حالة من الصخب والجدل، افتعلها نظام عبد الفتاح السيسي، بعد أمطار الأسبوع الماضي التي كشفت عن انهيار البنية التحتية لمشروعات النظام الوهمية، حتى أن أمطار متوسطة أغرقت منطقة بحجم وإمكانات التجمع الخامس الذي يقطن فيه نجوم المجتمع المصري من مشاهير ونجوم فن ولاعبي كرة القدم وسفراء. وفي الوقت الذي امتلأت شبكات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا بالسخرية من انهيار البنية التحتية ومشروعات السيسي تحت أقدام بضع أمتار من الأمطار التي سقطت على محافظتي القاهرة والجيزة، تلقف النظام هذه الحالة، وعمل على تزكيتها، وإشعال النيران فيها أكثر، حتى أنه اعترف بفشل هذه البنية، وبدأ في الحديث عن إمكانات الحلول لها لمواجهة مثل هذه الكوارث. كبش الفداء وعلى طريقة نظام السيسي من خلال تجارب الشعب المصري لألاعيبه على مدار خمس سنوات ماضية، وبالرغم من توقع البعض أن يكون هناك كبش فداء أو سيناريو لاستغلال هذا الحدث في تصفية الحساب مع بعض الشخصيات التي لا يرضى عنها النظام، أو تعيين قيادات عسكرية جديدة لاستكمال سيناريو الهيمنة على مفاصل الدولة كلها، إلا أن النظام وبعقلية فيلم "لصوص لكن ظرفاء" قام بما هو أقوى، حينما تعاقد على جهاز رصد "ردار" الأمطار، بقيمة مليون جنيه. وكأن المشكلة ليست في انهيار البنية التحتية، ولكن المشكلة هي عدم وجود هذا الجهاز الذي يرصد سقوط الأمطار التي لا تهطل على مصر سوى يوم أو يومين في العام على حد أقصى، ولم يعط نظام السيسي تفسيرًا لسر شراء هذا الجهاز، وما هي علاقته بمواجهة الأمطار سوى في الإعلان عن سقوطها، غير أنه لن يمنع سقوط المطر، أو يحد من تهالك البنية التحتية وغرق البيوت والشوارع التي مازالت تصرخ من انهيار بنيتها. ليؤكد نظام السيسي، أن ما يشغل باله دائما هو ليس حل مشكلة المواطنين، أو الإصلاح بقدر البحث عن سبيل لنهب المال العام واتباع أساليب السماسرة في حصد أموال الغلابة. سر الأعاصير التي لم تحدث وفسر الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، سر افتعال التسريبات التي خرجت من هيئته عن استقبال مصر لفنكوش أكبر موجة أعاصير وأمطار في التاريخ، وهلع المواطنين، ثم خروجه على الفضائيات لنفي المعلومة، حتى يعطي المبرر لما أسفر عنه اجتماع مجلس الوزراء بعد الحديث عن بحث حالة الطقس التي تنبأت بها الهيئة خلال الأيام المقبلة؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة بكافة المحافظات، خاصة بعد الأحوال الجوية السيئة التي اجتاحت البلاد نهاية الأسبوع الماضي. وأضاف رئيس «الأرصاد»، في مداخلة هاتفية ببرنامج «الحياة اليوم» أن عبد الفتاح السيسي، تعاقد على جهاز رادار بتكلفة 100 مليون جنيه بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة؛ لرصد كميات المياه من خلال قياس كثافة مياه السحب على المحافظات، متابعًا أنه سيتم انتهاء الأعمال المدنية للجهاز خلال الشهر المقبل، وسيتم تشغيله في غضون 6 أشهر. ليكشف عن حقيقة الأزمة المفتعلة، وسر تسريب معلومات كاذبة، من أجل تبرير شراء جهاز رصد الأمطار التي لا تهطل سوى يوم واحد أو يومين على الأكثر في مصر، من أجل الخروج بسبوبة جديدة من وراء التعاقد على هذا الجهاز. وتابع أن الهيئة تتنبأ بالحالة الجوية وفقًا لدراسات علمية ومعايير الطقس، ويتم إبلاغ المواطنين قبل 72 ساعة بالحالة الجوية المرتقبة، مضيفًا أنه يتم إبلاغ كافة الأجهزة المعنية والإعلام بالإضافة للمطارات والموانئ؛ لاتخاذ الاحتياطات اللازمة. وأكد أن هيئة الأرصاد الجوية هي المصدر الوحيد والمسؤول عن حالة الطقس، مطالبًا المواطنين بعدم الانصياع خلف الشائعات، بالإضافة لسن تشريعات للحد من الشائعات الخاصة بالطقس. " شبر مية " وكعادة نظام الإهمال في دولة الانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي، تؤدي أي ظاهرة مناخية – مهما كانت قلة خطورتها – إلى كارثة في مصر، فرغم قلة وندرة الأمطار في المحروسة إلا أنها ما زالت تغرق في " شبر ميه " ، مع استمرار إهمال النظام في إصلاح شبكات الطرق، والاهتمام بتحسين مستوى شبكات الصرف، الأمر الذي يتكشف معه وهنْ بيت العنكبوت في الدولة التي يحكمها العسكر. وكانت العادة أن تكون الكارثة في الشوارع والأزقة الشعبية، إلا أن المفاجأة التي كشفت الضعف الذي تعانيه البنية التحتية رغم مليارات الجنيهات التي تنفق في دولة العسكر على ما تزعمه من تحسين شبكة الطرق وبناء المدن الجديدة، هي غرق مدينة القاهرة الجديدة التي تعد من أكبر المدن داخل محافظة القاهرة، وتقدر مساحتها ب70 ألف فدان، ويصل عدد سكانها إلى 500 ألف مواطن من الأغنياء في مصر، ويتردد عليها أكثر من مليون مواطن يوميا، وتعتبر من مدن الجيل الثالث التي تم إنشاؤها بقرار رئاسي عام 2000، وتتكون المدينة من عدة تجمعات سكنية أكبرها وأشهرها التجمع الخامس إضافة إلى مدينة الرحاب والتجمع الأول والتجمع الثالث. وسادت موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، وقام العديد من السكان بالاستغاثة بعد غرق منازلهم وسياراتهم. وقد نشر العديد من سكان منطقة التجمع صورًا لغرق السيارات والمنازل وانهيار سقف أحد المحال التجارية وغيرها.