بعد انتهاء الزيارتين التي قام بهما كل من أمير قطر الأمير تميم بن حمد، وولي عهد السعودية محمد بن سلمان للولايات المتحدةالأمريكية، خلال هذا الأسبوع، بات من المؤكد الاتفاق على الانتهاء من المصالحة الخليجية ووقف حصار قطر، من خلال أوامر أمريكية مشددة لدول الحصار بقيادة السعودية. ونقال مسؤولان أميركيان مطلعان، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب طالب في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي الملك سلمان، هذا الشهر، بأن تنهي المملكة وشركاؤها العرب سريعاً نزاعاً مستمراً منذ نحو عام مع قطر، تسبَّب في انقسام حلفاء الولاياتالمتحدة بالمنطقة. حزم أمريكي وتناولت الصحف الأمريكية أنباء عن أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تُسرع الخطى لحل الخلاف الدبلوماسي بين قطر وجيرانها الخليجيين، وأنَّه يشعر بقلقٍ متزايد من ميل الإمارة إلى فلك إيران السياسي والاقتصادي. وذكر المسؤولان اللذان تم إطلاعهما على المحادثة، وطلبا عدم الكشف عن هويتيهما في تصريحات صحفية اليوم الخميس، أن ترمب يريد تسوية الخلاف من أجل استعادة الوحدة بين دول الخليج العربية، وتوحيد الجبهة أمام إيران. ووصف أحد المسؤولين نبرة ترامب في الاتصال الذي جرى، في الثاني من أبريل مع الملك سلمان، بأنها كانت "قوية". ولم يتضح كيف ردَّ العاهل السعودي. وقال المسؤول "ينصبُّ تركيز الرئيس دوماً على إيران وبرامجها النووية والصاروخية، التي تُهدِّد دولَ الخليج جميعاً، وكذلك إسرائيل، وأكد أن خصومة السعوديين والإماراتيين مع قطر لا منطق لها". وأكد مسؤول ثانٍ مطَّلع على الاتصال، أن ترمب أصرَّ على حلِّ الخلاف بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الست خلال 3 أسابيع، لأسباب من بينها قرار وشيك بشأن إيران. يأتي ذلك في الوقت الذي تصدر تصريحات سياسية في الخليج لا توحي بأي نوع من التقارب على الأرض، فالاقتراح الأخير الذي كشفته السعودية بحفر قناة على طول الحدود السعودية-القطرية، ستحول قطر من شبه جزيرة إلى جزيرة كاملة، ويأتي في إطار التصعيد بين البلدين. فهذا المشروع سيفصل قطر جغرافياً عن السعودية، وهي الدولة التي تشترك معها بحدود برية، والتي أغلقت تماماً بناء على التوجيهات الصادرة من القيادة السعودية، عقب اندلاع الأزمة الخليجية بشهر يونيو 2017. انتصار لقطر وقالت صحيفة New York Times، إن قطر سوف "تسجل انتصاراً مهماً، خلال زيارة الأمير تميم بن حمد آل ثاني إلى واشنطن، إذا ما أعلن الرئيس الأمريكي أثناء اللقاء المرتقب، كما هو متوقع، أنَّه ينظر الآن إلى منافسي قطر باعتبارهم حجر عثرة في طريق إيجاد حلٍّ لنزاعٍ إقليمي مهم". وكانت الولاياتالمتحدة، قد وافقت الإثنين الماضي على بيع صواريخ موجَّهة بقيمة 300 مليون دولار إلى قطر، عشية لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. فيما قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير لها، إن المسؤولين الأمريكين يخشون من أنَّ مثل هذا التحول في موقف قطر تجاه إيران، قد يمثل إعادة اصطفاف كبيرة، وتهديداً محتملاً للأمن القومي الأمريكي، بسبب تحدي طهران لمصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها من دول الشرق الأوسط في المنطقة، ما يرفع مخاطر الخلاف الخليجي. وفي مقرِّ وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، احتفى وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، يوم الإثنين الماضي، بقطر باعتبارها "شريكاً عسكرياً مهماً وصديقاً قديماً". ومن المتوقع أيضاً أن يزور ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد واشنطن في الأسابيع المقبلة. ووفقاً لمسؤولين أمريكيين عديدين، ضَغَطَ الإماراتيون كي يكونوا آخر البلدان الخليجية التي تلتقي مع ترمب في هذه الجولة الحالية من الجهود الدبلوماسية. وزادت التجارة بين إيرانوقطر في الأشهر الأخيرة، في ظلِّ سعي الدوحة للعثور على طرق تجارة بديلة، بعد تراجع الصادرات السعودية إليها حتى وصلت إلى مستوى الصفر تقريباً. ووفقاً لمنظّمة تنمية التجارة الإيرانية، ارتفعت الصادرات الإيرانية غير النفطية إلى قطر في سبتمبر الماضي، بنسبة 127% على أساسٍ سنوي. وفي غضون ذلك، قال رئيس منظمة الطيران المدني الإيراني، العام الماضي، إنَّها شهدت زيادةً فورية بنسبة 17% في حركة النقل الجوي، بينما اضطرت الرحلات الجوية المتجهة إلى قطر، والمُغادِرة منها إلى تغيير خط سيرها عبر مجالٍ جوي صديق. قطروإيران أيضاً تتشاركان وتُديران معاً أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، وهو خزان بارس الجنوبي (في إيران)، القبة الشمالية (في قطر). و يقول المسؤولون الأمريكيون إنَّهم قلقون من أنَّ تحولاً من جانب الدوحة إلى فلك إيران السياسي والاقتصادي، من شأنه أن يمنح الأخيرة سبيلاً للوصول إلى الدولارات الأمريكية، وهي الأموال التي قد تنقلها بعد ذلك إلى حزب الله في لبنان، والمتمردين الحوثيين في اليمن، وغيرهما من مجموعات الميليشيات في المنطقة. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أنَّ العلاقات الأعمق مع قطر قد توفر لطهران ذريعةً لإرسال عملاء متخفين إلى البلاد كتجار، ما يجعل مهمة مكافحة عمليات إيران لجمع الأموال غير المشروعة وتأثيرها في المنطقة أصعب.