القوي ، والتأثير الإقليمي ، وقدرة النظام على حماية الحدود من الحرب القائمة في سوريا. ومنذ أن استولى السفيه عبد الفتاح السيسي على مقاليد السلطة، منتصف 2014، عكف على استكمال الصراع الوجودي مع جماعة "الإخوان المسلمين"، والجهات الداعمة لها، وفي مقدمتها رئيس وزراء تركيا "أردوغان"، وكان الهدف الرئيسي هو إزاحة "أردوغان" عن الحكم نهائيًا. وكان لأبناء زايد وفي مقدمتهم "محمد بن زايد" دور بارز في المضايقات السياسية ضد تركيا وتتهمها بدعم الإرهاب، وندَّد الرئيس التركي في ديسمبر الماضي، بما اعتبره "إساءة" للشعب التركي ولشخصه، من قبل وزير الخارجية الإماراتي "عبد الله بن زايد آل نهيان"، داعياً إياه إلى أن "يلتزم حدوده عندما يتكلم عن تاريخ الشعب التركي". وقال "أردوغان" مخاطباً "ابن زايد"، حينها: "عليك أن تعرف حدودك، فأنت لم تعرف بعد الشعب التركي، ولم تعرف أردوغان أيضاً .. أما أجداد أردوغان فلم تعرفهم أبداً". وأضاف: "نقول لمن يتهموننا ويتهمون أجدادنا – الزموا حدودكم – فنحن نعلم جيداً كل ما تخططون له .. تاريخنا تم تسطيره بملاحم تاريخية وأمجاد عظيمة والآن يأتينا من يتهم الدولة العثمانية ويحاول إهانة تاريخها". أصابع الغل الدكتور "عبد الله الأشعل"، السفير السابق وأستاذ القانون الدولي، قال في تصريح صحفي: "تأتي أمريكا في مقدمة هؤلاء الأعداء، فأمريكا لا تريد أن ترى رئيساً أو حكومة إسلامية خارجة عن وصايتها". وأشار إلى أن أمريكا يقلقها ويزعجها أن ترى رئيساً أو قائداً يطالب بحقوق المسلمين، كما فعل الرئيس "أردوغان" بمطالبته بأن يكون للمسلمين مقعد دائم في مجلس الأمن، ومطالبته بأن لا تتحكم الدول الخمس – التي تملك حق الفيتو – بمصير العالم. وتابع: "لذلك كانت أصابع الاتهام تتجه إلى أمريكا في التخطيط والتدبير لمحاولة الانقلاب الأخيرة في تركيا، وهو ما لمّح به بعض القيادات التركية دون تصريح. أضف إلى أمريكا دولاً أوروبية تُناصب تركيا العداء، ولعل بعض هذا العداء يأتي من أحقاد تاريخية قديمة، ناتجة عن سيطرة تركيا على أراضٍ شاسعة من القارة الأوروبية إبّان الحكم العثماني، وبعض الأوروبيين يعتقد أن تركيا هي "حصان طروادة" الذي سيُمكّن المسلمين من اقتحام أوروبا، ولذلك تجد كثيراً منهم يُعارض وبشدة دخول تركيا في الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتهم "فرنسا والنمسا". غزة سيف أردوغان الكيان الصهيوني هو العدو الثالث لتركيا، فالحكومة التركية هي الوحيدة من بين الدول العربية والإسلامية التي استطاعت أن تُجبر الصهاينة على تقديم الاعتذار، بعد حادثة الاعتداء على "أسطول الحرية" واستشهاد مجموعة من الأتراك. والرئيس "أردوغان" هو الذي وقف في وجه "بيريز" في مؤتمر "دافوس" ووجَّه له نقداً مباشراً على الجرائم التي ترتكبها حكومته ضد الشعب الفلسطيني في غزة. وتركيا من أكثر الدول الإسلامية المطالبة برفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، والاتفاق الأخير مع "إسرائيل" ألزم الصهاينة بالسماح بإدخال مساعدات إنسانية ومواد أساسية لقطاع غزة. أضف إلى كيان العدو الصهيوني الكيان الموازي والذي يقوده "فتح الله جولن" هو أحد أعداء "أردوغان"؛ حيث تدور حرب معلنة بين الجانبين داخل وخارج تركيا، وازدادت ضراوتها بعد محاولة الانقلاب الفاشل على "أردوغان" 15 يوليو 2016. وبعد جولن يأتي حزب "العمال" الكردستاني (PKK) هو العدو الداخلي، وهم جماعة كردية يسارية مسلحة، وهي مصنفة عالمياً كمنظمة إرهابية، وتهدف إلى إنشاء دولة كردية مستقلة عن تركيا، وتستخدم العمليات العسكرية والمسلحة لتحقيق مطالبها، وقد وقفت هذه المنظمة وراء العديد من التفجيرات التي وقعت بين صفوف المدنيين في تركيا. وتستعد تركيا لخوض الانتخابات المقبلة المزمع عقدها في 24 يونيو المقبل، في ظل منافسة بين 7 مرشحين للرئاسة التركية وهم: الرئيس الحالي "رجب طيب أردوغان" مرشحاً مشتركاً لتحالف "الشعب"، والنائب "محرم إينجة" عن حزب "الشعب الجمهوري"، و"دوغو بارينجاك" عن حزب "الوطن"، و"مرال أقشنر" عن حزب "الجيد"، و"تمل قره ملا أوغلو" عن حزب "السعادة"، و"نجدت أوز" عن حزب "العدالة"، و"صلاح الدين دميرطاش" عن حزب "الشعوب الديمقراطي". وتوقّعت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، فوز الرئيس "أردوغان" بانتخابات 24 يونيو ب "أغلبية ساحقة"، حيث قالت في خبر تصدَّر صفحتها الأولى، قالت فيه: إن حزب "العدالة والتنمية" استطاع المساهمة في نمو الاقتصاد التركي 3 أضعاف خلال 16 عاماً من حكمه. وذكرت الصحيفة، أن "أردوغان" يقود تركيا منذ 15 عاماً، وأن الاقتصاد التركي يحقق نمواً متزايداً بمرور الوقت، وأن تركيا تتمتع بسياسة مستقرة وديمقراطية متنامية، مضيفةً: "لا شك في أن أردوغان سيفوز بالانتخابات بأغلبية ساحقة".